• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / دروس رمضانية


علامة باركود

الدرس الثالث: ثمرات قيام الليل العشر (1)

الدرس الثالث: ثمرات قيام الليل العشر (1)
السيد مراد سلامة


تاريخ الإضافة: 13/3/2024 ميلادي - 4/9/1445 هجري

الزيارات: 6065

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدرس الثالث: ثمرات قيام الليل العشر (1)

 

الحمد لله المجيب لكل سائل، التائب على العباد فليس بينه وبين العباد حائل، جعل ما على الأرض زينة لها، وكل نعيم لامحالة زائل، حذَّر الناس من الشيطان وللشيطان منافذ وحبائل، فمن أسلم وجهه لله فذاك الكيِّسُ العاقل، ومن استسلم لهواه فذاك الضال الغافل، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تنزَّه عن الشريك وعن الشبيه وعن المشاكل، من للعباد غيره؟ ومن يدبر الأمر؟ ومن يعدل المائل؟ من يشفي المريض؟ من يرعى الجنين في بطن الحوامل؟

 

ما أخبار قلبك؟ ماذا في قلبك لربك جل جلاله؟ ماذا في قلبك من محبة الدنيا؟ ماذا في قلبك من خوف ورجاء؟ أما ماذا في قلبك من فتن الشهوات؟

 

إخوة الإيمان، حيَّاكم الله أيها الأخوة الأفاضل، وطبتم وطاب مَمشاكم، وتبوَّأْتُم جميعًا من الجنة منزلًا، وأسأل الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني مع حضراتكم في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار مقامته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

أيها الإخوة الكرام، حديثنا في هذا اليوم الميمون الأغر العشر الأُولى من ثمرات قيام الليل وبيان فضل الله تعالى لأهل الليل.

 

الثمرة الأولى قيام الليل والتسبيح فيه يورث العبد الرضا:

أخي المسلم، هل تريد أن يرضى الله تعالى عنك؟

إن رضا الله من أعظم الغايات التي يسعى إليها المسلم، فإذا فاز به فقد فاز في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ [طه:130].

 

ثانيًا قيام الليل سبب للفهم عن الله والتوفيق:

وهذه وصفة ربانية لطالب العلم الذي يريد التوفيق في حياته العلمية واليومية، فعليه بقيام الليل؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل:6]؛ أي: إن قيام الليل أبلغ في الحفظ وأثبت في الخير، وعبادة الليل أشدُّ نشاطًا وأتَمُّ إخلاصًا وأكثر بركة.

 

ثالثًا قيام الليل دأب الصالحين:

أيها الإخوة الأكارم، من عظيم ثمرات الليل ما جاء في هذا الحديث النبوي الشريف الذي اشتمل على عدة جوائز ربانية؛ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ. وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ وَمَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ وَمَطْرَدَةٌ لِلدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ» وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَلَفْظُهُ: «عَلَيْكُمْ بِصَلَاةِ اللَّيْلِ وَلَوْ رَكْعَةً وَاحِدَةً»[1].

 

رابعًا: قيام الليل يطرد الغفلة:

أيها الأحباب، الغفلة داء مهلك للعبد، يُبعده عن ربه، فإذا أردت أخي أن تخرج من تلك الدائرة، فعليك بقيام الليل، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قام بعشرِ آيات لم يُكْتَبْ مِن الغافلين، ومَنْ قام بمائةِ آية، كُتِبَ مِن القانتين، ومَن قامَ بألفِ آية كُتِبَ مِن المقَنْطِرين». أخرجه أبو داود»[2].

 

قال يحيى بن معاذ: "دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتفكر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين.

 

خامسًا قيام الليل شرف المؤمن:

أيها الأحباب، إن شرفك الذي تنال به المنزلة والمكانة يوم القيامة، هو قيام الليل، فلا تفرط فيها، فيضيع شرفك؛ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مَفَارِقُهُ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِيٌّ بِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ شَرَفُ الْمُؤْمِنِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ، وَعِزُّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ»[3].

 

(واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل)، وتأمل بارك الله فيك الفرق بين الشرف في الحديث وبين الشرف اليوم، فاليوم انقلبت الموازين، وسُمِّيت الأشياء بغير أسمائها، فأصبحنا نسمع عن غناء شريف، وعن رقص شريف، وعن فن شريف، وعن فواحش شريفة، فغيَّروا الأسماء، وغيروا المسميات، فيا ألله! فهذه أشراط الساعة قد ظهرت فينا؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن من ورائكم أيامًا خداعات: يُصدَّق فيها الكاذب، ويكذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وتتكلم فيها الرويبضة، وتسمى الأشياء بغير مسمياتها)، بل إن كثيرًا من الناس يرى أن الشرف في الحسب والنسب، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من بطَّأ به عملُه، لم يُسرع به نسبُه)، والله يقول: ﴿ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ ﴾ [المؤمنون:101]، ويقول: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات:13].

 

اللهم اجعلنا منهم ومعهم.

 

هذا الإمام الأوزاعي دخلت إحدى الجارات في بيته في الصباح، فوجدت بللًا في مصلاه، فعاتبت زوجته فقالت لها: ثكلتْك أمُّك، تركت الصبيان حتى بالوا في مصلى الشيخ! قالت: ما هذا بول الصبيان، إنما هذا من أثر دموع الشيخ وهو يبكي في الليل.

 

سادسًا: الحرية والنشاط:

اعلم بارَك الله فيك أن قيام الليل سبب من أسباب النشاط والحرية من العقد الشيطانية وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (( يَعْقِدُ الشَّيطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأسِ أحَدِكُمْ، إِذَا هُوَ نَامَ، ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ عَلَى كُلِّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَويلٌ فَارْقُدْ، فَإن اسْتَيقَظَ، فَذَكَرَ اللهَ تَعَالَى انحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإنْ تَوَضّأ، انْحَلّتْ عُقدَةٌ، فَإنْ صَلَّى، انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإلاَّ أصْبحَ خَبيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ))[4]؛ متفقٌ عَلَيْهِ.

 

فكم منا من يقوم خبيث النفس كسلان، وكم منا من يقوم وهو كما يقال: نفسه في طرف أنفه، وما ذاك إلا لأننا لا نقوم الليل، ولأننا لا نهتم بهذا الأمر، بل حتى عقدة واحدة نعجِز عن حلها، فبدلًا من أن يستيقظ أحدنا في الساعة الرابعة أو الثالثة، ثم إذا سمع جرس ساعته أطفأه وقال: لا إله إلا الله، فتنفك عقدة واحدة، وإنما تجده يتلفظ بغير الذكر ويكسل عن حل هذه العقدة.

 

سابعًا: الأنور الربانية:

ومن ثمرات قيام الليل أن الله تعالى يلبسهم من نورة فتتلألأ وجوهم وتشرق؛ قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ﴾ [عبس:38 - 39]؛ قال ابن عباس رضي الله عنه: "من قيام الليل"، وقيل للحسن البصري: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن النَّاس وجوهًا؟ قال: "لأنَّهم خلوا بالرحمن فألبسَهم من نوره"، وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: "إنَّ الرجل ليُصلِّي بالليل، فيجعل الله في وجهه نورًا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يرَه قط، فيقول: إنِّي لأحب هذا الرجل".



[1] رواه الترمذي (3549)، وابن خزيمة (1135)، والحاكم (1156)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن لغيره (624).

[2] رواه أبو داود اللفظ له (1398)، وابن حبان (2572)، وابن خزيمة (1144)، والدارمي (3444)، والحاكم (2041)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: حسن صحيح (639).

[3] قال الحافظ المنذري في الترغيب (2/ 23)؛ رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.

[4] البخاري برقم (1142)، ومسلم برقم (776).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة