• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم


علامة باركود

محمد صلى الله عليه وسلم المبلغ الأمين للدين الشامل الكامل

محمد صلى الله عليه وسلم المبلغ الأمين للدين الشامل الكامل
عبدالإله أسوماني


تاريخ الإضافة: 26/7/2017 ميلادي - 2/11/1438 هجري

الزيارات: 90414

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

محمد صلى الله عليه وسلم

المبلغ الأمين للدين الشامل الكامل


إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليله، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، وجاهَدَ في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، ونحن على ذلك من الشاهدين، أما بعد:

فمِن خلال العُنوان يلوح لنا موضوعُ المقال:

• فقولنا: "محمد صلى الله عليه وسلم المبلِّغ الأمين"؛ هذه هي المسألة الأولى؛ أي: إنه بلَّغ رسالةَ ربِّه للعالَمين، من غير تحريف ولا تبديل، ولا زيادة ولا نقصان.

وقولنا: "للدين الشامل"؛ أي: الإسلام، الذي شمل جميع مناحي الحياة الإنسانية.

 

• وقولنا: "الكامل": ضد النقص، وهو صفة للدين.

فهذه ثلاثة مسائل، أوردت الجواب عنها بين ثنايا هذه السطور، لا يخلُص القارئ من القراءة حتى يجد نفسه قد أحاط بها خُبرًا، وإن كانت عندنا مما هو معلومٌ من الدين بالضرورة، ولكن نشير إليها من باب التذكير؛ لأن الذكرى ينتفع بها المؤمن؛ لقوله تعالى: ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55]، وإلى الموضوع فأقول، والله المستعان على بلوغ السُّول:

مما لا ريب فيه أنَّ مِن أسباب فلاح الإنسان في الدارينِ اتباعَ شرعِ الله تعالى، وأن صفاءَ نفسِه في الدنيا، وعلوَّ درجته في الآخرة إنما يكون بحسب تطبيقه لما أُنزِل في القرآن الكريم، وبما ورَد في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، التي هي بيانٌ وتفسير للقرآن، أو هي التفسير العملي له.

 

وهذا التطبيقُ للشرعِ ينبغي أن يشملَ حياةَ الإنسان كلَّها؛ من مَهْدِهِ إلى لَحْدِه، ويُشرَب به الروح والجسد؛ أي: الباطن والظاهر، من غير تفريق بينهما، فهما صِنوان لا ينفكانِ، فلا خير في صلاح المظهر إذا كان الباطن خَرِبًا.

 

وكما لا يخفَى على كلِّ مسلم أن الإسلام لم يأتِ بالأحكام الفقهية (أي: ما يتعلق بالعبادات، والمعاملات، والجنايات) والأمور العقدية فحسب، وإنما أتى أيضًا بما يتعلَّق بالأخلاق والآداب، فالنبي صلى الله عليه وسلم علَّم الصحابةَ كلَّ شيء، حتى ما يتعلق بالخِراءة؛ أي: ما يتعلق بآداب قضاء الحاجة، ويدلُّ على ذلك:

ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه من حديث سلمانَ الفارسيِّ رضي الله عنه أنه (قيل له: قد علَّمكم نبيُّكم صلى الله عليه وسلم كلَّ شيء حتى الخِراءة! قال: أجل، لقد نهانا أن نستقبل القِبلة لغائطٍ أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقلَّ من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو عظم)[1].

 

وما يتعلَّق بهذا الباب من الأشياء التي تنفِر منها الأنفس، ويستحيي الناس من الحديث فيها، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّنها للناس؛ قيامًا بواجب الدعوة، وبيانًا لِما شرعه الله تعالى من أحكام في هذا الباب.

 

والنبيُّ صلى الله عليه وسلم بلَّغ رسالته على أحسن وجهٍ وأتمِّ قيام، فما من خيرٍ إلا دلَّ الأمةَ عليه، وما من شرٍّ إلا حذَّرها منه، ومَن ادَّعى أنه كتم شيئًا فقد كذب، وافترى على الله الفِرية، وأدلُّ دليل على ذلك هو قولُ الله عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67].

 

قال القرطبي رحمه الله معلقًا على الآية: "فدلَّت الآية على ردِّ قولِ مَن قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئًا من أمر الدين تقيةً، وعلى بطلانه؛ وهم الرافضة، ودلَّت على أنه صلى الله عليه وسلم لم يُسِرَّ إلى أحدٍ شيئًا من أمر الدين؛ لأن المعنى: بلِّغ جميع ما أنزل إليك ظاهرًا، ولولا هذا ما كان في قوله عز وجل: ﴿ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾ فائدةٌ"[2].

 

وجاء في الصحيحين عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: (مَن حدَّثك أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كتم شيئًا مما أُنزل عليه، فقد كذبَ، والله يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ﴾ الآية [المائدة: 67])[3].

 

وقال محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله في "أضواء البيان":

"ولو كان يمكن أن يكتم شيئًا لكتم قولَه تعالى: ﴿ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ﴾ [الأحزاب: 37]، فمن زعم أنه صلى الله عليه وسلم كتم حرفًا مما أنزل عليه، فقد أعظم الافتراء على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم"[4].

 

فالحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن رسالته غايةَ البيان، وعلَّم أمَّته كلَّ شيءٍ، ما من شيء تحتاجه في أمور دينها إلا وعلَّمها إياه النبي عليه أزكى الصلاة وأطيب التسليم.

 

يقول أبو ذر الغفاريُّ رضي الله عنه: (لقد تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما من طائر يُقلِّب جناحَيْه في السماء إلا ذكَر لنا منه علمًا).

 

ولا يجادل أحدٌ من أهل القبلة أن ما بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم كان وحيًا من عند الله تعالى؛ إذ الوحيُ قسمان: متلوٌّ، وهو القرآن، وغير متلو، وهو السُّنة التي تشمل على مجموع أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وأفعاله، وتقريراته، وتَرْكِهِ، وصفاته الخُلُقية والخِلْقية.

 

ويُؤكِّد هذا الكلامَ ما قاله ابنُ محمد المختار الشنقيطي رحمه الله في تفسيره؛ حيث قال:

"فكل ما بيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن ربِّه سبحانه بيَّنه بأمره وإذنه"[5].

 

وما التحق صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى إلا بعد أن ترك الناسَ على المحجَّة البيضاء ليلُها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.

 

ولَمَّا أكمل الله تعالى الدينَ أنزل قوله: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3]، وبكى أبو بكر وعلِم أن أَجَلَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قد قرُبَ، وقال: (ما كمل شيءٌ إلا نقَص)[6].

 

ولابن القيم رحمه الله في تفسيره القيم كلامٌ جميلٌ يحسُنُ بنا ذكره في هذا المقام، يقول:

"وتأمَّل كيف وصف الدينَ الذي اختاره لهم بالكمال، والنعمةَ التي أسبغها عليهم بالتمام؛ إيذانًا في الدين بأنه لا نقص فيه ولا عيب ولا خلل، ولا شيء خارج عن الحكمة بوجه، بل هو الكامل في حسنه وجلالته، ووصف النعمةَ بالتمام إيذانًا بدوامها واتصالها، وأنه لا يسلبهم إياها بعد إذ أعطاهموها، بل يتمُّها لهم بالدوام في هذه الدار وفي دار القرار"[7].

 

ونختم هذه المقالة بكلامٍ حسن بديع للعلَّامة المقاصدي الشيخ الطاهر بن عاشور، تغمَّده الله برحمته الواسعة، وهذا نصه من "التحرير والتنوير":

"فإكمالُ الدين هو إكمال البيان المراد لله تعالى الذي اقتضت الحكمة تنجيمَه، فكان بعد نزول أحكام الاعتقاد التي لا يسع المسلمين جهلُها، وبعد تفاصيل أحكام قواعد الإسلام، التي آخرها الحج بالقول والفعل، وبعد بيان شرائع المعاملات، وأصول النظام الإسلامي، كان بعد ذلك كله قد تم البيانُ المراد لله تعالى في قوله: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ [النحل: 89]، وقوله: ﴿ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [النحل: 44]؛ بحيث صار مجموعُ التشريع الحاصل بالقرآن والسُّنة كافيًا في هَدْي الأمة في عبادتها، ومعاملتها، وسياستها، في سائر عصورها، بحسب ما تدعو إليه حاجاتها، فقد كان الدين وافيًا في كل وقت بما يحتاجه المسلمون، ولكن ابتدأت أحوال جماعة المسلمين بسيطةً، ثم اتَّسَعت جامعتُهم، فكان الدين يكفيهم لبيان الحاجات في أحوالهم بمقدار اتساعها؛ إذ كان تعليم الدين بطريق التدريج ليتمكن رسوخه، حتى استكملت جامعة المسلمين كل شؤون الجوامع الكبرى، وصاروا أمةً كأكمل ما تكون أمة، فكمُل مِن بيان الدين ما به الوفاء بحاجاتهم كلها، فذلك معنى إكمال الدين لهم يومئذٍ، وليس في ذلك ما يُشعِر بأن الدين كان ناقصًا، ولكنَّ أحوال الأمة في الأممية غيرُ مستوفاة، فلما توفرت، كمل الدين لهم، فلا إشكال على الآية، وما نزل من القرآن بعد هذه الآية لعله ليس فيه تشريعُ شيءٍ جديد، ولكنه تأكيد لِمَا تقرَّر تشريعه من قبلُ بالقرآن أو السُّنة"[8]؛ انتهى.

 

والله من وراء القصد، والحمد لله رب العالمين.



[1] أخرجه مسلم في صحيحه، باب الاستطابة، حديث رقم: 629.

[2] تفسير القرطبي، المسمَّى: الجامع لأحكام القرآن؛ لأبي عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي (ت 671هـ)، دار عالم الكتب، الرياض، المملكة العربية السعودية، طبعة (1423هـ/ 2003م)، (6 / 242).

[3] أخرجه البخاري في صحيحه، برقم: 4336، ومسلم في صحيحه، برقم: 457.

[4] أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، دار الفكر، بيروت - لبنان (1 / 417).

[5] أضواء البيان (4 / 207).

[6] عن تفسير ابن عاشور، المسمى: التحرير والتنوير، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى، (3/ 240)، (4/ 114).

[7] التفسير القيم؛ للإمام ابن القيم، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ص: 228-229.

[8] تفسير ابن عاشور (5/ 31).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة