• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / فضائل رمضان / فضائل رمضان والعشر الأواخر / مقالات


علامة باركود

بعض فوائد الصيام

الشيخ عبدالعزيز السلمان

المصدر: المناهل الحسان في دروس شهر رمضان

تاريخ الإضافة: 30/8/2008 ميلادي - 28/8/1429 هجري

الزيارات: 23754

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
عباد الله:
إنَّ لشهر رمضان شرَّفه الله فوائدَ عظيمة، ومنافعَ جَمَّة، وآثارًا حسنة، فهو يضبط النفس، ويُطْفِئُ شهوتها، فإنها إذا شبعت تَمَرَّدت في الغالب وسعت في شهواتها، وإذا جاعت سكنت وخضعت وامتنعت عن ما تهوى، ففي حديث عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله - صَلَّى الله عليه وسَلَّم -: ((يا معشرَ الشَّباب مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومَن لَم يستطع فعليه بالصَّوم فإنَّه له وجاء))؛ مُتَّفقٌ عليه.

ذلك أنَّه يكسر من شهوة الشَّباب؛ حتَّى لا تطغَى عليه الشَّهوة، فكان الصَّوم وسيلة إلى كفِّ النَّفس عن المعاصي، فسُبحانه مِن إلهٍ حكيمٍ عليم، فالصِّيام يُربِّي في الإنسان الفضائلَ والإخلاص والأمانةَ والصَّبر عند الشَّدائد؛ لأنَّها إذا انقادتْ للامتناع عن الحلال منَ الغذاء الذي لا غِنَى لها عنه طلبًا لمرضاة الله تعالى وخوفًا من أليم عقابه - فالأَحرَى بها أن تَتَمَرَّنَ على الامتناع عن الحرام، الذي هي غنيَّة عنه وتبعد عنه كل البعد فلا يغدر ولا يخون، ولا يُخلف وعدًا ولا يكذب ولا يُرائي.

فإذا وَفَّقَه الله لصَون صيامه عن المُفسِدات والمنقصات، فالصَّوم لمن وَفَّقَه الله سبب في اتّقاء المَحارم وقوَّة العزيمة، والتَّحَلِّي بالفضائل، والتَّخَلِّي عن الرَّذائل، وإلى هذا أشار جَلَّ وعلا بقوله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، فالصَّوم يدعو إلى شكر نعمة الله، إذ هو كفّ النفس عن الطعام والشراب ومباشرة النساء، وكلّ هذا من جلائل نعَم الله على خلقه.

والامتناع عن هذه النِّعم من أوَّل يوم من شهر رمضان إلى آخره يعرف الإنسان قدرها، إذ لا يُعرف فضل النعمة إلاَّ بعد فقدها فيبعثه ذلك على القيام بشكرها وشكر النعمة واجب على العباد، وإلى هذا أشار بقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].
وأيضًا فالصّيام يبعث في الإنسان فضيلة الرَّحمة بالفقراء والعطف على البائسين، فإنَّ الإنسانَ إذا ذاقَ أَلَم الجوع في بعض الأوقات تَذَكَّرَ الفقيرَ الجائع في جَميع الأوقات فيُسارع إلى رحْمته والإحسان إليه، قيل ليوسف - عليه السَّلام، وكان كثير الجوع: لِم تجوع وأنت على خزائن الأرض؟ فقال: إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع.

ومن فوائد الصيام: ما ذكر من أنَّه يُنَقِّي الجسم منَ الفضلات الرَّديئة ورطوبات الأمعاء، ويشفي كثيرًا منَ الأمراض بإذن الله تعالى، وفيه منَ المزايا الصِّحيَّة ما شهد به العدو قبل الصديق، فسبحانه من إله عليم حكيم.

ومن فوائد الصِّيام: أنه يُقوِّي النفسَ على البِرّ والحلم، وهما تجنُّب كل ما من شأنه إثارة الغضب؛ لأن الصَّوم نصف الصبر، والصبر نصف الإيمان كما قال - صلى الله عليه وسلم؛ ولما روى النسائي عن مُعاذ بن جبل في حديثه الطويل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: ((ألا أدلّك على أبواب الخير؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: الصوم جُنَّة))؛ فالصوم جُنَّةٌ منَ العذاب ومنَ الأخلاق السيئة.

ومَن يُلاحظ حالَ الصَّائمين الموفَّقين لِما هُمْ عليه من تَحرِّي الطَّاعة وتحرّي سُبُل الخيرات والابتعاد عن المعاصي والرَّغْبة في الإحسان - يُدرك أنَّ الصَّوم من أعظَمِ أسبابه الهداية، ويُدرك معنى قولِه تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184]، ويُدرك معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الصوم جُنة))، ويدرك ما فيه من تهذيب النفس وتطهيرها منَ الأخلاق المَوبُوءة وترويضها على الطاعات وإعدادها للسعادتين الدُّنيوية والأخرويَّة، وحسبُك في فضل الصيام قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)).

يقول الله - عَزَّ وجَلَّ -: ((يذر شهوتَه وطعامَه وشرابَه لأجلي، فالصَّوم لي وأنا أجزي به))، قال ابن القيم - رحمه الله - وقدِ اختُلف في وجود هذه الرائحة منَ الصائم هل هي في الدنيا أو في الآخرة على قولين، وفصل النزاع في المسألة أن يُقال حيث أخبر - صلى الله عليه وسلم - بأن ذلك الطيب يكون يوم القيامة، فلأنَّه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الأعمال وموجباتها من الخير والشر، فيظهر للخلق طيب ذلك الخلوف على المسك كما يظهر فيه دم المكلوم في سبيله كرائحة المسك وكما تظهر في السرائر وتبدو على الوجوه وتصير علانية ويظهر فيه قبح رائحة الكفار وسواد وجوههم وحيث أخبر بأن ذلك حين يخلف وحين يُمسون فلأنه وقت ظهور أثر العبادة ويكون حينئذٍ طيبها على ريح المسك عند الله تعالى وعند ملائكته وإن كانت تلك الرائحة كريهة للعباد.
فرُبَّ مكروهٍ عند النَّاس مَحبوب عند الله تعالى، وبالعكس فإنَّ النَّاس يكرهونه لِمُنافرته لطِباعِهم والله تعالى يستطيبه ويُحبّه لِموافقته لأمْرِه ورضاه ومَحبَّته فيكون عنده أطيب من ريح المسك عندنا، فإذا كان يوم القيامة ظهَرَ هذا الطيب للعباد وصار علانية.

وهكذا سائر آثار الأعمال من الخير والشر؛ وإنما يكمل ظهورها ويصير علانية في الآخرة.

اللهُمَّ يا مَن خلق الإنسان في أحسن تقويم وبقدرته التي لا يُعجزها شيء يُحيي العظام وهي رميم، نسألك أن تهدينا إلى صراطك المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن تغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحِمين، وصَلَّى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- شكر
houda - maroc 09-03-2014 11:33 PM

شكرا لكم على مساعدتي

1- آثار الصيام
هناء الزعواطي - المغرب 14-05-2010 05:57 PM

شكرا جزيلا على الموضوع

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة