• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

إدارة الوقت في رمضان وصناعة التغيير الإيجابي

د. عبدالمنعم نعيمي


تاريخ الإضافة: 16/7/2015 ميلادي - 30/9/1436 هجري

الزيارات: 12064

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إدارة الوقت في رمضان

وصناعة التغيير الإيجابي


أزف شهر رمضان الفضيل على الرحيل، وأوشَك أن تنسلخ أيامُه، وتنقضي نفحاته، وهو الموصوف من ربِّ البرية جلَّ وعلا بقوله: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، نعم إنْ هو إلا أيام معدودات؛ مُعيَّنات ومُحدَّدات بالعدد؛ فعِدَّةُ رمضان إما تسع وعشرون أو إكمال عدَّته ثلاثين يومًا، والشهر هكذا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: إما تسع وعشرون يومًا، أو ثلاثون يومًا عدًّا وعددًا؛ بدليل ما صح عند الشيخين من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا))؛ يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ.

 

وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]؛ فيه تلميح وتنبيه إلى تسارع الزمن وسرعة انقضائه، وأن الوقت في شهر رمضان عامل مهم لإنجاح عملية التغيير المقصودة من فرض الصيام، هذه العملية التي عبَّر عنها ربنا تبارك وتعالى في آي الصيام بالتقوى في قوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وقوله: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 187].

 

إذًا غايةُ الصائم من صومه نهارَ رمضان تحصيلُ ما أمَر الله تعالى به من التقوى، وهي المَقصَد الشرعي الأصلي والأساسي والهام من تشريع الصوم في رمضان، بَيْدَ أن البعض قد يتوهَّم أن التقوى في رمضان خاصة بنهار يومه فقط، لا بليله أيضًا، وهذا توهُّم بيِّنُ الخطأ؛ لأن العبادة وإن قُصدت في نهار رمضان بالصوم، فهي مقصودة أيضًا في ليله بالقيام والتلاوة ونحوها.

 

إن الصيام وإن عُدَّ أهم عمل في رمضان؛ لقوله تعالى في مطلع آي الصيام من سورة البقرة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]؛ فإن له أيضًا أعمالاً أخرى يُؤجر عليها الصائم ويُثاب، يُسنُّ له تحصيلها، ويُرغَّب له إدراكها؛ كتلاوة القرآن والقيام والاعتكاف وإطعام الطعام والتصدق... وغيرها من أنواع البِرِّ وأبواب الخير.

 

إن رمضان مدرسة للمران على تهذيب النفس وتزكية القلب مما علق به من رَانٍ، رمضان يصنع التغيير في نفوس الصائمين وجوارحهم، ويظهر جليًّا في سلوكياتهم، هو التغيير الذي لا يحظى به إلا من صام وقام رمضان إيمانًا بثواب صيامه وقيامه، واحتسابًا لهذا الثواب الجزيل الذي أعده الله تعالى للصائمين القائمين.

 

نرجع إلى قوله تعالى: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 184]، فإن الله تعالى قد جعل لأمَّة الإسلام في أيام دهرهم نفحات؛ من تعرَّض لها بإخلاص وصدق، نال المقصد الشرعي من تشريع العبادة فيها، وأيامُ رمضان كلها خير وبركة، ينال فيها الصائم ما وعد الله تعالى به الصائمين من الثواب العظيم في الدنيا، والنعيم المقيم في الآخرة.

 

وهذه الآية مما يُمكن الاستئناسُ به للتدليل على قيمة الوقت في رمضان، وأهمية إدارته واستغلاله في صناعة التغيير، والارتقاء بالنفس الإنسانية المكرَّمة ارتقاء اجتماعيًّا وحضاريًّا بعيدًا عن دحض الحيوانية الدونية.

 

هي أيام معلومات ومحدَّدات ومُعيَّنات بعددها وزمانها؛ لكنها تصنع فارقًا عجيبًا يمتد بقية عمر الإنسان مع تجدُّدها كل عام من حياته، أيامٌ عمليةُ التغيير فيها تنطلق من نفس الإنسان وقلبه وجوارحه، تُترجم في سلوكيات إيجابية تجعل من الإنسان شامة بين غيره، هذا التغيير الذي يعكس حقيقة ما طرأ على قلب الصائم وعقله وسلوكه من تفاعل إيجابي مع عبادة الصوم.

 

وعلى أبواب هلال شوال يسعد الصائم ويفرح بما نال من التغيير الذي يستحق؛ فيرى في الفطر يوم جائزته التي يُتوج بها نجاحه الباهر وفوزه الفاخر في مدرسة رمضان، فيفرح يوم فطره فرحًا يليق بهذا اليوم السعيد (عيد الفطر المبارك)؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((للصائم فرحتان: فرحه حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربه))، وفي لفظ آخر: ((وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)).


إذًا واضح أن التغيير لا يناله إلا من استغَلَّ أيام رمضان وأحسن إدارة وقتها؛ فإذا انسلخ رمضان وانقضى ولم يحقق التغيير، فاعلم أخي الصائم أمرين:

الأمر الأول: أنك فوَّت عليك فرصة حقيقية لتتغيَّر، لكنك لم تُحسن استغلالها لتتغيَّر؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الذي أخرجه البزار عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "ارتقى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر درجة فقال آمين ثم ارتقى الثانية فقال آمين ثم ارتقى الثالثة فقال آمين ثم استوى فجلس فقال أصحابه على ما أمنت قال: أتاني جبريل فقال رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فقال رغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة فقلت آمين فقال رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له فقلت آمين".

 

الأمر الثاني: من لم يتغيَّر في رمضان تغييرًا إيجابيًّا، فليعلم يقينًا أن التغيير في غيره من سائر أيام العام صعب وليس باليسير إلا على من يسَّر الله تعالى له أسبابه؛ لرغبته الصادقة في التغيُّر، كما قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾ [الليل: 5 - 10].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة