• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

أهلاً موسم الخيرات

منصور صالح الجادعي


تاريخ الإضافة: 25/8/2009 ميلادي - 5/9/1430 هجري

الزيارات: 11598

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

وبعد:

فيستقبل المؤمنون بقلوب يملؤها البِشْر والسرور ضيفًا كريمًا، بمقدمه يستبشرون بالخيرات والبركات والأُعطيات، ضيف إذا أتى أتت معه المنائح والأعطيات، والهدايا والهبات، من استقبله وأكرم مقامه نال من نواله، ومن تباعد عن استقباله وتجنب إقراءه فاته خيره وإحسانه، وكل مضيف ينال منه بقدر ما قام به من حقِّ الضيافة.

 

هذا الضيف الكريم يأتي محمَّلاً بالهدايا والعطايا، فيُكْرِم مستقبليه أكثر مما يكرمونه به، ولعلنا نذكر بعض منائحه حتى يزداد شوق مستقبليه لقدومه، ويقومون بحقِّ الضيافة على أتمِّ قيام، ويحسنون مراسيم استقباله، فمن منائحه وعطاياه:

أ- تفتَّح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفَّد مردة الشياطين:

قال الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين))[1]، وفي رواية: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغلِّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كلَّ ليلة))[2].

 

ب- فيه ليلة خير من ألف شهر:

قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((أتاكم رمضان، شهر مبارك، فرض الله - عز وجل - عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حرم))[3].

 

جـ- فيه دعوة مستجابة:

عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد - الشك من الرواي: الأعمش - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لله عتقاء في كلِّ يوم وليلة، لكلِّ عبد منهم دعوة مستجابة))[4]، قال الحافظ ابن حجر: يعني في رمضان[5].

 

د- صيامه يكفر الخطايا، ويرفع الدرجات:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان - مكفِّرات ما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر))[6].

 

وعن طلحة بن عبيدالله - رضي الله عنه -: أن رجلين من بَلِيٍّ قدِما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدُهما أشدَّ اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت في المنام: بينا أنا عند باب الجنة، إذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فأذن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ، فقال: ارجع فإنك لم يَأْنِ لك بعد، فأصبح طلحة يحدِّث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحدثوه الحديث فقال: ((من أي ذلك تعجبون؟))، فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا، ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أليس قد مكث هذا بعده سنة؟))، قالوا: بلى، قال: ((وأدرك رمضان فصامه، وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة))، قالوا: بلى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض))[7].

 

هـ- سبب لمغفرة الذنوب:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفق عليه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا تغفر ذنوبه؛ ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ متفق عليه.

 

و- صيامه سبب لنيل الأجور العظيمة:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله - عز وجل -: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربِّه، ولخُلُوف فِيه أطيبُ عند الله من ريح المسك))[8].

 

ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلهم: خُلوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله - عز وجل - كلَّ يوم جنته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يُلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليكِ، ويصفَّد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة، قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن العامل إنما يوفَّى أجره إذا قضى عمله))[9].

 

فأيُّ فضل بعد هذا الفضل؟! وأيُّ خير بعد هذا الخير؟! تالله لو جمعت الدنيا بحذافيرها لا تساوي منحةً واحدة من هذه المنح.

 

وبعد هذه الفضائل وهذه الخيرات، ألا يجدر بنا أن نستقبله أعظم استقبال؟! ألا يجدر بنا أن تشتاق له نفوسنا، وتلهج ألسنتنا بالدعاء لله بأن يبلِّغنا إياه، ويمكِّننا من لقياه؟!

 

كيف نستقبل هذا الضيف الكريم؟

بدايةً: ننظر إلى سلفنا الصالح، فهم القدوة لنا في مثل هذه الأمور، وننظر كيف كان استقبالهم لمثل هذه المناسبات الكريمة، فنحذو حذوهم، ونسلك طريقهم.

كان سلفنا الصالح يستقبلون شهر رمضان بفائق العناية، ويولونه أشدَّ الاهتمام، ويستعدُّون لمقدمه فرحًا بقدومه، واستبشارًا بفضله وإحسانه.

روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث أنس - رضي الله عنه -: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو ببلوغه رمضان، فإذا دخل شهر رجب قال: ((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلِّغنا رمضان))[10].

 

أما المسلمون فكانوا يستقبلونه ببشر وفرح ودعاء، وذلك بقولهم: اللهم أظلَّنا شهر رمضان وحضَر، فسلِّمه لنا، وسلِّمنا فيه، وتسلَّمه منا، اللهم ارزقنا صيامه وقيامه، صبرًا واحتسابًا، وارزقنا فيه الجدَّ والاجتهاد والقوة والنشاط، وأعذنا فيه من السآمة - الملل - والفترة والكسل والنعاس، ووفقنا فيه لليلة القدر، واجعلها خيرًا لنا من ألف شهر[11]؛ وذلك لما يعلمون من فضل رمضان، وسعة فضل الله عليهم فيه، وما يُنزله - تعالى - على عباده من الرحمات، ويفيضه عليهم من النفحات، ويوسِّع عليهم من الأرزاق والخيرات، ويجنِّبهم فيه من الزلاَّت.

 

فرمضان للأمة ربيعها، وللعبادات موسمها، وللخيرات سوقها، فلا شهر أفضل للمؤمن منه، فهو بحقٍّ غنيمة للمؤمنين[12].

 

قال - صلى الله عليه وسلم -: ((أظلَّكم شهركم هذا، بمحلوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما مرَّ بالمسلمين شهر خير لهم منه، ولا مرَّ بالمنافقين شهرٌ شر لهم منه، بمحلوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله ليكتب أجرَه ونوافلَه قبل أن يدخله، ويكتب إصرَه وشقاءه قبل أن يدخله، وذلك أن المؤمن يعدُّ فيه القوت والنفقة للعبادة، ويعدُّ فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين، واتباع عوراتهم، فغنم يغنمه المؤمن))[13].

 

إنه غنم له في العبادة، تضاعف له فيه أجر الصلاة وأجر الصدقة، ويتاح له القيام مع الصيام، ويتجه فيه إلى تلاوة القرآن، ومجالس الإيمان، فيتزود منه لعامه كلِّه، ولهذا كان السلف يسألون الله ستةَ أشهر أن يبلِّغهم رمضان، فإذا بلغوه سألوه أن يوفِّقهم فيه، ويرزقهم الجدَّ والنشاط، فإذا أكملوه سألوا الله بقية السنة أن يتقبَّله منهم.

 

قال سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله - وهو في معرض حديث عن رمضان: استقبلوه رحِمكم الله بالفرح والسرور، والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه، والمسابقة فيه إلى الخيرات، والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات، والتناصح والتعاون على البرِّ والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى كل خير[14].

 

{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].

 

قال ابن كثير: أي: بهذا الذي جاءهم من الله من الهدى ودين الحق فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به، {هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}؛ أي: من حطام الدنيا وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة[15].

 

نسأل الله بمنِّه وكرمه أن يبلِّغنا رمضان، وأن يوفِّقنا للقيام فيه بأفضل الأعمال، ويجعلنا ممَّن يصومه إيمانًا واحتسابًا، ويقومه إيمانًا واحتسابًا.

 

والحمد لله رب العالمين.

 

ـــــــــــــــ

[1] صحيح مسلم، رقم (1079)، ولفظ البخاري: ((إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين))؛ صحيح البخاري رقم (3103).

[2] سنن الترمذي، رقم (682)، وصحَّحه الألباني في المشكاة (1/442) رقم (1960).

[3] سنن النسائي، (2108)، وقال الألباني: صحيح. صحيح الجامع الصغير وزيادته رقم (55).

[4] مسند أحمد رقم (7443)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

[5] أطراف المسند لابن حجر (7/203)، وذكره محققو المسند (12/420).

[6] صحيح مسلم، رقم (233).

[7] سنن ابن ماجه (3925)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (3/284).

[8] رواه مسلم، رقم (1151).

[9] مسند أحمد، (7904)، وضعفه الألباني. ضعيف الترغيب والترهيب رقم (586).

[10] رواه الطبراني في الأوسط (3939)، وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في "الأوسط"، وفيه زائدة بن أبي الرقاد، وفيه كلام وقد وثق. مجمع الزوائد، (3/184)، وضعفه الألباني، مشكاة المصابيح (1/306).

[11] الدعاء للطبراني، (2/481).

[12] انظر استقبال شهر رمضان، عطية محمد سالم، (ص: 1).

[13] مسند أحمد (8857)، وصحيح ابن خزيمة (1884)، والمعجم الأوسط (9008)، قال المنذري: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما. الترغيب والترهيب (2/116)، وضعفه الألباني. ضعيف الترغيب والترهيب (590).

[14] مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ ابن باز، (15/39).

[15] تفسير ابن كثير، (4/ 275).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة