• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات


علامة باركود

حول كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم (2)

حول كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عظيم الروم (2)
الشيخ محمد محمد مخيمر


تاريخ الإضافة: 20/8/2016 ميلادي - 17/11/1437 هجري

الزيارات: 5707

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حول كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هرقل عظيم الروم (2)

 

قوله صلى الله عليه وسلم: (أما بعدُ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام)، تستعمل العرب كلمة (أما بعد) للفصل بين كلامين، وللإشعار بمغايرة ما يجيء بعدها لما قبلها، على أن يكون اللاحق أهم من السابق، فهي وسيلة إلى التخلص من موضوع مهم إلى موضوع أهم منه، وهذا معنى قولهم فيها: (إنها فصل الخطاب)، وهي تتضمن معنى الشرط وجوابه، فكأنه صلى الله عليه وسلم قال له: مهما يكن من شيء بعد الكلام الذي قدمته لك، فأقول لك: إن أهم ما عندي أن أدعوك بدعاية الإسلام؛ أي: الكلمة التي تدعو إليه، ويدخل صاحبها بالنطق بها فيه، وقد روى مسلم بدل كلمة (دعاية) (داعية)، والمراد بها: (لا إله إلا الله)، ولا يحكم على العبد بالدخول في دين الإسلام إلا بالنطق بها، وإن قيل: إن الإيمان هو التصديق القلبي مع الإذعان والقبول لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وعلم من الدين بالضرورة، مع إجماع الأمة وتوافر النصوص من الكتاب والسنة على أن من لم ينطق بها لا يحكم عليه بالإيمان في دار الدنيا، وعلى أن معرفتها شرط لقبول ما عداها من الأعمال، وعلى أنه تحفظ على صاحبها نفسَه وماله بمجرد النطق بها، من غير نظر إلى ما في قلبه.

 

هل بين الإيمان والإسلام فرق في عُرف القرآن والسُّنة وبين الصحابة والتابعين؟

إن من تأمَّل آيات القرآن الكريم ونصوص السنة الصحيحة، وفيما صح عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان، والسالكين سبيلهم ممن بعدهم، وجرَّد نفسَه من الالتواء، وابتعد عن الاختلافات الحادثة - تبيَّن له أن الإيمان والإسلام شيء واحد، وقد اشتهر بين أهل الاصطلاحات الحادثة من المتكلمين أن الإيمان هو التصديق القلبي، وأن الإسلام هو الانقياد الظاهري، فأثبتوا بذلك فرقًا بين ما تدل عليه كلمة الإيمان وكلمة الإسلام، وتمسك هؤلاء بظواهر من الكتاب والسنة، فأبعدوا النجعة، وسلكوا غير طريق السلف القائلين بعدم الفرق بين مدلول الكلمتين.

 

وأقوى ما تمسكوا به من الشبه في إثبات الفرق بين الكلمتين، قول الله عز وجل: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 14]، وبحديث جبريل؛ حيث سأل النبي صلى الله عليه وسلم أولاً عن الإيمان وثانيًا عن الإسلام، وأجابه عن السؤالين بجوابين مختلفين: أولهما عما في القلب، وثانيهما عما في الظاهر.

 

ومناقشة هذا الكلام في وجوه:

أولاً بالكتاب: قال الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، وقال: ﴿ فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الذاريات: 35، 36]، وهذه الآيات تدل على أن الإيمان والإسلام والدين شيء واحد، وإلى هذا ذهب أمير المؤمنين في الحديث أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه، وترجم لهذا المعنى ثم عرَّفه، فقال: الإيمان قول وعمل واعتقاد، ونقله عن خمسة آلاف من علماء الأمة.

 

ثانيًا: وهو الذي أطبق عليه السلف، ودلَّ عليه عموم الكتاب والسنة.

 

ثالثًا: دل عليه حديث جبريل نفسه، فقد جاء في بعض رواياته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر: (هذا جبريل يُعلم الناسَ الإسلامَ)، وفي أخرى: (جاء يُعلم الناسَ دينَهم).

 

رابعًا: ومن الأدلة الدالة على أن الإيمان والإسلام شيء واحد، قوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 4].. إلخ، فقد جمع سبحانه وتعالى في بيان الصفة الأولى أمورًا قلبية وأعمالاً ظاهرة كالزكاة، ومنها قوله عز وجل: ﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [التوبة: 112]؛ أي: الذين يُحققون في أنفسهم ما سبق من الأوصاف.

 

خامسًا: ومن إطلاق الإيمان على جميع الأعمال الظاهرة والباطنة، قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الطور: 21]، وقوله: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]، فإن المراد بالإيمان في الآيتين ما يشمل أمور الدين كلها ظاهرها وباطنها، كما أن المراد الإسلام في قوله: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، هو هذا.

 

سادسًا: وأما قوله تعالى: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ﴾ [الحجرات: 14]، فعدم صدقهم في قولهم: ﴿ آمَنَّا ﴾ [الحجرات: 14] يدل على أن الإيمان لا يتحقق بالأعمال الظاهرة مجردة عن التصديق، وهم لما حكموا على أنفسهم بالإيمان بمجرد أعمالهم الظاهرة، مع خُلوِّها عن تصديق القلب حين قالوا هذا القول - نفى الله عنهم الإيمان لعدم وجود شرطه الذي هو التصديق، وأثبت لهم الانقياد الظاهري حسبما تقتضيه لغتهم، وأفهمهم أن هذا الانقياد الخالي عن التصديق القلبي لا يسميه الله إيمانًا.

 

أما الآيات التي فيها عطف العمل على الإيمان؛ كقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ﴾ [لقمان: 8]، وما أشبهها، فهو من عطف الخاص على العام، لا من عطف المغايرة؛ نظير قوله تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى ﴾ [البقرة: 238]، فاحفظ هذا التحقيق، فهو سبيل السلف المهتدين القائلين بعدم الفرق بين الإيمان والإسلام في عرف القرآن والسنة، وما يُرَى من دلائل الفرق بينهما، فمحمله الصحيح أنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا؛ أي: إنه إذا جمع بين الكلمتين كما في حديث جبريل، أُريد بكل منهما معنًى خاص، وإذا ذكر أحدهما وحْدَه أُريد به المعنى العام، ومنه تعلم أن الإيمان والإسلام شيء واحد، وهو القول والعمل والاعتقاد، وقد ساق الإمام البخاري في كتاب الإيمان من الأحاديث - ما يشهد بعدم الفرق بينهما.

 

ويكفي أن تتأمل في قوله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون شُعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق)، وفي كتاب شُعب الإيمان للبيهقي ما يُبيِّن لك أن الإيمان والإسلام شيء واحد، فإن الأحاديث المسوقة فيه قد جمعت الأعمال الظاهرة والباطنة.

 

وإنما كانت كلمة: "لا إله إلا الله" دعاية الإسلام؛ أي: عنوانه الجامع لخصاله كلها؛ لأن تحقيق العبد لمعناها فيه، يستلزم اعتقاد أن كل ما يجري في الكون من حركة وسكون، فهو بخلق الله وتقديره؛ سواء في ذلك ما يجلب نفعًا أو يدفع ضررًا، وما يرجع إلى اعتقاد أن الله متصف بكل كمال لائق به، مُنزه عن جميع النقائص، وأنه تعالى مصدر كل نعمة تجري في السموات والأرض. واعتقاد أن كل ما يبتلي به عباده من المصائب - صغيرة كانت أو كبيرة - أو يدفعها عنهم - كنزول المرض والشفاء منه، أو سَعة الرزق أو تَقتيره، أو دفع الجوع والعطش، أو نقل العبد من الضلال إلى الهدى، أو إعزاز مَن يعز، أو إذلال مَن يذل، إلى غير ذلك من شؤون التدبير - إنما هو له وحده، وهو تحقيق لتوحيد الربوبية، ويستلزم أنه لا يعمل عملاً من أعمال التعظيم التي جعلها الله عبادة له - كالصلاة والزكاة، والحلف به تعالى، والنذر له والذبح، وغير ذلك من أعمال التعظيم - إلا وهو يريد به أجر الله وثوابه وتعظيمه، دون أن يكون لغيره تعالى أي دخل فيما يعمل.

 

ومعنى ذلك تخليص العمل لله تعالى وحده، وإفراده به، وهو تحقيق لتوحيد الألوهية الذي أمر الله به رسوله في آيات كثيرة؛ منها قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ [الزمر: 2]، وقوله: ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [غافر: 14]، وقوله: ﴿ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ﴾ [هود: 2].

 

وهذا الذي قلناه هو بعض ما أرادوه بقولهم: إن كلمة "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، تجمع جميع العقائد الإسلامية.

 

ومن هذا يتبيَّن أن هذه الكلمة من النبي صلى الله عليه وسلم، هي من حد الإعجاز الذي تنتهي إليه البلاغة، وأنها من جوامع الكلم التي وهبها الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم.

 

مجلة الهدي النبوي: المجلد السادس، العدد (5 - 6)، ربيع الأول 1361هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة