• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / ليلة القدر


علامة باركود

في ليلة القدر.. صفّ قدميك بين يدي مولاك وأهرق الدمع ندمًا على خطاياك

لبيب برهان صالح


تاريخ الإضافة: 1/9/2011 ميلادي - 3/10/1432 هجري

الزيارات: 14938

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إلى السائرين إلى الله في هذا الشهر العظيم، ها قد اقتربت المحطَّة الأخيرة، ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، ليلة ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 5]، ليلة مَن قامَها إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه، وكم من الذنوب اقترَفْنا! وكم على أنفسنا أسرفنا! فما أحوَجَنا إلى المغفرة في هذه الليلة.

 

فهيَّا اعقد العزم وقُمْ وصُفَّ قَدَمَيْكَ بين يدي مولاك، وأهرق الدَّمع نَدَمًا على خَطاياك، ابكِ على صلاةٍ ضيَّعتَها عن وقتها، ابكِ على نظرةٍ خائنة نظرت بها إلى ما حرَّم الله، ابكِ على لحظاتٍ استمعت فيها إلى موسيقا أو غيبة أو نميمة، فاستلذَّت بذلك أذنك، ابكِ على لحظاتٍ لغوت فيها في عرض أخيكِ، ابكِ على كلمةٍ خرجت من فيكَ لم تُلقِ لها بالاً قد تكون سببًا في إلقائك في جهنَّم، من كلمة سخرية في حقِّ أخيك، أو غيبة أو كذبة أو شتيمة أو...، ابكِ على كلمةٍ أزعجت بها والدَيْك فلعلَّك كنت بسببها من العاقِّين، بل ابكِ على نظرة شزر نظرتَ بها إليهم، حتى لو لم يتلفَّظْ لسانُك بشيءٍ فكانت نظرتك وبالاً عليك، ابكِ على ما فرَّطت في جنبِ الله.

 

كم من السنن ضيَّعت! وكم في صيام النَّفل قصَّرت! وكم من الأوقات بغير ذكر الله اشتغلتَ! وأنت الذي تعلم أنَّ "سبحان الله وبحمده" تورث نخلةً في الجنَّة، فكم من النَّخيل على نفسك فوَّتَّ!

 

ابكِ على تفريطك في تقديم الصدقات التي فيها طُهر نفسك وتزكيتها، ابكِ على هجرك للقُرآن الكريم كتاب الله، الذي فيه شِفاءٌ لما في الصدور.

 

أوَّاه يا نفسي! بحثتُ عنك في صُفوف العُبَّاد فلم أجِدْكِ، وبحثتُ عنك في صُفوف الغافلين والمقصِّرين فوجدتاحتللت فيها مقعدًا، عددت حسناتك فوجدتها قليلةً معدودة، ولست أدري أأخلصت فيها كلها، أم شابَها الرياء وطلب الشهرة؟! وهممت أعدُّ سيِّئاتكِ وغَدراتك فأُعييت ولم أستطع لها حَصْرًا، وإن سألتك: ماذا تبغين؟ قلتِ الجنَّة، أفلا عملتِ؟!

 

تَبْغِي النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَالِكَهَا
إِنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى الْيَبَسِ

رُكُوبُكَ النَّعْشَ يُنْسِيكَ الرُّكُوبَ عَلَى
مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ

 

وها قد جاءتْ ليلةُ القدر، فيها صُفَّ قدميك بين يدي مولاك:

 

قِفْ بِالخُضُوعِ وَنَادِ يَا أللهُ
إِنَّ الكَرِيمَ يُجِيبُ مَنْ نَادَاهُ

وَاطْلُبْ بِطَاعَتِهِ رِضَاهُ فَلَمْ يَزَلْ
بِالجُودِ يُرْضِي طَالِبِينَ رِضَاهُ

وَاسْأَلْهُ مَغْفِرَةً وَفَضْلاً إِنَّهُ
مَبْسُوطَتَانِ لِسَائِلِيهِ يَدَاهُ

وَاقْصِدْهُ مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ فَكُلُّ مَنْ
يَرْجُوهُ مُنْقَطِعًا إِلَيْهِ كَفَاهُ

 

ارْفع أكفَّ الضَّراعة إليه، وقُل: يا رحمن، يا رحيم، يا عفو، يا غفور، يا ودود، يا جواد، يا كريم، يا حنان، يا منَّان، يا ذا الجلال والإكرام، يا مَن أنت غنيٌّ عن عَذابنا ونحن الفقراء إلى رحمتك، قد ارتكبنا من الذنوب ما لا نستطيعُ له حَصْرًا، كلُّ جارحةٍ من جوارحنا عصَتْك، فيدنا عصَتْك، وعينُنا بالنَّظر إلى ما حرَّمتَ عصَتْك، وأذننا بالسَّماع إلى ما حرَّمت عصَتْك، ولساننا بالتلفُّظ بما حرَّمت عَصاك، وقلبنا بقلَّة الإنابة إليك والصِّدق والإخلاص في عبادتك عَصاك، أتيناك بذنوبٍ لا تستطيعُ الجبال حملَها، ولكنَّنا علمنا أنَّكَ عفوٌّ كريم تحبُّ العفو، فاعفُ عنَّا يا أرحم الراحمين:

 

إِلَهِي لَئِنْ جَلَّتْ وَجَمَّتْ خَطِيئَتِي
فَعَفْوُكَ عَنْ ذَنْبِي أَجَلُّ وَأَوْسَعُ

إِلَهِي أَجِرْنِي مِنْ عَذَابِكَ إِنَّنِي
أَسِيرٌ ذَلِيلٌ خَائِفٌ لَكَ أَخْضَعُ

 

يَا رب، أسألك مغفرتك، فقد اشتدَّت غفلتي، وكثُرت زلاَّتني، ربِّ إنَّني لك عدت فاقبلني، ولا تجعلْ ذُنوبي تحولُ بيني وبين صِدق توبتي.

 

مولاي، لا تُعامِلني بما أنا أهلُه؛ فأنا أهلُ التقصير والتضييع والغفلة، وعامِلني بما أنت أهله؛ فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة.

 

إلهي يا واسع المغفرة، اغفِرْ لي ما قدَّمت، يا رب، اغفِرْ لي ما قدَّمت، واجعَلْ هذه بدايةً جديدة لي على طريق طاعَتِك، اجعَلْها صفحة جديدة ناصعة البياض، نقيَّة من الذنوب والمعاصي، وأعنِّي ووفِّقني ألاَّ أملأها إلا بما تحبُّ وتَرضى، يا جوادُ يا كريم يا مُعِين.

 

أسأل الله أنْ يُوفِّقَنا وإيَّاكم إلى حُسن قِيام هذه الليلة، وأنْ يرزُقنا حُسن الإنابة إليه - جلَّ في عُلاه - وأنْ يَقبَلنا خيرَ قبول، ويعفو عنَّا ويصفح، ويكتُبنا من العُتَقاء من النِّيران، يا رب اكتُبنا من العُتَقاء من نار جهنَّم يا جواد يا كريم.

 

ونرجو أنْ ندرك ليلة القدر وأنْ يبلِّغنا الله أجرها، فإن كانت في الليال الفائتة فهنيئًا لِمَن أقامَها ودعا الله مخلصًا فيها، أمَّا مَن آثَر الفراش الليِّن فلا تقنَطْ يا أخي، واعقد العَزْمَ على قيام الليالي القادمة واجتَهِدْ في ذلك، واسأل الله بصِدقٍ أنْ يُبلِّغَكَ وإخوانك أجْر هذه الليلة، حتى ولو لم تشهَدْها، فربُّنا جَواد كريمٌ لا يحدُّ جوده حدٌّ.

 

ولعلَّها تكون ليلة سبع وعشرين كما اعتادَ الناس لكي يفوزَ عباد الله فيها، وهذا ما أخبر به الصحابي الجليلُ أبيُّ بن كعبٍ - رضي الله عنه - فيما رواه مسلم في "صحيحه": حدثنا محمد بن حاتم وابن أبي عمر، كلاهما عن ابن عُيَينة، قال ابن حاتم: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم ابن أبي النَّجُود، سمعا زرَّ بن حُبَيش يقول: سألت أبيَّ بن كعب - رضِي الله عنه - فقلت: إنَّ أخاك ابن مسعود يقولُ: مَن يقم الحول يُصِبْ ليلة القدر، فقال: رحمه الله، أراد ألاَّ يتَّكل الناس، أمَا إنَّه قد علم أنها في رمضان، وأنها في العشر الأواخر، وأنها ليلة سبعٍ وعشرين، ثم حلَف لا يستثني أنها ليلة سبعٍ وعشرين، فقلت: بأيِّ شيءٍ تقول ذلك يا أبا المنذر؟! قال: بالعلامة، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها.

 

وحدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة يُحدِّث عن زرِّ بن حبيش، عن أبيِّ بن كعب - رضِي الله عنه - قال: قال أبيٌّ في ليلة القدر: والله إني لأعلَمُها، قال شعبة: وأكبر عِلمي هي الليلة التي أمرنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين.

 

وإنما شكَّ شعبة في هذا الحرف: هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: وحدثني بها صاحبٌ لي عنه.

 

وآخِر دَعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة