• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

عدل النبي مع زوجاته

أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 19/12/2016 ميلادي - 19/3/1438 هجري

الزيارات: 95478

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عدل النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته


قال ابن القيم: وكان صلى الله عليه وسلم يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة. وأما المحبة فكان يقول: "اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك"[1].

وقالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا[2].

ولما كان في مرضه استأذنهن أن يمرض في بيت السيدة عائشة فأذنَّ له.

وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين أزواجه، فأيتهن خرج سهمها، خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه[3].

وكانت الهدية إذا جاءته وزع عليهن بالتساوي. فقد أخرج الإمام أحمد عن أنس: أن أم سليم - أمه - بعثته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع[4] عليه رطب فجعل يقبض قبضة فيبعث بها إلى بعض أزواجه، ويقبض القبضة فيبعث بها إلى بعض أزواجه.. ثم جلس فأكل بقيته، أكل رجل يعلم أنه يشتهيه[5].


وهكذا قدم زوجاته على نفسه في التوزيع، ولم يبق له إلا القليل الذي لو أكله المرء لانتهى منه وما زال في نفسه رغبة إليه.

كما سوى بينهن فكان لكل منهن قبضة.

وإذا كنا في صدد الحديث عن العدل، فلا بد أن يستوقفنا حديث البخاري الذي فيه مناشدة أم سلمة وحزبها الرسول صلى الله عليه وسلم العدل في عائشة.


قالت عائشة: إن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كنَّ حزبين: فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والحزب الآخر: أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة، فإذا كان عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها، حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة، بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة.


فكلم حزب أم سلمة، أم سلمة، فقلن لها: كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس، فيقول: من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية، فليهدها إليه حيث كان من بيوت نسائه.

فكلمته أم سلمة بما قلن لها، فلم يقل لها شيئًا. فسألنها فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها: فكلميه، قالت: فكلمته حين دار إليها أيضًا، فلم يقل لها شيئًا، فسألنها فقالت: ما قال لي شيئًا، فقلن لها: كلميه حتى يكلمك، فدار إليها فكلمته، فقال لها: "لا تؤذيني في عائشة، فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة". قالت: أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله.


ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول: إن نساءك ينشدنك الله العدلَ في بنت أبي بكر، فكلمته فقال: "يا بنية ألا تحبين ما أحب؟" قالت: بلى، فرجعت إليهن فأخبرتهن، فقلن: ارجعي إليه، فأبت أن ترجع.


فأرسلن زينب بنت جحش، فأتته فأغلظت، وقالت: إن نساءك ينشدنك الله العدلَ في بنت ابن أبي قحافة، فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم؟ قال: فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها.

قالت: فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال: "إنها ابنة أبي بكر"[6].


وإذا أمعنّا النظر في الحديث تبين لنا أن الباعث الحقيقي لأم سلمة وحزبها لم يكن قضية الهدايا، بل هو غبطتهن عائشة على منزلتها عند الرسول صلى الله عليه وسلم.

يدلنا على ذلك جوابه صلى الله عليه وسلم لأم سلمة، ومن بعدها لابنته رضي الله عنها. فقد بين لأم سلمة مكانتها من خلال نزول الوحي عليه وهو معها في لحافها أو ثوبها.. الأمر الذي تميزت به عليهن.


وكان جوابه صلى الله عليه وسلم لابنته فيه الإيحاء بأن أمر الحب ليس بيده، حتى يتحكم فيه، وهو الأمر الذي مر قوله فيه صلى الله عليه وسلم في أول هذه الفقرة.

ثم جاءت زينب وخرجت عن حدود المهمة التي جاءت من أجلها، فسبت عائشة، وعائشة لا يد لها في الأمر الذي جاءت من أجله.


وإذا عدنا إلى أمر الهدايا، فهي ليست من فعله حتى يطالب بالتسوية فيه، وأما طلبهن إعلان ذلك للناس، فذلك أمر يحول دونه كرم الرسول صلى الله عليه وسلم وعفته، إذ "ليس من كمال الأخلاق أن يتعرض الرجل إلى الناس بمثل ذلك، لما فيه من التعرض لطلب الهدية" كما قال ابن حجر[7].



[1] زاد المعاد (1/ 151) والحديث أخرجه أصحاب السنن وغيرهم. وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.

[2] أخرجه أبو داود برقم (2135).

[3] متفق عليه (خ 4141، م 2770).

[4] القناع: الطبق الذي يؤكل عليه.

[5] الفتح الرباني للبنا (22/ 148) وقال في تخريجه: صحيح ورجاله رجال الصحيحين، وهو من ثلاثيات الإمام أحمد، ولم أقف عليه لغيره.

[6] أخرجه البخاري برقم (2581).

[7] فتح الباري (5/ 208).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة