• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

ختام شهر رمضان المبارك

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز الدهيشي


تاريخ الإضافة: 28/8/2011 ميلادي - 29/9/1432 هجري

الزيارات: 80131

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ختام شهر رمضان المبارك


الحمد لله الواحد القهار، حكم بالفناء على هذه الدار، والبقاء في دار القرار، يقلب الليل والنهار، إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار، وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الغفار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار..

 

أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتفكروا في أحوالكم وسرعة زوالكم، بالأمس القريب كان المسلمون ينتظرون دخول شهر رمضان المبارك انتظار قدوم الضيف الغالي والوافد الكريم طمعًا فيما أعده الله فيه من الخيرات، ورغبة في التنافس في الطاعات، فهو موسم تعرض فيه أغلى السلع بأرخص الأسعار، تعرض فيه الجنة الغالية، حيث تفتح أبوابها وتيسر أسبابها، تعرض فيه المرابح العظيمة، بحيث يعدل فيه ثواب السنة ثواب الفريضة، وثواب الفريضة ثواب سبعين فريضة فيما سواه، موسم فيه تسد أبواب الهلاك فتغلق فيه أبواب النيران ويصفد فيه كل شيطان، تهجر فيه المحرمات، ويسهل فيه فعل الطاعات، موسم يغلب فيه سلطان الصبر على سلطان الهوى والجزع، يغلب فيه صفة الكرم والجود على صفة الشح والبخل، يغلب فيه العقل والحكمة على الطيش والسفه، فإن ساب الصائم أحد أو قاتله فقد أرشده المصطفى إلى القول السديد أي فليقل: إني صائم، موسم كل وقته عظيم مبارك، فنهاره صيام وليله قيام، أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، موسم يتغلب فيه المسالم على نزغات النفس ونزغات الشيطان، فلئن كان الإنسان أسيرًا للنفس والشيطان قبل حلول هذه الشهر ويصعب عليه ترك ما اعتاده من المعاصي بحكم الضعف في النفس وقلة الإيمان وبحكم مخالطة الأشرار فإن شهر رمضان المبارك يخلصه من هذا الأسر، وينقله من الجامع الفاسد إلى الجامع الصالح فلا يرى من حوله إلا من هو صائم قائم، فرمضان في الحقيقة يتلقى فيه المسلم دروس الخير المتنوعة ويتعود فيه على الابتعاد عن الشر وأسبابه، فما ينتهي رمضان إلا والمؤمن قد ألف الخير وابتعد عن الشر مما يكون سببًا لاستمراره على الاستقامة في بقية السنة، فمثلًا من كان يتكاسل عن الصلاة مع الجماعة وأدرك خطأه فيما مضى وصحح خطأه في المستقبل، والمدخل الذي فتح به تناول الدخان وأضر بصحته وهو يستصعب تركه، قد حل عليه شهر رمضان المبارك فخلصه من أسر هذا الخبيث الضار ودربه على تركه فأصبح من السهل عليه مقاطعته نهائيًا، وهكذا بقية العادات السيئة، وإذا كانت الحكومة تضع دورات تدريبية للعاملين فيها ليتمرنوا على مختلف الأعمال فإن شهر رمضان يعتبر من أعظم الدورات التدريبية على فعل الخيرات وترك المنكرات.

 

أيها المسلمون:

بالأمس القريب كنا نترقب حلول هذا الشهر المبارك واليوم بكل مرارة وأسى ننتظر انتقاله ونهايته كما هي سنة الله في خلقه بأن لكل مقيم في هذه الدنيا ارتحالًا، ولكل مخلوق زوالًا، فلننظر في واقعنا مع أنفسنا بين حالنا قبل دخول هذا الشهر وحالنا الحاضرة، هل صلحت أعمالنا؟ هل تحسنت أخلاقنا؟ هل استقام سلوكنا؟ هل لانت قلوبنا؟ وهل زادت رغبتنا في الخير وكراهيتنا للشر؟ إن كنا كذلك فقد استفدنا من رمضان فالحمد لله على هذه النعمة ولا نفرط فيها فنكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا، ومن لم يدرك من نفسه هذا الشعور بالخير عند نهاية شهر رمضان فليعلم أنه لم يستفد منه وأنه لا يزال في غيه وعماه، ولكن لا ييأس من رحمة الله، بل عليه أن يتوب إلى الله فإن الله يتوب على من تاب، وهو الذي لا ييأس العبد من رحمته، فعليه أن يتوب إلى الله فإن الله يتوب على من تاب، وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، ويحسن الختام فإن الأعمال بالخواتيم.

 

عباد الله:

إن الله شرع لكم في ختام هذا الشهر المبارك أعمالًا تكملة له وزيادة لكم في الخير فشرع لكم صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين وشكرًا له على توفيقه، وهي زكاة عن البدن يجب إخراجها عن الكبير والصغير والذكر والأنثى والحر والعبد، ويستحب إخراجها عن الحمل في البطن وليس بواجب، ويجب إخراجها عن كل مسلم غربت عليه الشمس ليلة العيد وهو يملك ما يزيد عن قوت يومه وليلته، ويجب عليه أن يخرج عن نفسه ومن تلزمه نفقته من زوجته ووالديه وأولاده، وإن تبرع بنفقة شخص في شهر رمضان يستحب له أن يفطر عنه، ويخرج زكاة الفطر في البلد الذي وافاه تمام الشهر وهو فيه، ويخرج زكاة من يلزمه الإخراج عنهم مع زكاة نفسه، وإن وكلهم أن يخرجوا عنه وعنهم في بلدهم أو وكل غيرهم جاز ذلك، وتدفع زكاة الفطر إلى من يجوز دفع زكاة المال إليه من الفقراء والمساكين، ويدفعها إلى المستحق أو وكيله، وأما ما يفعله بعض الناس من إيداع زكاة الفطر حتى يأتي المستحق ويأخذها من الوضع عنده وهو غير وكيل له، فهذا لا يجوز ولا يعتبر إخراجًا لها في وقتها؟ لأنه لابد من وصولها إلى المستحق أو إلى وكيله في وقت الإخراج، ووقت الإخوان يبدأ بغروب الشمس ليلة العيد والأفضل ما بين صلاة الفجر وصلاة العيد، وأن أخرجها قبل العيد بيوم أو يومين جاز وأن أخرها عن صلاة العيد أثم وأجزأت، وإن فات يوم العيد ولم يخرجها فإنه يقضيها ولا تسقط عنه، ومقدار صدقة الفطر صاع من بر أو صاع من شعير أو صاع من أقط أو صاع من تمر أو صاع من زبيب، هذه الخمسة التي ورد بها النص، ويجزئ بدلها ما يغلب استعمال الناس له قوتًا في البلد كالأرز أو الذرة أو الدين، ولا يجوز إخراج القيمة بأن يدفع دراهم بدل الإطعام وإن أفتى به بعض الناس لأنه خلاف النص، ويجوز للفقير إذا قبض زكاة الفطر أن يخرجها عن نفسه.

 

أيها المسلمون:

ومما شرعه لكم في ختام هذا الشهر التكبير قال تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [البقرة: 185]؛ فيسن التكبير ليلة العيد والجهر به في المساجد والبيوت والأسواق تعظيمًا لله وشكرًا له على تمام النعمة، وما شرعه الله لكم في ختام هذا الشهر المبارك صلاة العيد وهي فرض كفاية وهي من تمام ذكر الله قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾ [الأعلى: 14 ، 15].

قال بعض السلف: أي أدى زكاة الفطر وصلى، وقيل المراد صلاة العيد.

 

أيها المسلمون:

ودعوا شهركم بالاستغفار والتوبة وكثرة الدعاء لعلكم تكونون من العتقاء من النار ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة