• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / دروس رمضانية


علامة باركود

من سأل الله الجنة بصدق

من سأل الله الجنة بصدق
السيد مراد سلامة


تاريخ الإضافة: 9/3/2025 ميلادي - 10/9/1446 هجري

الزيارات: 2643

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من سأل الله الجنة بصدق

 

الحمد لله الذي تفرَّد بجلال ملكوته، وتوحَّد بجمال جبروته، وتعزَّز بعُلو أَحَديَّته، وتقدَّس بسمو صمَديَّته، وتكبَّر في ذاته عن مضارعة كل نظير، وتنزَّه في صفائه عن كل تناهٍ وقصور، له الصفات المختصة بحقِّه، والآيات الناطقة بأنه غيرُ مُشبَّه بخلْقه.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو علي كل شيء قدير، شهادة موقن بتوحيده، مستجير بحسن تأييده.

يا واحد في ملكه أنت الأحدُ
ولقد علمتُ بأنك الفردُ الصمد
لا أنت مولودٌ ولستَ بوالدٍ
كلَّا ولا لك في الورى كُفوًا أَحَد


وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه.

هذا النبي محمدٌ خير الورى
ونبيُّهم وبه تشرَّف آدم
وله البها وله الحياءُ بوجهه
كلُّ الغنى من نوره يتقسَّم
يا فوزَ مَن صلى عليه فإنه
في جنة المأوى غدًا يتنعَّم
صلى عليه الله جلَّ جلالُه
ما راح حادٍ باسمه يترنَّم

 

وعلى آله وأصحابه ومَن سار على نَهْجه، وتمسَّك بسنته واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين.

 

ومن الضمانات التي بيَّنها سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم، التي لا تكلِّف العبد مشقة ولا عناءً أن يصدُق العبد في سؤاله ربَّه - عز وجل - فيَسأله أن يدخله جنته ودار كرامته؛ عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سأل الله الجنة ثلاث مرات، قالت الجنة: اللهم أدخِله الجنة، ومَن استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجِره من النار[1].

 

قوله: (من سأل الله الجنة)، بأن قال: اللهم إني أسالك الجنة، أو قال: اللهم أدخلني الجنة، (ثلاث مرات)؛ أي كرَّره في مجالس أو مجلس بطريق الإلحاح على ما ثبت أنه من آداب الدعاء، (قالت الجنة)، ببيان الحال أو بلسان القال، لقدرته تعالى على إنطاق الجمادات، وهو الظاهر: (اللهم أدخله الجنة)؛ أي دخولًا أوليًّا أو لحوقًا آخريًّا، (ومن استجار)؛ أي استحفظ (من النار)، بأن قال: اللهم أجِرني من النار، (قالت النار: اللهم أجِره)؛ أي: احفظه أو أنقذه، (من النار)؛ أي من دخوله أو خلوده فيه [2].

 

يقول المناوي - رحمه الله -: (من سأل الله الجنة)؛ أي دخولها بصدق وإيقان وحُسن نية، (ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استعاذ من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجره من النار)، وهذا القول يحتمل كونه بلسان القال بأن يَخلق الله فيها الحياة والنطق، وهو على كل شيء قدير، أو بلسان الحال، وتقديره قالت: خزنة الجنة مِن قَبيل قوله تعالى: ﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ [يوسف: 82].

 

ويؤيِّده ذكرُ الجنة في قوله: اللهم أدخله الجنة، وإلا لقالت: اللهم أدخله إياي، ويحتمل كونه التفات من التكلم إلى الغيبة، وكذا الكلام في قوله: قالت النار، وجاء في رواية ذكر العدد في الاستجارة من النار ثلاثًا، وحذفه في سؤال الجنة، وهو تنبيه على أن الرحمة تغلب الغضب، وعلى أن عذابه شديد، ﴿ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]، فيكفي في طلب الجنة السؤال الواحد بخلاف الاستجارة من النار.

 

قال السمهودي: لك أن تقول ما الحكمة في تخصيص الثلاث مع أن الحسن بن سفيان روى عن أبي هريرة مرفوعًا: ما سأل الله عز وجل عبد الجنة في يوم سبع مرات، إلا قالت الجنة: يا رب، إن عبدك فلانًا سألني فأدخِله، وفي رواية لأبي يعلى بإسناد على شرط الشيخين: ما استجار عبدٌ من النار سبع مرات، إلا قالت النار: يا رب، إن عبدك فلانًا استعاذ بك مني، فأعِذه وأدخله الجنة.

 

وفي رواية للطيالسي: مَن قال: أَسأل الله الجنة سبعًا قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، وفي رواية له: إن العبد إذا أكثر مسألة الله الجنةَ، قالت الجنة: يا رب، إن عبدك هذا سألنيك، فأسكنه إياي؛ الحديث.

 

وأُجيب بأنه خص الثلاث في هذا الحديث؛ لأنها أول مراتب الكثرة، والسبعة في غيرها؛ لأنها أول مراتب النهاية في الكثرة، لاشتمالها على أقل الجمع من الأفراد، وأقل الجمع من الأزواج [3].

 

النية سر العبودية ورُوحها: فهي من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد؛ لأنها من أعمال القلوب، وأعمال القلوب أنفع وأنجع الأعمال؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الأعمالُ بالنِّيات)؛ (متفق عليه)، فهي ملاك الأعمال، وعليها يكون القبول والرد، والثواب والعقاب.

 

الإنسان يبلغ بنيته مالا يبلغ بعمله:

قد يَعجِز المرءُ عن عمل الخير الذي يصبو إليه لرقة حاله، أو ضعف صحته، أو قلةِ حيلته، لكن الله المطلع على خبايا النفوس يرفع أصحاب النوايا الصادقة إلى ما تَمنَّوه؛ لأن طِيبَ مقصدهم أرجحُ لديه من عجز وسائلهم. فما أعظم النية! فإنك تستطيع بنيتك الصادقة وعمل قلبك الخالص - أن تَلحَق بأجر المحسن العظيم، وإن لم يكن لديك مال تتصدَّق به، ففي حديث أبي كبشة الأنماري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُو يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُو صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَو أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُو بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ)[4].

 

وفي الحديث الصحيح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (منْ سَأَلَ اللهَ تَعَالَى الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ)؛ [رواه مسلم]، فكل من صدق الله صدقه الله جل في علاه.

 

على قدر النوايا تكون العطايا:

• نظافة قلبك، وسلامةُ صدرك، ونيتُك الصافية، هي مفتاح التيسير والمنح والفتوحات في هذه الحياة.

 

• ولا يغلق باب على العبد، فَيصدُق في نيته ويُحسن الظن بربه، إلا ويفتح الله له أبوابًا أوسع وأرحب؛ يقول سبحانه: ﴿ إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ [الأنفال:70].

 

• أصلِح ما في قلبك؛ ينزل الله عليك السكينة، ويفتح لك الأبواب ويحميك، مهما ظهر الأمر بخلاف ذلك؛ يقول الحق سبحانه: ﴿ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا ﴾[الفتح:18، 19].

 

سر صلاحك في صلاح سرك، وباب جنتك في طهارة قلبك:

إن سرَّ صلاحِك يكمُن في إصلاحِ سرك، فضع نيةَ الخير في قلبك وسيتولى الله أمرَك، وكم من أبواب عظيمة فُتِحَت بمفتاح النية الطيبة، وكم من شخصٍ رُزِق بنيته الطيبة أكثرَ مما يتوقع، وعلى قدر نياتكم ترزقون.

لو يَعْلَمُ المَرْءُ عَنْ تَدْبِيْرِ خَالِقِهِ
لَه لَمَا نَاحَ حُزْناً أَوشَكَا أَلَمَا
خَرْقُ السَّفِيْنَةِ كَانَ الشَّرُّ ظَاهِرَهُ
وَالخَيْرُ فِيْهِ فَسُبْحَانَ الَّذِي حَكَمَا


[1] أخرجه أحمد ح 13196والترمذي ح 2572 والنسائي ح 5521، وابن حبان ح 1034 قال الشيخ الألباني: (صحيح)؛ انظر حديث رقم : 6275 في صحيح الجامع.

[2] تحفة الأحوذي، [جزء 7 - صفحة 243].

[3] فيض القدير، [جزء 6 - صفحة 144].

[4] أخرجه أحمد (4/231، رقم 18060)، والترمذي (4 /562، رقم 2325)، وقال: حسن صحيح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة