• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / خواطر صائم


علامة باركود

صيام القلوب

صيام القلوب
نانسي خلف


تاريخ الإضافة: 18/7/2014 ميلادي - 21/9/1435 هجري

الزيارات: 11740

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صيام القلوب


إنه ماراثون النساء، أو (يوم تركضين لقدام) كما سموه، والكل يستعد: اللباس الرياضي، الماء، النظَّارات الشمسية، القُبَّعة، والأهم الاستعداد للجري عبر مزاولة بعض التمارين، أو ما يسمى بالعامية: (مرحلة التحمية) للانطلاق، ولكن أخذتني هذه الصورة إلى رمضان، وها نحن على أبوابه، فهل استعددنا له لننطلق في طاعاتنا كما نستعد لسائر النشاطات في حياتنا؟

 

والعملية تحتاج إلى دورة تدريبية للقلب، فالصيام يبدأ من عنده، فلو كان الصيام هو الجوع والعطش، فما الفائدة من تأخير وجبة الفطور والغداء للعشاء؟!

 

ولو كان هذا هو الصيام المقصود، فأيُّ معنًى لقوله صلى الله عليه وسلم: ((كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش))؟ فهذا يعني أن هناك صومًا آخر غير صوم الجوع والعطش.

 

نعم، فكم من صائم مفطر، وكم من مفطر صائم، فالمفطر الصائم هو الذي يحفظ جوارحه عن الآثام، ويشرب ويأكل الطعام، وأما الصائم المفطر، فهو الذي يجوع ويعطش، ويطلق جوارحه.

 

أما مَنْ جمع بينهما، فجمع أصل الصيام، وفضله، وكماله، وكما يقول العلماء: فإن لكل عبادة ظاهرًا وباطنًا، وقشرًا ولُبًّا.

 

وإليكم أعزاءنا القراء الاختيار: فإما أن نقنع بقشور الصيام عن اللباب، أو أن نطمح إلى لُبِّ الصيام، وبصراحة: لا يتذوقه إلا أصحاب الألباب.

 

ومُجددًا إلى السؤال: فمن منا استعد لصيام القلوب؟ ومتى تغادرنا ثقافة رمضان الجوع والعطش، إلى حقيقة: رمضان معركة الإرادة ومركز القيادة؟

فإلى المهتمين بصيام القلوب، إليكم الجواب: روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الصوم أمانة، فليحفظ أحدكم أمانته))، ولما تلا قوله - عز وجل -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ﴾ [النساء: 58]، وضع يده على سمعه وبصره فقال: ((السمع أمانة، والبصر أمانة)).

 

ولولا أنه من أمانات الصوم؛ لما قال صلى الله عليه وسلم: ((فليقل: إني صائم))؛ أي: إن لساني صائم، فكيف أطلقه بجوابك؟ وهذا هو صوم القلوب، وصوم الصالحين بكف الجوارح عن الآثام، ويتم بخمسة أمور، ذكرها الإمام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين":

الأول: صوم البصر عن الاتساع في النظر.

الثاني: صوم اللسان عن الغِيبة والنميمة والهذيان.

الثالث: صوم السمع عن الإصغاء إلى كل مكروه ممتنع.

الرابع: وهو صوم اليد والرجل عن الآثام والمكاره.

 

فأين المعنى الحقيقي للصوم، ونحن نمسك عن الطعام، ونفطر على لحوم الناس بالغيبة الحرام، والنظر الحرام، واستماع الحرام؟!

 

وإليكم هذه الصورة التقريبية لأصحاب القلوب الواعية، المدركة لأسرار الصيام الجامعة، قال بعض العلماء: "مَثَل قلبك مثل بيت له ستة أبواب، ثم قيل لك: احذر ألا يدخل عليك من أحد الأبواب شيء فيفسد عليك البيت.

 

فالقلب هو البيت، وأبوابه: لسانك، بصرك، سمعك، شمّك، يداك، ورجلاك، فمتى انفتح باب من هذه الأبواب، ضاع البيت".

 

من هنا، فالقلب هو القائد، وهذا قول رسولنا المختار، صاحب القلب الموصول بالغفار: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلَحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله)).

 

فالقلب هو القائد، والجوارح جنوده وتبعٌ له، فإذا صلح القائد كان النصر حليف جنوده، وخرجت الجوارح من رمضان الكريم برياحين النعيم، ولبست لباس الصالحين بصيامها عن الآثام مرضاة لرب العالمين.

 

ولكن ما يطَّلع على الأسرار إلا القائدُ الفطن الأمين، فكيف يطلع قلبك على أسرار الرحمن وأنت سلَّمت القيادة لجوارحك، فأعطيتها حظها من المآكل والمشارب، واكتفيت بحب الدنيا؟ ومن أحب الدنيا، فقد خان بكل جوارحه، فهل يطلعه الملك - سبحانه وتعالى - على أسراره؟

 

قال ابن عطاء الله السكندري: "كيف يشرق قلب صورُ الأكوان منطبعة في مرآته؟ أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته؟ أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله وهو لم يتطهر من جنابة غفلاته؟ أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته؟".

 

فإذا أردت أن تعرف أسرار الصيام، فاحفظ الجوارح واللسان، وتذوق عسل الصبر عن الآثام؛ لتجني الشهد طيلة أيام العام.

 

وتخيلوا معي كيف نكون في رمضان في معركة مع الإرادة، فإما انتصار للإرادة على طريق الهدى، وإما الغلبة للشهوة فحملتنا على طريق الهوى.

 

فلم لا نفرغ القلب القائد لمهامه؛ ليسكب معاني الإرادة والقوة في الجنود؛ أي: جوارحه؟ تسألون كيف؟

 

قال ابن مسعود: "للقلوب شهوة وإقبال، وفترة وإدبار؛ فاغتنموها عند شهوتها وإقبالها، وذروها عند فترتها وإدبارها".

 

وها رمضان يلوح من بعيد؛ ليثير شهوة القلوب، فتقبل عليه باذلة كل الجهود، فهو هذه الدورة المجانية لتنمية مهارات القيادة والعلو في الإرادة.

 

والآن، فإلى كل من أراد أن يعرف كم بلغت مساحة تغطية رمضان في قلوبنا، وهو الضيف الذي يلوح من بعيد، ألقي على سمعه هذه القاعدة:

لنَثبُت في ميدان الحياة؛ لا بد أن نثبت أولًا في معركة الإرادة وحفظ الجوارح في رمضان، فمن هنا يأتي النصر، ومن هنا تأتي الهزيمة، وهذا فقه صلاح الدين.

 

فهل نطمع في تحقيق الإنجازات، أم اكتفينا بالجوع والعطش والغفلات؟

 

وعلى أمل أن نقف في أولى أيام رمضان وقد ارتقت نفوسنا بمنِّ الرحمن، وكتبت أسماؤنا مع سكان الجنان، أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يبشرنا فيه بما نتمنى وبصلاح الأمة، وبالنصر بعد الغمة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة