• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / دروس رمضانية


علامة باركود

الدرس السادس عشر: الإيمان بالرسل

الدرس السادس عشر: الإيمان بالرسل
محمد بن سند الزهراني


تاريخ الإضافة: 15/4/2025 ميلادي - 17/10/1446 هجري

الزيارات: 512

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدرس السادس عشر: الإيمان بالرسل

 

الإيمانُ بالرسل هو الركن الرابع من أركان الإيمان، فلا يصح إيمانُ العبد إلا به، والأدلة الشرعية متواترة على تأكيد ذلك، فقد أمَر سبحانه بالإيمان بهم، وقرَن ذلك بالإيمان به، فقال: ﴿ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾ [آل عمران: 179]، وجاء الإيمان بهم في المرتبة الرابعة من التعريف النبوي للإيمان؛ كما في حديث جبريل: «أن تؤمِن بالله وملائكته وكتبه ورسله...»؛ [رواه مسلم]، وقرن الله سبحانه الكفر بالرسل بالكفر به، فقال: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136]، ففي هذه الآيات دليلٌ على أهمية الإيمان بالرسل، ومنزلته من دين الله عز وجل.

 

الفرق بين النبي والرسول:

• ذكر أهل العلم أن الرسول مَن بُعث بشرع جديد وأُمِر بتبليغه، والنبي مَن أُمر بالتبليغ ولكن بشرعٍ من سبقه من الرسل، كحال أنبياء بني إسرائيل الذين كلِّفوا بتبليغ شريعة موسى عليه السلام.


مراتب الإيمان بالرسل:

الإيمان بالرسل ليس على مرتبة واحدة، بل هناك الإيمان المجمل، وهو الإيمان بجميع الرسل على وجه الإجمال، وبمحمد صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص، فهذا واجبٌ على عموم الأمة لا يسع المؤمن أن يُعرض عنه أو يُنكره.

 

وهناك الإيمان المفصل: وهو الإيمان بجميع الرسل، ومعرفة ما ثبت في الشرع عنهم؛ من أسمائهم وأسماء الكتب التي أُنزلت عليهم.

 

والإيمان بالرسل يتضمن أمورًا:

1- التصديق بنبوتهم وبما جاؤوا به من عند الله عز وجل؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ ﴾ [الحديد: 19].

 

2- عدم التفريق بين أحدٍ منهم؛ كما قال تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].

 

3- توقيرهم وتعظيمهم؛ قال تعالى: ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 9].

 

4- وجوب العمل بشرائعهم: وذلك في حق كل أمة لنبيِّها، ولا يخفى أن ذلك قبل بَعثة نبينا صلى الله عليه وسلم التي نسَخت شريعته كلَّ شريعة.

 

5- اعتقاد عصمتهم في تبليغهم الوحي، وعصمتهم من الكبائر والصغائر التي تدل على خِسة الطبع وسفول الهمَّة.

 

الحكمة من إرسال الرسل:

الأول: إقامة الحجة على العباد، وتبشير المؤمنين بنعيم الله وجنته في الآخرة، وإنذار الكافرين من عذابه وعقابه؛ قال تعالى: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 165].

 

ثانيًا: تحقيق القدوة والأسوة العملية، وهذه لها فوائد:

الأولى: دَحض حُجة مَن قد يزعُم أنه ليس في مقدوره تطبيق تلك الشرائع، فيقال له: إن الأنبياء - وهم بشر أيضًا - قد طبَّقوا تلك الشرائع ومارسوها عمليًّا، فكيف يصح القول بأن تطبيقها مما لا يُستطاع؟!

 

الفائدة الثانية: تحقيق الأسوة والقدوة للمؤمنين في كيفية تطبيق تلك الشرائع، وكيفية العمل بها؛ لأن كثيرًا من الأمور النظرية تختلف الأفهام في تطبيقها، فيأتي الفعل النبوي فاصلًا ومبينًا.

 

الفائدة الثالثة: تحقيق الأسوة والقدوة للمؤمنين بحثِّهم على الإكثار والاستزادة من فعل الصالحات، اقتداءً بالأنبياء - عليهم السلام - الذين كانوا القدوة في ذلك بسلامة إيمانهم وكثرة أعمالهم الصالحة.

 

التوحيد محور دعوة الرسل:

تتمحور دعوة الرسل جميعًا من لدن آدم عليه السلام إلى نبينا - صلى الله عليه وسلم - حول قضية واحدة هي عبادة الله وحده، وترك عبادة من سواه، وهذا الأمر يشكِّل لبَّ دعوة الرسل ومَجمع رسالتهم.

 

ومن خلال استعراض القرآن لدعوة الرسل، نجد أن هذه القضية واضحة جلية، وقد دلِّل عليها بأدلة كثيرة:

قال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]، والإسلام هو الدين الذي نادى به جميع الأنبياء، فنوح يقول لقومه: ﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 72].

 

والإسلام هو الدين الذي أمر الله به أبا الأنبياء إبراهيم - عليه السلام -: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 131]، ويوصي كل من إبراهيم ويعقوب أبناءه قائلَيْن: ﴿ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132]، وأبناء يعقوب يجيبون أباهم بعد أن سألهم ما يعبدون من بعده: ﴿ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 133].

 

وموسى ينادي قومه قائلًا: ﴿ يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 84]. والحواريون يُقرون لعيسى عليه السلام بقولهم: ﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 52]، وحين سمع فريق من أهل الكتاب كلام الله: ﴿ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴾ [القصص: 53].

 

واجبنا نحو الرسل:

أوجب الشرع الكريم على المسلم حقوقًا، عليه أن يؤدِّيها تجاه أنبياء الله ورسله، قيامًا بما أمر الله به من تعظيمهم وتوقيرهم، واعترافًا بما فضلهم به على سائر الخلق، من تبليغ رسالته وتبيين دينه.

 

• فمن تلك الحقوق: الإيمان بهم جميعًا، وعدم التفريق بينهم، بأن يؤمِن ببعض ويكفُر ببعض، كحال النصارى الذي آمنوا بعيسى وكفروا بمحمد، أو كحال اليهود الذين آمنوا بموسى وكفروا بعيسى ومحمد عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه؛ قال تعالى: ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 136].

 

• ومن الحقوق المتعينة على المسلم تجاه أنبياء الله ورسله: النظر إليهم بعين الكمال؛ فلا يجوز للمسلم أن ينتقص واحدًا من الأنبياء، بل يجب أن يعتقد أنهم أدَّوْا رسالة الله على أكمل وجه، وأنهم بلغوا درجة الكمال البشري، فلا نقص يعيبهم، ولا عيب يشينهم.

 

4- قال صلى الله عليه وسلم: «لا تُفضِّلوا بين أنبياء الله»؛ متفق عليه، وإنما قال صلى الله عليه وسلم ذلك - وقد علم أنه خيرهم - تواضعًا، ولئلا يتوصل بالتفضيل بين الأنبياء إلى انتقاص أحدٍ منهم.

 

• ومن الحقوق المتعينة على المسلم تجاه أنبياء الله ورسله: محبتهم جميعًا، وهذا أمرٌ مُجمع عليه، ومن أبغض نبيًّا من الأنبياء فقد كفَر.

 

• ومن حقوقهم دفع غُلو الغالين فيهم، كغُلو النصارى في المسيح ابن مريم - عليه السلام - حيث ادَّعوا أنه ابن الله - تعالى الله عن إفكهم - قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ [النساء: 171].

 

• ومن الحقوق المتعينة على المسلم تجاه أنبياء الله ورسله: دفع ما أُلصِق بهم مِن تُهَمٍ وإشاعات، كتلك التي روَّجها اليهود - وزعموا أنها في الكتاب المقدس - حيث تصف الأنبياء بأنهم أهل غدرٍ وخيانة، أو أنهم أهل شهوة وسكر! فإن الذب عن أعراض أنبياء الله أمام هذه التُّهم الباطلة من أوجب الواجبات على أهل العلم، صيانةً لمقام الأنبياء وحفظًا لحقهم.

 

ومن الأدب مع أنبياء الله ورسله: الصلاة والسلام عليهم مطلقًا وعند ذكرهم، فقد نقل غيرُ واحدٍ من العلماء الإجماعَ على مشروعية ذلك، منهم الإمام النووي.

 

هذا فيما يتعلق بحقوق أنبياء الله ورسله على المسلم على وجه العموم.

 

ولا شك أن هناك حقوقًا اختص بها نبينا - صلى الله عليه وسلم -:

من أعظمها وجوب متابعته، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ قال تعالى: ﴿ ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر: 7]، وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

 

كما يجب اعتقادُ أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - هو خاتم الأنبياء، وأن شريعته هي خاتمة الشرائع، وأنه لا نجاة لأحد إلا باتباعه - صلى الله عليه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة