• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / ردود وتعقيبات


علامة باركود

هل الرسول أصل المخلوقات؟

هل الرسول أصل المخلوقات؟
إبراهيم شعبان يوسف


تاريخ الإضافة: 28/4/2016 ميلادي - 20/7/1437 هجري

الزيارات: 14935

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في رياض التوحيد

هل الرسول أصل المخلوقات؟

 

مِن القول الذي لا يكاد يَرتفع إلى العقل النَّاضِج والفِكر السَّليم أن يقول ناعِقٌ: لولا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لم تَكن هذه المخلوقات؛ إذ لولاه لم تَكن الشمسُ والقمر، ولا الجنَّة والنار، ولا السموات والأرض، ولولاه لم يَكن العرش العظيم الذي استوى عليه المولى سبحانه... إلى آخر ما يتجشؤه حماةُ الوثنيَّة.

 

ولكن العقيدة الصَّحيحة والإيمان السَّوي يأبَيان إلَّا أن يُميطا هذا الفِكر المَسموم عن طريق الدَّعوة إلى الحقِّ تبارك وتعالى، فأقول وبالله التوفيق:

نعلم أنَّ الله عزَّ وجلَّ جعل آدمَ عليه السلام خليفةً في الأرض، وخلَق من نفسه زوجَه ليَسكن إليها، وبثَّ منهما رجالًا كثيرًا ونساء، وأخذ عليهم العهدَ والميثاقَ للإقرار بالحقِّ والتوحيد الكامل، ووعد الطائعين خيرًا والعصاة على النقيض.

 

ولكي تستقرَّ الحياة بالناس جميعًا فلا بدَّ أن تكون لهم شمسٌ بالنهار وقمر بالليل، وقدَّره منازلَ لِمعرفة السنين والحساب، كما أنَّه سبحانه جعل أرضًا يفلحها النَّاس ويمشون في مناكبها؛ للأكل من رِزق الله، وجعلها قرارًا ولها رواسيَ، وشقَّ فيها الأنهارَ والبحار، وأخرج فيها الزُّروع والأشجار، وبارَك فيها، وقدَّر فيها أقواتَها في أربعة أيام، وجعلها قطعًا متجاورات، ووعد الموحِّدين جنَّةً ينعمون فيها؛ لقاءَ عملٍ صالح قدَّموه، وتوعَّد العصاة المشركين دون توبةٍ جهنَّمَ يَلقون فيها الجزاء العادل.

 

يتولى محاسبةَ الخلق ربٌّ كريم، استوى على عرشٍ عظيم، وسع كرسيُّه السموات والأرض، له قلمٌ كتَب كلَّ شيء في الذِّكر، ولم يُهمل الله مقاديرَ النَّاس وحظوظهم، فما أصابَك لم يكن ليخطِئك، وما أخطأكَ لم يَكن ليصيبك، ولا يَظلم ربُّك أحدًا، وهذه هي معايير العدالة الإلهيَّة.

 

فمن المعلومات الثَّابتة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وُجِد في الدنيا عامَ الفيل، وبعد ميلاد أخيه عيسى ابن مريم عليه السلام بما يَفوق خمسةَ قرون، ولحِق بالرَّفيق الأعلى بعد نيفٍ وستين عامًا من حياةٍ حافلة بالجدِّ والحركة الدَّائبة، والقِيَم والمُثُل العليا، مؤدِّيًا الحقَّ لأهله، حتى عُرِف قبل البعثة بالصَّادق الأمين، وبعد الرِّسالة دعا النَّاسَ إلى الله، وما لانَت له قناة.

 

فهل يا ترى كانت الشَّمس والقمر معطَّلَين؟ والجنَّة والنار في فناءٍ؟ وعرش الله سبحانه غير موجودٍ؟ بحيث لم يؤدِّ كلٌّ من ذلك دوره المقدَّر له قبل مولد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلمَّا وُلد كان هو عليه السلام أصلًا لكلِّ هذا؟!

 

ثم قل لي بربك: كيف كانت الأمم السَّابقة تمارِس حياتها؟ والقرآن الكريم يقصُّ علينا موقفَ نوح مع قومه؛ حيث كان يدعوهم ليلًا ونهارًا، والليل والنَّهار لا يُعرفان إلَّا بالشمس والقمر، وكان ذلك بلا شك قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك عرش الرَّحمن جلَّ شأنه كان قبل الرسول عليه السلام؛ حيث يقصُّ القرآن الكريم في سبع آيات كريمة بأنَّ الله خلق السمواتِ والأرض في ستة أيام ثمَّ استوى على العرش، بل إنَّ العرش كان موجودًا قبل خلق السموات والأرض، حيث تُثبت الأحاديث الصَّحيحة ذلك؛ كما ورد في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قدَّر الله تعالى مقاديرَ الخلق قبل أن يَخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشُه على الماء)).

 

بل إنَّ الإمام البخاري أثبتَ في صحيحه عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: جاء أهلُ اليمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ للتفقُّه في الدِّين، فسألوه عن أول هذا الأمر؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((كان الله ولا شيء قبله - وفي رواية: معه - وكان عَرشه على الماء، وكتب في الذِّكر كلَّ شيء)).

 

وعلى هذا فليس محمدٌ صلى الله عليه وسلم أصلًا للمخلوقات مهما قال الغُلاة والمخرِّفون.

 

يا قوم، إذا كان القرآن والسنَّة يسردان الحقَّ الذي لا مَعدِل عنه؛ من أنَّ الله سبحانه كان ولا شيء معه أو قبله، وأن العرش العظيم كان على الماء قبل خلق السموات والأرض، وأنَّ الجنَّ خُلق قبل آدم، وأن آدم أصلٌ لبَنيه، وأنَّ الرسول محمدًا صلى الله عليه وسلم من ذرِّية آدم، فكيف يتَّسق منطقُ الصوفيَّة ومَن على شاكلتهم بأنَّ الرسول محمدًا أصلٌ لجميع المخلوقات، ولولاه لم يَكن الليل والنَّهار، ولا الشمس والقمر، ولا الجنَّة والنَّار، ولا العرش والسماء والأرض.

 

ومن عجبٍ أن يَبدأ سِفرٌ لهيئةٍ كبيرة في دنيا البشر بقول مؤلِّفه: الحمد لله الذي جعل الولدَ والدًا والوالد ولدًا؛ ولا عجب! وكأنَّه يريد أن يَقطع على القارئ تفكيره ويلغي عقلَه بقوله: (ولا عجب)، ثم يَشرح قائلًا: إنَّ الحمد لله، الذي جعل محمدًا عليه السلام والدًا لآدم، وجعل آدم والدًا لمحمد.

 

ولو تصفَّحتَ هذا السِّفر لوجدتَ أنَّ مؤلفه يقول في إطرائه لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

نبيُّ الهدى لولاه لم يُخلق الورى
ولا العرشُ والكرسيُّ والأرض والسما
هو الأولُ الهادي هو الآخِر الذي
تأخَّر إرسالًا وخلقًا تقدَّما
هو الظاهر البادي هو الباطِن الذي
أبان لنا ما كان عنَّا تكتَّما

 

ومهما قيل فيه من شرحٍ وتوضيح فإنَّ هذا ليس حبًّا صادقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنَّه عليه السلام القائل لقومٍ قالوا له: أنت سيدنا وابنُ سيدنا: ((لا يَستهوينكم الشيطانُ، ولا تطروني كما أطرَت النَّصارى المسيحَ ابن مريم؛ فإنَّما أنا عبدُ الله ورسولُه))؛ لأنَّ الحبَّ الحقيقي يتمثَّل في اقتفاء آثاره واتِّباع نهجه عقيدةً وسلوكًا.

 

وليس الحبُّ فتحًا لأبواب الإطراء وإغراء الدَّهماء بالقول السمج الهزيل، ولعلَّ أصحاب هذا النَّهج ساروا خلفَ الحديث المكذوب الذي يقول: إنَّ جابرًا سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن أول المخلوقات؟ فقال له: ((نور نبيِّك يا جابر، ومنه كلُّ المخلوقات)).

 

ونحن لا نملك لأصحاب هذا الفِكر المنحرِف إلَّا أن ندعوَهم إلى القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة؛ حتى تصحَّ العقيدة، وتستوي العقول، وتستقيم الفِطَر، ونقول لهم: لا داعي للشَّطط والشطح الذي لا يَقود صاحبه إلَّا إلى الضلال.

 

نعم، تعالوا حسبةً لله سبحانه نَعكفُ على الهدي السَّليم والنهج القويم - القرآن والسنَّة - ندرس ما فاتنا منهما، نقف حيث وَقَفا، ونتحرَّك حيث تحرَّكا؛ فهما ربيع القلوب، وجلاء الهموم، وذهاب الحزن.

 

نعم، لا داعي لأوراد حُفظَت وتورث للأبناء والأحفاد والمريدين - على غير صواب - وكان الأولى بل والأَوجب أن نورِّث كلَّ ثابتٍ من القرآن العظيم والسنَّة الطاهرة؛ فإنَّ الرسول عليه السلام لم يدَع بابًا يقرِّب العبدَ من الله إلَّا وحثَّ عليه، ولم يدَع بابًا يبعد العبد عن الله إلَّا ونهى عنه.

 

ونسأله تعالى أن يوفِّقنا للعمل بكتابه وبسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.

المصدر: مجلة التوحيد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة