• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / فضائل رمضان / فضائل رمضان والعشر الأواخر


علامة باركود

من مشاهد الإيمان في شهر رمضان .. مشهد التقوى

الشيخ عادل يوسف العزازي


تاريخ الإضافة: 16/7/2013 ميلادي - 9/9/1434 هجري

الزيارات: 10473

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من مشاهد الإيمان في شهر رمضان

مشهد التقوى


وهو المشهد الأوفر، وهدف الصيام وغايته، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

قال ابن كثير: "لأن الصوم فيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان، ولهذا ثبت في الصحيحين: ((يا معشر الشباب مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج؛ فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجاء))"[1].

 

"وهكذا تَبرُز الغاية الكبيرة من الصوم، إنها التقوى، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب، وهي تؤدي هذه الفريضة، طاعة لله وإيثارًا لرضاه، والتقوى هي التي تَحرُس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تَهجِس في البال، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله، ووزنها في ميزانه، فهي غاية تتطلَّع إليها أرواحهم، وهذا الصوم أداة من أدواتها وطريق موصل إليها، ومن ثَمَّ يرفعها القرآن أمام عيونهم هدفًا وضيئًا يتَّجِهون إليه عن طريق الصيام ﴿ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 73]"[2].

 

معنى التقوى:

قال طلق بن حبيب: "التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله".

 

قال الحافظ ابن رجب: "ويدخل في التقوى الكاملة فِعْل الواجبات، وتَرْك المُحرَّمات والشبهات، وربما دخل فيها بعد ذلك فِعل المندوبات وترْك المكروهات، وهي أعلى درجات التقوى".

 

فعلى هذا فالتقوى درجات:

أولها: فِعْل الواجبات وترْك المحرَّمات، وهي درجة المُقتصِدين أصحاب اليمين.

 

قال ابن عباس: "المتَّقون الذين يَحذرون من الله وعقوبته في ترْك ما يعرفون من الهدى، ويرجون رحمته في تصديق ما جاء به".

 

وقال عمر بن عبدالعزيز: "ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرَّم الله وأداء ما افترض الله، فمن رُزِق بعد ذلك خيرًا، فهو خير إلى خير".

 

الثاني وهو أعلاها: أن يزيد عما تقدَّم فِعْل المندوبات وترْك المكروهات والاستبراء من الشهوات.

 

وقد وصَف الله تعالى المتَّقين فقال: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ﴾ [البقرة: 177].

 

وثبت في الصحيحين والسنن من حديث النعمان بن بشير: ((مَن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعِرضه)).

 

قال الحسن البصري: "ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام".

 

أصل التقوى:

قال الحافظ ابن رجب: "أصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويَحذَره وقاية تَقيه منه"[3].

 

وقال ابن كثير: "وأصل التقوى من التوقِّي مما يكره؛ لأن أصلها وقى من الوقاية"[4].

 

وقد قيل: إن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سأل أُبيَّ بن كعب عن التقوى، فقال له: أما سلكت طريقًا ذا شوك؟ قال: بلى، قال: فما عمِلت؟ قال: شمَّرتُ واجتهدت، قال: فذاك التقوى، وقد أخذ هذا المعنى المعتز فأنشد:

خلِّ الذنوبَ صغيرَها
وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أر
ض الشوك يَحذَر ما يرى
لا تَحقِرنَّ صغيرةً
إن الجبال من الحصى

 

تمام التقوى:

تقدَّم الكلام عن أصل التقوى ومَنشئها، وأما نهايتها وتمامها، فقد قال أبو الدرداء: "تمام التقوى أن يتَّقي الله العبدَ حتى يتَّقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خَشية أن يكون حرامًا، يكون حجابًا بينه وبين الحرام".

 

وقال أيضًا: "لا يبلُغ العبد حقيقةَ التقوى حتى يدع ما لا بأس به حذرًا مما به بأس".

 

بالصيام يتحقَّق أصل التقوى وتمامها:

الصوم عبادة يغلِب عليها مراقبة الله، والإخلاص في العمل؛ إذ إن الصائم لا يَطَّلِع عليه في وقت خَلوته أحد إلا الله، ومع ذلك يمتنع عن الإتيان بما يُخِل بصومه مراقبة لله وإخلاصًا له في هذه العبادة، فينشأ في نفسه التقوى التي أحلَّها وقاية نفسه من غضب الله وسخطه.

 

ثم إن هذه التقوى والخشية تزداد عنده في هذا الشهر بما رغَّب فيه الشرع مع الصيام بقراءة القرآن وذِكر الله - عز وجل - وقيام الليل والصدقات وغير ذلك.

 

وما زال يزداد ويرقى، وتقوى عزيمته بترك مألوفاته ومباحاته، فيتعوَّد بذلك على ترك ما يُبغِض اللهُ ولو كان شيئًا يسيرًا.

 

قال الحسن البصري: "ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الحرام".

 

التقوى وصية الله إلى جميع خلقه:

قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].

 

والتقوى وصية رسوله - صلى الله عليه وسلم -:

فعن العرباض بن سارية قال: وعَظَنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظةً بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعِظة مودِّع، فأوصنا، قال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن تأمَّر عليكم عبد حبشي)) الحديث[5].

 

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث أميرًا على سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله، وبمن معه من المسلمين خيرًا.

 

والتقوى وصية المؤمنين:

كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يقول في خُطْبته: أما بعد فإني أوصيكم بتقوى الله وأن تُثنوا على الله بما هو أهله، وأن تَخلِطوا الرغبةَ بالرهبة وتجمعوا الإلحاف بالمسألة.

 

وكتب عمر إلى ابنه عبدالله: أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله، فإنه مَن اتقاه وقاه، ومن أقرضه جزاه، ومَن شكره زاده، واجعل التقوى نصب عينيك وجلاء قلبك.

 

واستعمل علي بن أبي طالب رجلاً على سريَّة، فقال له: أوصيك بتقوى الله - عز وجل - الذي لا بد لك من لقاه، ولا منتهى لك دونه، وهو يَملِك الدنيا والآخرة.

 

وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى رجل: "أوصيك بتقوى الله - عز وجل - التي لا يَقبل غيرها ولا يرحَم إلا أهلها ولا يثيب إليها عليها، فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين".

 

والتقوى كما أنها وصية الله فهي أمر الله:

قال تعالى: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

قال ابن مسعود: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ [آل عمران: 102] أن يُطاع فلا يعصى، ويُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر.

 

وهي أمر رسوله - صلى الله عليه وسلم -:

عن معاذ بن جبل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((اتَّقِ الله حيثما كنت وأَتْبِع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)).



[1] تفسير ابن كثير (1: 213) والحديث متفق عليه.

[2]في ظلال القرآن (1: 168).

[3] جامع العلوم والحكم.

[4] تفسير ابن كثير (1: 40).

[5] صحيح: رواه أبو داود والترمذي، وقال: حسن صحيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة