• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / مواعظ وآداب


علامة باركود

رمضان يشكونا لأنفسنا!

محمود عبدالتواب


تاريخ الإضافة: 8/9/2008 ميلادي - 8/9/1429 هجري

الزيارات: 9866

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
كان الأغنياءُ القادرون يَعُدون موائدَ إفطارٍ للصائمين، وكانوا يرسلون خدمهم إلى الأسواق والطرق العامة قبل أذان المغرب لإحضار الصائمين للإفطار عندهم، فكان الخدم يتوسلون إلى الصائمين، فإذا حدث واعتذر أحدُهم من عدم تلبية الدعوة أرغموه وهددوه، حتى يقبل، فإذا تجرأ ورفض الذهابَ معهم أشبعوه ضربًا وحملوه بالقوة إلى منزل سيدهم ليتناول طعام الأفطار، رغمًا عنه!

صورة ولا شك طريفة، غير موجودة في عصرنا، ولكنها كانت موجودة في عصر الدولة الطولونية، أيام كان عددُ السكان قليلا، وأيام كان الأغنياءُ والقادرون يعرفون حق الله وحق وطنهم وبني وطنهم عليهم، مما لا يعرفه أغنياءُ القرن الحالي، أصحاب "أرانب" عصر الانفتاح، وأبطال.. (نفسي وبعدي الطوفان).. ولسنا هنا بصدد عقد موازنة بين مصر هذا القرن ومصر الطولونية في شهر رمضان الذي يكثر خيرُه وموائد طعامه متعددة الأصناف والأشكال، وسواء في بيت غني قادر، أو موظف فقير، كل بحسب قدراته وإمكاناته.

ولكن العجيب أن مصر كانت في شهر رمضان بخاصة، ناهيك عن باقي الشهور، تنفرد بين بلدان العالم الإسلامي بظاهرة غريبة، وهي تحويلُ هذا الشهر الكريم إلى مسابقة في الأكل ترهق ميزانية الأسرة، إلى درجة أن زعيمًا إسلاميًّا هنديًّا هو "مولانا" "شوكت علي" قد زار مصر في رمضان 1931 ورأى موائدها الحافلة بصنوف الطعام، فقال في سخرية لا ينقصها الصدق والجدية: "إن فتات موائد المصريين كفيل بأن يملأ بلادَهم بالمساجد والمدارس والملاجئ والمستشفيات".

فإذا كان فتاتُ الموائد يفعل هذا، فما بالُك بما على الموائد نفسها من ألوان الطعام الذي لا لزوم له، بما يتعارض مع ما شرع الصيام له من تخفيف على المعدة وتخفيف على (الجيوب) التي يكاد إسرافُنا في شهر رمضان يمزقها، إن لم يكن يمزقها بالفعل، وكأننا ننتقم من صيامنا في النهار بدءًا من الإفطار حتى الإمساك عند مطلع الفجر.

ويبدو أن مصر زعيمة للعرب أيضًا حتى في أسواق الطعام في رمضان ويقلدها الآخرون، فالشاعر العراقي معروف بن عبد الغني الكردي الشهير بمعروف الرصافي (1875 – 1945)، الذي يقول مبرئًا نفسه من إسراف قومه على موائد رمضان، ضمن قصيدة طويلة ..
ولكن  لا  أصوم  صيامَ   قوم        تكاثر  في  فطورهم   الطعامُ
فإن وضح النهار طووا جياعا        وقد نهموا إذا اختلط  الظلامُ
وقالوا   يا   نهار   لئن   تجعنا        فإن  الليل  منك   لنا   انتقام
فقل  للصائمين  أداء   فرض        ألا  ما  هكذا  فرض  الصيام
وقد يتعلل البعض بأن "رمضان كريم"!
نعم هو كذلك، ولكن ما أبعدَ الكرمَ عن السفه والإسراف، فما شرع رمضان ليكون شهرًا "للبطنة"، ولنا في رسول الله أسوة حسنة.

اسمع إلى زوجته الحبيبة إليه السيدة عائشة -رضي الله عنها- تقول: ما شبع الرسول -صلَّى الله عليه وسَلَّم- ثلاثة أيام متوالية، حتى فارق الدنيا، ولو شئنا لشبعنا، ولكن كنا نؤثر على أنفسنا.

فالرسول -صلَّى الله عليه وسَلَّم- قادر على أن يملأ بيته طعامًا من كل صنف ولون، ولكنه القدوة، التي نحتاج أن نتمثلها في حاضرنا، الذي نمر فيه بأزمة اقتصادية.

وحسنا فعلنا هذا العام إذ منعنا استيراد (ياميش) رمضان وغيره من الكماليات مما يكلف ميزانية بلدنا من العملات الصعبة ما نحن أحوج إليه، وقد كان يجب أن تبدأ هذه الخطوة منذ وقت طويل، ويجب أن تتبعها خطوات أخرى لتحديد مواضع الإسراف في كل بنود ميزانية الدولة.

وكذلك على كل أسرة مصرية أن تحدد مواضع الإسراف في كل بنود ميزانيتها، ولتكن البداية من شهر رمضان الكريم.. الذي ليس (مفجوعًا) مثلنا، وإن كان (مفجوعا) فينا، وليس له حيلة سوى أن يشكونا لأنفسنا.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- رمضان بين تخمة الأكل ، وتخمة المسلسلات
د.مازن ابويزن - فلسطين _ قطاع غزة 10-09-2008 02:20 PM
بداية يطيب لي أن أهديكم أمنياتي لكم جميعا وأهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك تقبل الله منا ومنكم ..
وحقيقة قرأت فتوى بأنه لا يجوز القول " رمضان كريم " .. بل " رمضان مبارك " .


أما بخصوص الموضوع فهو بالفعل يصب في الميزان .. وشتان بين أيام زمان وهذه الأيام ... فالمجتمع قد مزقته ويلات الحروب والفقر والظلم وبدلت أخلاقه الفضائيات
فبجانب تخمة الأكل هناك " تخمة المسلسلات " التي وكأنها مدروسة الأهداف .. تجهز خصيصا للمسلمين في رمضان .
فحسبنا الله ونعم الوكيل .

كان المسلمون الأوائل يتجهزن لرمضان قبل 6 شهور ويبقون بعده في روعة بركته 6 شهور .. فالسنة كلها كانت رمضان .
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة