• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

مناسبة شهر رمضان

الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل


تاريخ الإضافة: 4/8/2011 ميلادي - 5/9/1432 هجري

الزيارات: 17275

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مناسبة شهر رمضان

 

الحمد الله الذي وفَّق مَن شاء من عِباده لاغتنام الأوقات الفاضلة، ونافَس فيها بالأعمال الصالحة، وصانَ تجارته من الخسران والنقص والتعريض للكساد، فتضاعفت وسلمت من المؤثرات، فظهرت ثمراتها المطلوبة، ونال صاحبها محبوبَه، وفازَ مع العاملين المخلِصين الصادقين في أعمالهم وأقوالهم.

 

أحمده - سبحانه - وأشكُره على ما أنعَمَ به علينا من نِعَمٍ جِسام، أعظمها نعمة الإسلام، ومنها تبليغه لنا شهرَ رمضان، ومضاعفة الأعمال الصالحة فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده رسوله الذي كان يتضاعَف جُودُه في شهر رمضان، وكان جبريل - عليه السلام - يُدارِسُه القُرآن، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، والمتأسِّين به والممتَثِلين لأوامره، والمجتَنِبين لنواهيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

 

أمَّا بعدُ:

فيا عباد الله، اتَّقوا الله - تعالى - واعلَمُوا أنَّه قد حلَّ بكم شهر عظيم مبارك، فاغتَنِموا أوقاته بالأعمال الصالحة، وصُونوها عن النقص والخلل، فقد أنعم الله عليكم فيه بخيرات كثيرة؛ منها اختصاصُه - سبحانه وتعالى - بالصوم من بين سائر الأعمال؛ كما في الحديث: ((كلُّ عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله - عزَّ وجلَّ -: إلا الصوم فإنَّه لي وأنا أجزي به))[1].

 

ومنها إعطاء هذه الأمَّة ما لم تعطها أمَّة قبلَها؛ كما في الحديث عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((أُعطِيتْ أمَّتي خمسَ خِصالٍ في رمضان لم تُعطها أمَّة قلبها: خلوف فم الصائم أطيَبُ عند الله من رِيح المسك، وتستَغفِر لهم الملائكة - وفي رواية: الحيتان - حتى يُفطِروا، ويُزيِّن الله - عزَّ وجلَّ - كلَّ يوم جنَّته ثم يقول: يُوشِك عبادي الصالحون أنْ يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويَصِيروا إليكِ، وتُصفَّد فيه مرَدَة الشياطين؛ فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخِر ليلة))، قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: ((لا، ولكنَّ العامل إنما يُؤتَى أجرَه إذا قضى علمه))[2].

 

ومنها فتح أبواب الجنَّة وإغلاق أبواب النار وتصفيد الشياطين؛ كما في الحديث المرفوع عن أبي هريرة - رضِي الله عنه -: ((إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنَّة، وأغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين))[3].

 

فيا عباد الله:

احتَرِموا هذا الشهر وصُونوا صيامه؛ ففي الحديث: ((مَن أفطر يومًا من رمضان من غير رُخصةٍ ولا مرضٍ لم يَقضِه صوم الدهر كله وإنْ صامَه))[4].

احفَظُوا صومَه من النقص والخلل، فأهوَنُ الصوم ترك الطعام والشراب، احفَظُوا صيامكم من الغيبة والنميمة وقول الزور والاستماع إلى المحرَّمات والنظَر إلى ما يحلُّ النظَر إليه من النساء الأجنبيَّات والمردان، وإنْ كان ذلك محرَّمًا في غير هذا الشهر إلا أنَّه يزداد حُرمةً في هذا الشهر؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن لم يدعْ قول الزور والعمَل به فليس لله حاجةٌ في أنْ يدَع طعامَه وشرابَه))[5].

 

قال بعض السَّلَف: أهوَنُ الصيام ترْك الشراب والطعام.

وقال جابر: إذا صُمت فليَصُم سمعك وبصرك ولسانك عن الكَذِب والمحارِم، ودَعْ أذى الجار، وليكن عليك وَقار وسكينة يوم صومِك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواءً.

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رُبَّ صائمٍ حظُّه من صيامه الجوع والعطش، وربَّ قائمٍ حظُّه من قيامه السهر))[6].

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الصيام جُنَّةٌ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، وإنْ سابَّه أحد أو قاتَلَه فليقل: إنِّي صائم))[7].

 

وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

وفي الحديث عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((كُتِبَ على ابن آدم نصيبُه من الزنا مدركٌ ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستمتاع، واللسان زناه الكلام))[8].

 

ويُقال: إنَّ غضَّ البصر عن الصورة التي ينهى عن النظَر إليها كالمرأة والأمرد الحسن يُورِث ثلاث فوائد جليلة القدر:

أحدهما: حَلاوة الإيمان ولذَّته التي هي أحلى وأطيب ممَّا تركه لله؛ فإنَّ مَن ترك شيئًا لله عوَّضَه الله خيرًا منه.

الثانية: إنَّ غضَّ البصر يورث نور القلب والفراسة.

الثالثة: قوَّة القلب وثَباته وشجاعته، فيجعل الله له سُلطان البصيرة مع سُلطان الحجَّة؛ فإنَّ في الأثر: ((الذي يُخالِف هواه يفرَقُ الشيطان من ظلِّه)).

فما أحلى هذه التعاليم وأنفعها لمن وفَّقَه مولاه للتحلِّي بها، وجاهَد نفسه وهواه وشيطانه، وتغلَّب على أعدائه.

 

فاتَّقوا الله عباد الله، واغتَنِموا أوقات الفضائل، وسارعوا في الأعمال الصالحة، واحفَظوها ممَّا يؤثر فيها أو يخدشها؛ فإنَّ السعادة في ذلك.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

قال الله العظيم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

بارَك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول قولي هذا وأستغفِر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.



[1] أخرجه البخاري رقم (1894) - الفتح: 4/ 103، ومسلم (1151).

[2] سبق تخريجه ص 264.

[3] أخرجه مسلم رقم [1- (1080)] - كتاب الصيام، باب فضل رمضان.

[4] أخرجه الترمذي (723) في الصوم، وأبو داود (2396) في الصوم.

[5] أخرجه البخاري رقم (1903) - الفتح: 4/ 116.

[6] المسند (2/ 373)، مستدرك الحاكم (1/ 431) تصوير بيروت.

[7] أخرجه البخاري، رقم (1894) - الفتح: 4/ 103، ومسلم (1151).

[8] أخرجه مسلم رقم (2657) بلفظ قريب من هذا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة