• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / مواعظ وآداب


علامة باركود

عقوبة المفطرين في الآخرة

أحمد عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 1/9/2011 ميلادي - 3/10/1432 هجري

الزيارات: 53753

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لا شكَّ أنَّ صِيامَ رمضان أحدُ أركان الإسلام الذي فرضه الله - تعالى - قال - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

وفي الصحيحين عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزَّكاة، وحجِّ البيت، وصومِ رمضان))؛ (البخاري 1/ 49، مسلم 16).

 

ومَن ترَك صِيام رمضان بغير عُذْرٍ فلا يخلو إمَّا أنْ يترُكَه جحودًا - والعياذ بالله - وإمَّا أنْ يترُكه كسَلاً، فإنْ ترَكَه جُحودًا بأنْ جحَد وُجوبَه، فقال: إنَّ الصيام ليس بواجبٍ في الشرع، فهذا كافرٌ مرتدٌّ؛ لأنَّه أنكَر أمرًا مجمعًا معلومًا من الدِّين بالضَّرورة، ورُكنًا من أركان الإسلام، وأمَّا مَن ترَكَه كسَلاً فالوعيد الشديد ينتَظِرُه.

 

فلذلك يتساهَلُ البعضُ بتعمُّد الإفطار في رمضان، بل بعضهم لا يعرف حُرمةً لرمضان، فهو مفطرٌ شهرَ رمضان بأكمله ولا كَرامة، ولا تجدُه في صِحَّةٍ وعافيةٍ، ولكنَّ نفسَه ضعيفة وشيطانَه أقوى منه.

 

والأخطَرُ من ذلك مَن يُجاهِرُ بالإفطار في رَمضان فتجدُه يتحدَّى مشاعرَ المسلمين الصائمين، فيُدخِّن ويأكُل ويشرَب في العمل أو في الشارع، وينبغي على كلِّ مسلم أنْ ينصح هؤلاء المُفطِرين المجاهِرين؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلُّ أمَّتي مُعافى إلا المجاهرين))؛ (رواه البخاري ومسلم).

 

ونصيحتي إلى كلِّ مسلمٍ يتساهَلُ بالإفطار أنْ يتذكَّر أنَّ الله - تعالى - مُطَّلعٌ على السرائر علام الغُيوب.

 

قال - تعالى -: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]، وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ﴾ [آل عمران: 5]، فاتَّق الله - تعالى - وأقبِل على هذا الشهر المبارك بنَفحاته ورحمته، وأخلِص صيامَك لوجْه الله - تعالى - وتحمل هذه المشقَّة والتَّعب في سبيل الله - تعالى.

 

واحذَرْ كلَّ الحذَر من الإفطار في رَمضان؛ فقد ورَد في السُّنَّة ما يُرهِّب المسلم من إفطار رمضان متعمِّدًا.

 

فعن أبي أُمامةَ - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقولُ: "بينما أنا نائمٌ أتاني رجلان، فأخَذَا بضبعيَّ، فأتيا بي جبَلاً وعرًا، فقالا: اصعَدْ، فقلت: إنِّي لا أطيقُه، فقالا: سنُسهِّله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سَواد الجبل، إذا بأصواتٍ شديدةٍ، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذه عواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقومٍ مُعلَّقين بعَراقِيبهم، مُشقَّقة أشداقهم تسيلُ أشداقهم دمًا، قال: قلت: مَن هؤلاء؟ قيل: الذين يفطرون قبل تحلَّة صومهم))؛ (رواه النسائي في "الكبرى" 2/ 246، وابن حبان، والحاكم 1/ 43، والبيهقي 4/ 216، وانظر: "صحيح الترغيب"؛ للألباني 1/ 9492)، وهذا الحديث دليلٌ على عظم ذَنب مَن أفطَر في نهار رمضان عمدًا من غير عُذْرٍ، وعَذابهم أنهم يُرَوْنَ في أقبح صورة وأبشع هيئةٍ مُعلَّقين بعَراقِيبهم كما يُعلِّق الجزار الذبيحة، وقد شُقَّتْ أشداقهم والدم يسيل منها.

 

فهل يتَّعِظُ المُفطِرون الذين ينتَهِكون حُرمةَ شهر رمضان المبارك، وقد عدَّه الإمام الذهبي - رحمه الله - في كتابه من الكبائر ("الكبائر"؛ للذهبي ص 64) يقول: "الكبيرة العاشرة: إفطار رمضان بلا عُذر ولا رُخصة"، وقال الذهبي: "وعند المؤمنين مُقرَّر أنَّ مَن ترك صوم شهر رمضان بلا مرضٍ ولا غرضٍ أنَّه شرٌّ من الزَّاني والمكاس ومُدمِنِ الخمر، بل يَشكُّون في إسلامه، ويَظُنُّون به الزَّندقة والانحِلال.

 

قال القفَّال: "ومَن أفطر في رمضان بغير جِماعٍ من غير عُذرٍ وجَب عليه القضاء وإمساك بقيَّة نهاره، ولا كفَّارة عليه، وعزَّرَه السلطان، وبه قال أحمد وداود"؛ ("حلية العلماء" 3/ 198).

 

بل إنَّ بعض العلماء ذهَبُوا إلى أنَّه لا قَضاء عليه ولا كفَّارة؛ لأنَّه اقتَرَف كبيرةً من الكبائر؛ كما جاء في "الاختيارات الفقهيَّة لشيخ الإسلام ابن تيمية" ص 109 يقول: "ولا يَقضِي متعمِّد بلا عُذرٍ صومًا ولا صلاة، ولا تصحُّ منه"، وهذا القول مَروِيٌّ عن أبي بكرٍ وعمر وعليٍّ وابن مسعود - رضي الله عنهم.

 

يقول الشيخ عبدالله بن صالح الفوزان ("أحاديث الصيام" ص 57): "وعلى مَن اقترف هذه المعصية العظيمة أنْ يتوب إلى الله - تعالى - ويصومَ ويخشى عِقاب الله؛ لأنَّ الإفطار في رمضان دليلٌ على فَساد القلب، وقُبح السريرة والاستِهانة بالشرع".

 

خِتامًا: أقبِلْ أيها المسلم على هذه الطاعة العظيمة، وجرِّب الصيام مع قراءة القرآن وصلاة القيام وسائر العبادات الأخرى؛ فستجد لذَّة في قلبك تُنسِيك التَّعب والنَّصب، نسأَلُ الله - تعالى - أنْ يهدِيَنا إلى سَواء السبيل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة