• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

روضة الفقه

نبيل بن عبدالمجيد النشمي


تاريخ الإضافة: 18/7/2013 ميلادي - 11/9/1434 هجري

الزيارات: 5277

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

روضة الفقه


قال - تبارك وتعالى -: ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الزمر: 9].

 

وقال - تبارك وتعالى -: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، وقال - تبارك وتعالى -: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28].


وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ومَن سلك طريقًا يلتمِس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة))؛ رواه مسلم[1].

 

وعن معاوية - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن يُرِد الله به خيرًا يُفقِّهه في الدين))؛ متفق عليه[2].

 

الفقه في رمضان روضة تتحرَّك لها القلوب، وتخضع لها النفوس وتستسلِم لها العقول وتنقاد لها الأبدان؛ فالكل يريد أن يبلُغ بصيامه أعلى مقام، وفيها يتحقَّق الخير مِن ((مَن يُرِد الله به خيرًا يُفقِّهه في الدين))، فكم يتفقَّه في رمضان ممن لا يعرف للفقه بابًا أو عنوانًا.

 

فجولة الصائم بين درس وفتوى، وحضور درس أو قراءة أو تذكير، ينال منه نصيبًا، ويُبارِك الله - تبارك وتعالى - في القليل، فمع خير القيام والصيام يَقترب الصائم من الكمال بخير الفقه والعلم، فترتفع درجته وترتقي معرفته، فيعبد على عِلم ويصوم بعلم وفقه.

 

روضة الفقه تُعمِّق في قلب الصائم العبودية لله - تبارك وتعالى - وتقوِّي الاتباع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتُنير العقل وتزيد اليقين بالحق، وتزرع الاطمئنان في صوم الصائم.

 

يتنقل الصائم في هذه الروضة، فكل يوم هو في باب ويقطِف منها كلَّ يوم أجمل زهراتها، والأمر يعود لهمَّته وعلوها، وإلا فزهرات الفقه مفتَّحة مهيَّأة في كل آن.

 

والصائم يجول فيها بين معرفة الواجب والمستحب والحَذَر من المكروه والمحرَّم والتعرف على المباح، فيصوم صومًا على نور وعلى بيِّنة، لا يقبل أن يكون صومه عادة أو على أي طريقة كانت، فيبحث عن السنن والواجبات والشروط والأركان، ويسأل عما لا يدري عنه، ويستشكل ممن يعرف عِلْمه، ويجد الفرصة في رمضان مواتية له ليجول في روضة الفقه حتى خارج أحكام الصيام، فالشهر شهر بركة في كل شيء.

 

روضة الفقه برد وسلامٌ على قلب الصائم عندما يعرف ما ينبغي فعله وما لا يَصِح الوقوع فيه، بآية أو حديث؛ فلذا تُثمِر عبادة موثَّقة مؤصَّلة تَصِل العبد بربه على بيِّنة وهدى واستشعار أن الحق أحق أن يُتَّبع.

 

الفقه في رمضان يتحصَّل بأيسر الأسباب لمن يبحث، أما من لم يبحث حتى ولو كان بينه وبين الفقه إلا أن يلتفت يمينًا أو شمالاً فلن يوفَّقَ له، فما كل مَن حضر سمِع، ولا كل من سمع وعى، ولا كل من وعى دعا إنما: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68]، ﴿ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 72].

 

روضة الفقه في هذا الشهر ليست محصورة أو مقصورة على فلان أو علان؛ فالصوم عبادة الجميع، والجميع عليهم السعي بالحصول على أفضل ما يُقرِّبهم من ربهم وما يُزكِّي أعمالهم، فالجميع مُطالَبون بالحرص على تصحيح أعمالهم والسؤال عن أحوال عباداتهم، ودع عنك هنا دعوى التخصص، وحُجة التفرغ، فكل أحد أحوج من أي أحد في أن تكون عبادته أفضل من أي أحد، والعقل يقول: "الرضا بالدون دون".

 

والعبادة وفقهها فيها حد يجب على كل فرد تعلُّمه، لا يسقط وجوبه بالتخصص، ولا يقبل الجهل به، وعندنا: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43].

 

ومَن وجد في نفسه وقوته الزيادة، فما أفضل أن تُنفَق الأوقات فيما يزيد معرفة بالدين وما يُقرِّب من رب العالمين.

 

روضة فقه الصائم خيرُ مُعين على القيام بالصيام على أحسن وجه وأكمل طريق، ودافع إلى القيام بالطاعات والحرص على القربات، ويكفي منها شرفًا رفْع وصمِ الجهل عن المرء، ولو في مسألة أو باب.

 

فيا أيها الصائم في هذا الشهر، لا تتردد أو تتشاغل، ولست بمشغول عن درس فقه أو مجلس عِلم في شهر البركة، فتعبَّد الله - تبارك وتعالى - على علمٍ تنَلْ بركة المجلس وحُسْن الأجر، والله الغني وأنتم الفقراء، ولا تنسَ ذلَّ السؤال، وتذوَّق لذة المعرفة بالجواب.

 

تفقه بأي قدرٍ ولا تستهِن، فرب مسألة تجعلك سيد مجلس وإمام موقف فترفع قدرَك هذا في الدنيا، أما ما عند الله، فالله يقول: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].

 

اللهم فقِّهنا في ديننا، وعلِّمنا ما جهِلنا، وارفع عندك مقامنا، واهدنا إلى الحق واهدِ بنا.



[1] مسلم (4767).

[2] البخاري (71) مسلم (175).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة