• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

مقاصد الصيام (3) الرحمة والمغفرة والعِتْق من النار (خطبة)

مقاصد الصيام (3) الرحمة والمغفرة والعِتْق من النار (خطبة)
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت


تاريخ الإضافة: 7/4/2024 ميلادي - 29/9/1445 هجري

الزيارات: 7049

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مَقَاصِدُ الصِّيَامِ (3)

(الرَّحْمَةُ وَالْمَغْفِرَةُ وَالعِتْق مِنَ النَّارِ)


عناصر الخطبة:

1- مَقْصِدُ الرحمة.

2- مقصد المغفرة.

3- مقصد العِتْق من النار.

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذني الله وإياكم من النار.

 

عباد الله: تحدَّثنا في الخطبة الماضية عن مقصد التربية، وتناولنا فيها التربية على العقيدة، والتربية على العبادة، والتربية على الأخلاق، والتربية على التماسك الاجتماعي، والتربية على البناء الصحي والجسمي، وحديثنا في هذه الخطبة عن مقاصد أخرى لمدرسة الصيام؛ ومنها: الرحمة والمغفرة والعِتْق من النار.

 

عباد الله: من مقاصد الصيام: مقصد الرحمة؛ الله عز وجل جَعَلَ لعباده مواسمَ للطاعات يستغلونها، فيرفع درجاتهم، ويكرمهم بكرمه وفضله وإحسانه، ومنها صيام رمضان وحج البيت، وتشريع الشرائع من رحمة الله بعباده؛ قال تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النور: 56]، والصيام من الشرائع التي تتحقق فيها رحمة الله بعباده؛ من خلال:

• تصفيده تعالى للشياطين حتى ينطلق العباد في أنواع الطاعات، دون عوائقَ تَعُوقهم في سيرهم إلى الله، ومن أثر ذلك إقبالُ الناس على المساجد، وكثرة الجُود في رمضان، وفَتْحُ أبواب الجنة، وغَلْقُ أبواب النار؛ تحفيزًا لعباده، ودعوةً لهم إلى الخير؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطين، ومَرَدَةُ الجن، وغُلقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة، فلم يُغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغِيَ الخير أقْبِلْ، ويا باغي الشر أقْصِرْ، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة))[1]، وجعل الصيام في القبر حارسًا وأمينًا لصاحبه؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الميت إذا وُضِعَ في قبره، إنه يسمع خَفْقَ نِعالهم حين يُولُّون عنه، فإن كان مؤمنًا، كانت الصلاة عند رأسه، وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فِعْلُ الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيُؤتى من قِبَلِ رأسه، فتقول الصلاة: ما قِبَلي مدخل، ثم يُؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قِبَلي مدخل، ثم يُؤتى عن يساره، فتقول الزكاة: ما قِبَلي مدخل، ثم يُؤتى من قِبَل رجليه، فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف والإحسان إلى الناس: ما قِبلي مدخل...))[2]، وجَعَلَ الصيام شفيعًا يشفع له؛ لقاءَ ما كابده من العطش بالنهار، وخصص بابًا في الجنة للصائمين لا يدخل منه غيرهم؛ وهو باب الرَّيَّان.

 

• أرسل رسوله رحمةً للعالمين، ومن مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم في الصيام نهيُه عن صوم الوِصال لأُمَّتِهِ؛ رحمةً بها، وإن كان هو يَصِلُ صلى الله عليه وسلم، وهذا من خصوصياته، وصوم الوصال أن يواصل الليل بالنهار فلا يُفْطِر؛ عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، ((أن النبي صلى الله عليه وسلم واصَلَ، فواصل الناس، فشقَّ عليهم فنهاهم، قالوا: إنك تواصل، قال: لستُ كهيئتكم إني أظلُّ أُطْعَمُ وأُسقى))[3]، ومنها أنه أمر الناسي بأن يتم صومه؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((من أكل ناسيًا، وهو صائم، فلْيُتِمَّ صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه))[4]، وأمَرَ بالسحور وبتعجيل الفطر، وتأخير السحور؛ حتى لا تطول مدة الصيام؛ فقال: ((تسحَّروا؛ فإن في السَّحُور بركةً))[5]، وقال: ((لا تزال أُمَّتي بخير ما عجَّلوا الإفطار، وأخَّروا السُّحور))[6].

 

عباد الله: من مقاصد الصيام: مقصد المغفرة: ففَرَضَ الله تعالى صيامَ رمضان، وندب رسوله إلى أنواع من صيام النوافل؛ جلبًا لمغفرة الغفور سبحانه؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[7]، وندب صلى الله عليه وسلم لقيام لياليه فقال: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[8]، وجعل الله تعالى لهم ليلة القدر يلتمسونها في العشر الأواخر من رمضان، ورتَّب عليها المغفرة لمن اجتهد في العشر كلها، وأحيا لياليها التماسًا لها؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه))[9]، فاجتهدوا - عباد الله - في العشر الأواخر، وقوموا لياليها، واجتهدوا بالدعاء فيها؛ عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ((قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن علمتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدر، ما أقول فيها؟ قال: قُولِي: اللهم إنك عفوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ، فاعْفُ عني))[10]، ومن أدرك رمضان وضيَّع فرصةَ نَيلِ مغفرة الله، فهو مُبْعَد ومطرود؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أتاني جبريل، فقال: رغُم أنفُ رجلٍ أدرك رمضان فلم يُغفر له، أو فأبعده الله، قل: آمين، فقلت: آمين))[11]، وفي صيام النوافل قال صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة وعاشوراء: ((صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفِّرَ السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله))[12]، فإن طَلَبَ المغفرة والعفو والرحمة مقاصدُ ومنافع يجب الحرص عليها، واغتنام أوقات نزولها.

 

فاللهم ارحمنا واغفر لنا ذنوبنا، آمين.

وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على عبده المصطفى وآله وصحبه، ومن اقتفى؛ أما بعد عباد الله:

فمن مقاصد الصيام: مقصد العِتْق من النار: مما ورد في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في آخر شعبان قوله عن رمضان: ((وهو شهرٌ أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار))[13]، وقال في الحديث السابق معنا: ((ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة))[14]؛ أي: ولله عتقاء كثيرون من النار، جعلني الله وإياكم منهم، النار سجن وأَسْرٌ، فجعل الله الصيام سببًا لعِتْقِ رقاب عباده من النار وتحريرهم من أغلالها.

 

عباد الله: نهاية رمضان حَصْدٌ للثمار، وإنعام من الله لعباده بالرحمة والمغفرة والعِتْق من النار، وذلك لا يكون إلا بالتوبة الصحيحة والصادقة التي تكون خالصةً لوجهه تعالى، والإقلاع عن الذنب حالًا، والندم على ذنوبٍ مَضَت، والعزم على عدم الرجوع إلى الذنب استقبالًا، وإذا كانت له مظالم على العباد تحلَّلَ منها.

 

ونلمس بعض مظاهر هذه التوبة في صيام رمضان بإقبال الناس على ربهم وعمارة المساجد، وكثرة الطاعات وقلة المعاصي، ومن علامات التوبة النصوح في رمضان الاستمرارُ على الطاعة والخير بعد رمضان.

 

والعشر الأواخر فرصتنا لتحقيق هذه المقاصد كلها ببذل المزيد من الجهد لإحيائها، وتقديم أنواع الطاعات فيها؛ فرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كان: ((إذا دخل العشر شدَّ مِئْزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله))[15]، فمن وفَّقه الله لإدراكها، فهو المرحوم، والمغفور له، والْمُعْتَق من النار.

 

فاللهم اجعلنا من عُتقائك، وتُبْ علينا؛ إنك أنت التواب الرحيم، آمين.

 

(تتمة الدعاء).



[1] رواه الترمذي، رقم: 682.

[2] رواه ابن حبان في صحيحه، رقم: 3113.

[3] رواه البخاري، رقم: 1922.

[4] رواه البخاري، رقم: 6669.

[5] رواه البخاري، برقم: 1923.

[6] رواه أحمد، رقم: 21312.

[7] رواه البخاري، رقم: 38.

[8] رواه البخاري، رقم: 37.

[9] رواه البخاري، رقم: 1901.

[10] رواه الترمذي، رقم: 3513.

[11] رواه البزار في مسنده، رقم: 1405.

[12] رواه مسلم، رقم: 1162.

[13] رواه ابن خزيمة في صحيحه، رقم: 1887.

[14] رواه الترمذي، رقم: 682.

[15] رواه البخاري، رقم: 2024.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة