• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

روضة الصبر

نبيل بن عبدالمجيد النشمي


تاريخ الإضافة: 17/7/2013 ميلادي - 10/9/1434 هجري

الزيارات: 5986

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

روضة الصبر


قال الله - تبارك وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ﴾ [آل عمران: 200].

 

وقال - تبارك وتعالى -: ﴿ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].

 

وعن أبي سعيد وأبي هريرة - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يُشاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه))؛ متفق عليه[1].

 

وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين أنفق كلَّ شيء بيده: ((ما يكن من خير فلن أدَّخِره عنكم، ومَن يَستعفِف يُعِفَّه الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله، ومن يتصبَّر يصبِّرْه الله، وما أُعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر))؛ متفق عليه[2].

 

روضة الصبر في شهر الصيام تتجلى وتَبرُز حتى حُقَّ أن يُسمَّى بشهر الصبر، ويدخل المؤمن هذه الروضة بكل رضًا وسرور، ويطبع عليها خُلُقه، ليَنطلِق خلال الشهر دون شكوى، أو تبرُّم، بل بانشراح صدر في عناء الجوع وألم العطش ويكابِد ليرتقي.

 

روضة الصبر وقود الرحلة من أول الشهر، وحِصْن حماية للصائم من جرح صومه والإخلال فيه، فصبَر على الطاعات لبلوغ أعلى المقامات، وصبَر على ترْك الشهوات للابتعاد من كل ما يُسبِّب النقص والتأخير.

 

روضة الصبر مدرسة خُلُق، تُعلِّم الحِلم، وتقوِّي الكرم، وتزرع الصفح؛ فالصائم حتى على سفه السفيه لا يَرد، ويكتفي بالإشارة إلى أنه صائم، فيُبقي صومَه كالذهب صفاء ونقاء وقيمةً.

 

وصبر الصائم ملازِم لصيامه وقيامه وقراءته وفطوره وسحوره، فكان رمضان شهر الصبر، ومن عظيم العلاقة بينهما (الصبر والصيام)، أن حروف الصبر معانٍ واضحة في الصيام؛ فالصاد: صدْق، والباء: بذْل، والراء: رغبة، وهل الصيام إلا الصدق في بذْل جهد رغبة فيما عند الله تبارك وتعالى، فهو يَصدُق في بذْل الوقت والبدن والمال راغبًا في الأجر والثواب.

 

ولذا من دخل الصيام ولم يَمر من روضة الصبر، يَظهر الخلل في صيامه من أوَّله إلى آخره، ويكون في صومه من النقص بقدر ما نقص من آخذه من زاد الصبر، بل ربما لا يبقى له من صومه إلا الجوع والعطش، فإن لم يصبر على لذيذ قيام، وجميل قراءة، بل ولا على قبيح لفظ من سفيه، أو سوء خُلُق من لئيم، لو لم يكن كذلك، ولم يصبر يَخسر الكثير من الدرجات إن لم يخسِر كل الدرجات.

 

الصبر روضة يعيش بها المؤمن حياته كلها، غير أنها في رمضان أشد ارتباطًا به وأقوى اتصالاً؛ فالصبر يجعل من الصعب سهلاً، ومن العسير يسيرًا، بل ومن المستحيل ممكنًا، فقط تحتاج إلى عزيمة صادق وإخلاص موحِّد ويقين بما أن ما عند الله خير وأبقى.

 

وما صبر ولا عرف الصبر من يقضي نهار صومه نائمًا، وليله قيل وقال وبطالة، لا صلاة ولا ذِكر ولا ابتهال، بل ما عرف صبر رمضان مَن اكتفى من الصلوات بالفرائض، وإن زاد فالرواتب، ولم يدخل باب النوافل والتهجد وطول الوقوف.

 

وما ذاق حلاوة الصبر من لم يتغيَّر حاله مع القرآن، ولم يُعطِه وقتًا خاصًّا به ويضع له هدفًا في قراءته وخطة وبرنامجًا.

 

وما صبر مَن قابَل الشتم بمثله، وعلى السفيه ضرورة ردِّه، وأبعد من هؤلاء عن الصبر من أعلن الحرب على أهله وأولاده ومن حوله، وجعل من الصوم مانعًا لمحادثته ومجالسته ومناقشته.

 

وما صبر من صام بطنُه عن لقيمات وحسوات، ولم يصُمْ لسانُه من غِيبة ونميمة وكذِب وبهتان، ولا قلبُه عن هوى ورغبة في الشهوات، ولا ناظِراه عن متابعة الغاديات الرائحات في الفضاء والفضائيات.

 

وما صبر على طاعة رب البريات مَن جعل ليالي رمضان جولة، بل جولات في سماء الفضائيات الملبَّدة بالمنكرات، يُقلِّب عينَي رأسه وعين فؤاده في الكاسيات العاريات، أو في لعب وضحكات، ومغنين ومغنيات.

 

الصبر روضة تستحقُّ الدخول وحدها، فكيف إذا كانت في جنة الصيام، فهي مطلوبة للتأكيد والتأسيس؛ إذ هي عون على الطاعات، وطريق إلى أعلى الدرجات، وحِصن من الزلات.

 

اللهم ربنا اجعل الصبر لنا ضياءً، والصلاة لنا نورًا، والقرآن لنا حُجَّة، والصدقة لنا برهانًا، وتقبَّل منا.



[1] البخاري (5641) مسلم (2573).

[2] البخاري (1469) لم يذكر مسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة