• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

ماذا بعد رمضان؟

ماذا بعد رمضان؟
الرهواني محمد


تاريخ الإضافة: 22/7/2015 ميلادي - 6/10/1436 هجري

الزيارات: 14261

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ماذا بعد رمضان؟


الخطبة الأولى

إنّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعِينه ونستَغفِره ونتوب إليه، ونعوذُ باللهِ مِن شرور أنفسِنا ومِن سيِّئات أعمالِنا، مَن يهدِه الله فلاَ مضِلَّ له، ومَن يضلِل فلاَ هادِيَ له، وأشهَد أن لاَ إلهَ إلاّ الله وَحدَه لاَ شريكَ لَه، وأشهَد أنّ محمّدًا عبده ورسوله.

 

﴿ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾،

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾،

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾.

 

معاشر عمار بيت الله:

سنةُ الله في خلقه، أيام تنقضي وأعوام تنتهي، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

 

فالسلام على رمضان شهر الصيام والقيام والقرآن.

 

السلام على شهر الرحمة والغُفْران والبركة والإحسان.

 

اليوم ستغيب شمس أشرفِ الشهور وأفضلِها.. اليوم سنودع شهر رمضانَ المبارك.. وقد أحسن فيه من أحسن، وأساء فيه من أساء.

 

سيرحل رمضان، وهو إما شاهدٌ للمشمر باجتهاده وإقباله على الله، وإما شاهدٌ على المُقصر بغفلته وإعراضه عن رب العالمين.

 

رمضانُ سيرحل، وقد فاز فيه من فاز، وخسِر من خسر..فليت شعري من المقبول منا فنهنيه، ومن المطرود فنعزيه؟

 

رمضانُ سيرحل وإن في رحيله لعبرة، إن في رحيله لموعظةٌ بليغة لمن رزقه الله الاعتبارَ وحاسب نفسه قبل أن يحاسب.

 

سيرحل وإنه لمنحةٌ لمن أعانه الله على تحقيق ما فيه من ثمار، ومنةٌ عظيمة لمن داوم بعده على الطاعات وأكثر الاستغفار.

 

رمضان سيرحل، وإنه لمحنةٌ وخسارة وخيبة لمن ضيع أوقاته دون اغتنام واستثمار.

 

رمضان سيرحل ولابد أن يأتي هذا السؤال، ماذا يجب علينا بعد رمضان؟

لقد أجاب النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم كل سائل طالب للعلاج الناجع والدواء النافع، فقال: (قل آمنت بالله ثم استقم).

 

النبي صلى الله عليه وسلم يضع منهجا متكاملا للمؤمنين، بحيث تتضح معالم هذا المنهج ببيان قاعدته العظمى التي يرتكز عليها، ألا وهي الإيمان بالله: (قل آمنت بالله)، الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه رب كلِّ شيء ومليكه وخالقه، وأنه المتصفُ بصفات الكمال كلِّها، المنزه عن كل نقص وأنه الذي يستحق وحده أن يفرد بالعبادة: من صلاة وصيام....

 

(قل آمنت بالله)، هذا هو العنصر الذي يغير من سلوك الشخص وأهدافه وتطلعاته، وهذا هو الباعث للهمة والمقوي للإدراك.

 

فبالإيمان يحيا الإنسان ويولَدُ وِلادة جديدة، ويقذف الله في روحه من أنوار هدايته، فيعيش آمنا مطمئنا، ناعما بالراحة والسعادة، قال الله تعالى مبينا حال المؤمن: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾ [الأنعام: 122] فبعد أن كان خاوي الروح، ميت القلب، إذا بنور الإيمان يملأ جنبات روحه فيُشرق القلب إشراقا، وتعلو الروح علوا.

 

الإنسان كلما ذاق حلاوة الإيمان، وتمكنت جذوره في قلبه، استطاع أن يثبت على الحق ويواصل المسير حتى يلقى ربَّه وهو راض عنه، لذلك النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: (قل آمنت بالله... ثم استقم).

 

الاستقامة:أن تستقيم في العقيدة، أن تستقيم في العبادة، أن تستقيم في المعاملة، في الخُلق في السلوك، أن تستقيم قلبًا وقالبًا، قولا وعملا، وأن تستقيم منهجًا وغاية وطريقة على شرع الله جملة وتفصيلا. (قل آمنت بالله ثم استقم)، استمر واثبت على ما اعتقدت وآمنت به وصدقت، وحافظ على أعمالك الصالحة حتى الممات، فلا يكن هذا في زمن دون آخر، ولا مكان دون غيره، ولا مع قوم دون آخرين.

 

وإنما: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾.

فرب العزة جل جلاله خلقنا للعبادة الدائمة لا للعبادة الموسمية. فإذا كنا سنودع رمضان، فعلينا أن لا نودع العبادة، ولا نودع الطاعة، أن لا نودع المساجد- الصلاة- القرآن..علينا ألا نودع الطريق المستقيم الذي ارتضاه رب العالمين لعباده المُنعمين.

 

نعم ننادي أهالينا وأحبابنا وإخواننا وأخواتنا بكل محبة ونقول لهم: من كان يعبد رمضان، فإن رمضان أوشك على الرحيل، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.

 

من أعظم الخسارة أن يعود العبد بعد الاستقامة منحرفا ضالا، وبعد الغنيمة خاسرا، وأن يُضيع المكاسب التي يسرها الله عز وجل له في شهر الخير والتيسير، وأن يرتد بعد الإقبال مدبراً، وبعد المسارعة إلى الخيرات مُعرضاً، وبعد عمران المساجد بالتلاوات والطاعات مهاجرا.

 

وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل دلالة قوية على أن قلوب هؤلاء لم تحيى حياة كاملة بالإيمان، ولم تستنر بنور القرآن، ولم تتذوق حلاوة الطاعة ولذة المناجاة، هؤلاء الذين كانوا يُدعَون على مدى شهر كامل إلى دورة تدريبية على الطاعة والحرص عليها والمسارعة إلى الخيرات والتنافس فيها وعليها، نراهم قد أعدوا العدة، وقد أعدها البعض بعد ليلة السابع والعشرين لقطع صلتهم برب العالمين، وربنا سبحانه يقول: ﴿ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ ﴾، النتيجة: ﴿ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾.

 

خاسرين، وما أقبحَها من خسارة، الله سبحانه يقول: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف: 103، 104]... فهي ليست خسارة المال أو التجارة أو الوظيفة أو المناصب، فهذه خسائر محدودة.. وإنما هي خسارة الأعمال.

 

وما شأن هذه الأعمال؟ قال ربنا: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ﴾.

 

وقد تتعدى هذه الخسارةُ حتى الأهل، قال ربنا: ﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: 15].

 

وقد بين الله في كتابه العزيز بعض أوصاف هؤلاء الخاسرين فقال: ﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [البقرة: 27].

 

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

 

من باب النصيحة، أقول لكم معاشر الصالحين والصالحات ولنفسي قبلكم: لنجعل من رمضان بداية، نعم بداية للانطلاقة الكبرى نحو المعالي، وطلبِ رضى الكريم المتعالي.

 

لتكن طاعتنا لله في رمضانَ زادا مباركاً تتحول به حياتنا بعده إلى السعادة والرشد والهداية. زادا يرقينا ويرفعنا درجات عند الرب الكريم. فكم من طاعة بعد رمضان كانت سببا في بلوغ العبد منازل الأبرار، ودرجات السعداء المقربين.

 

عبد الله ما الذي يمنعك من أن تحافظ على الصلاة وعلى الجماعة كما أنت تحافظ في رمضان؟ وما الذي يمنعك أن تحفظ جوارحك كما تحفظها في رمضان؟ هل إذا غاب رمضان غاب الرب المنان؟... الله جل جلاله جعل رمضانَ فرصةً ليتعوَّد الإنسان الخير ويداومَ عليه، يتعوَّد الذي لا يصلي الفجر أن يصلي الفجر ويداوم عليه، يتعوَّد الذي لا يصلي في جماعة أن يصلي في جماعة، ويداوم عليها، يتعوَّد الذي لا يتطوَّع ولا يقوم الليل أن يقوم الليل، فيقوم بعد رمضان ويصلي ليلة بعد ليلة لله رب العالمين،...

 

والصدقة قربة تطفيء الخطيئة وتنمي المال دائماً وأبداً، والحبيب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من يوم يصبح فيه العباد إلا وملكان ينزلان يقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً. ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً)، فلا تبخل وتُمسك وتُحصر صدقاتك في رمضان وتحرم نفسك من الأجر بقية العام. فالاستمرار على العبادة والطاعة سبب من أسباب حسن الخاتمة، قال النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته، فسأل رجل من القوم ما استعمله؟ قال: يهديه الله تبارك وتعالى إلى العمل الصالح قبل موته ثم يقبضه عليه).

 

معاشر العباد:

ثمرة الصوم الحقيقية. ثمرة الجهد والطاعة والتضحية لا تظهر إلا بعد رمضان، فمن استمرَّ على أخلاق رمضان وعلى عبادات رمضان وعلى طاعات رمضان التي كان يتقرب بها إلى الرحمن، فهذا بالفعل قد استفاد من شهر الصيام والقيام.

 

فمن علامات قبول العمل الصالح عند الله رب العالمين، أن يوفق العبد للعمل الصالح ويستقيمَ على ذلك في غالب أحواله.

 

ومن علامة رد الطاعة فعل السيئة بعدها..

 

فلنجتهد جميعاً في إتباع الحسنة بالحسنة ومحو السيئة بالحسنة بعدها، وصدق الله العظيم: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذٰلِكَ ذِكْرٰى لِلذَّاكِرِينَ ﴾.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة