• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

الزكاة (خطبة)

فهد بن عبدالله الصالح


تاريخ الإضافة: 10/6/2017 ميلادي - 16/9/1438 هجري

الزيارات: 76868

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الزكاة

 

الحمد لله المتكفل بأرزاق العباد، الآمر خلقه بالشكر له، وكلما شكروا زاد ذو الفضل الواسع، فلا تنقص خزائنه وما لها من نفاد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.

 

أما بعد: فاتقوا الله يا عباد الله، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

أيها المسلمون: عبادة عظيمة وركن من أركان الدين ودعامة أساسية من دعائم الإسلام الراسخة وركيزة هامة للشأن المالي في المجتمع الإسلامي إنها فريضة الزكاة، قرنها الله تعالى بالصلاة في عشرات المواضيع فرضها سبحانه على جميع أصحاب الشرائع، وذكرها في وصاياه إلى رسله، وفي وصايا رسله إلى أممهم، يقول تبارك وتعالى عن إبراهيم وإسحق ويعقوب ﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 73]، وامتدح بها إسماعيل بقوله ﴿ وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾ [مريم: 55]، ويقول على لسان عيسى عليه الصلاة والسلام في مهده ﴿ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ﴾ [مريم: 31]، وهي ركن من أركان الإسلام وعنوان على الدخول فيه واستحقاق لإخوة المسلمين كما قال تعالى ﴿ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾ [التوبة: 11]، وهي صفة عباد الله المتقين كما قال جل وعلا ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 3].

 

والزكاة فريضة لازمة يكفر من جحدها، ويفسق من منعها، ويقاتل من تحدى جماعة المسلمين بتركها، وحسبنا أن الخليفة الأول أبا بكر الصديق رضي الله عنه جهز أحد عشر لواء لمقاتلة قوم امتنعوا عن أداء الزكاة وقال كلمته المشهورة (والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه).

 

والزكاة يا عباد الله: ليست تبرعاً يتفضل به غني على فقير أو كبير على صغير، إنما هي حق في أموال الأغنياء، والتهاون في دفع الزكاة أما بسبب ضعف الوازع الإيماني أو الغفلة عن ما أوجبه الله أو التسويف أو حب المال - والعياذ بالله - مصيبة كبرى وعواقبها وخيمة في الدنيا والآخرة، قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 34، 35]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته مثل له ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة ثم يأخذ بلهزمتيه يعني بشدقيه ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك) ثم تلا ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 180].

 

عباد الله: لقد شرع الله الزكاة لمقاصد سامية ومنافع رفيعة، فهي تطهر المال وتنميه وتزيده بركة قال تعالى ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103]، وهي أجر عظيم يثاب عليها المسلم المزكي وبركة في عمره ووقته وتجارته وهي تحمي المجتمعات من الفساد والجرائم الخلقية التي تتولد عن الفقر والعوز والحاجة، وفي الزكاة توطيد لدعائم المحبة والمودة بين أبناء المجتمع الفقراء والأغنياء من المسلمين، وللزكاة دور عظيم في نشر الدعوة الإسلامية، فكما أن الإسلام ينتشر بالإقناع والبيان فهو ينتشر بالبذل والعطاء، ولهذا جعل الله جلت حكمته نصيباً من أموال الزكاة للمؤلفة قلوبهم، وهم الذين يرجي تأليف قلوبهم باستمالتهم إلى الإسلام ودخولهم في دين الله عز وجل أو لتثبيت أقدامهم فيه أو رجاء نفعهم في الدفاع عن المسلمين، أو كفاً لشرهم عنهم، ومن العلماء من وسع مفهوم (وفي سبيل الله) لتشمل كل ما يدعو إلى الإسلام ويدافع عن دولته وأفراده ومكتسباته.

 

أيها المسلمون: الزكاة لا تجب إلا في أصناف محددة وبشروط وضوابط جاءت في القرآن والسنة وبأحكام معروفة لدي الفقهاء وحري بكل مسلم أن يسأل عما يخص تجارته أو ما يملك من أرصدة ويمكن أن نذكر ببعض الأمور العامة في هذه العجالة.

تجب الزكاة في الأموال النقدية إن كانت سيولة لدي الإنسان أو في حسابه الجاري أو عند غني مستعد للوفاء، وبلغت نصاباً ومضى عليها سنة هجرية أما إن كانت الديون عند معدم أو مماطل أو في مساهمات متعثرة فلا زكاة فيها حتى يقبضها لأنها قبل قبضها في حكم المعدوم.

 

وتجب الزكاة إذا حان وقتها دون تأخير كالحال في الصلاة والصيام وأما تقديم الزكاة فلا بأس به خاصة كان فيه حاجة ملحة، وإن كان للمسلم عقار يسكنه أو سيارة يركبها أو آلات لفلاحة أو صناعة وكذا يقال في كل ما أعد للاستعمال بما فيه ما تدخره النساء من حلي للمناسبات فلا زكاة عليه في ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة)، ولا تحل الزكاة لغني ولا لقوي مكتسب وإذا أعطاها المسلم شخصاً غلب على ظنه أنه مستحق وتبين أنه غير مستحق أجزأت عنه والإثم يكون على ذلك الذي لا يستحقها ويجوز أن يدفعها المسلم إلى أقاربه الذين لا تجب نفقتهم عليه إن كانوا مستحقين لها وهي صدقة وصلة ولا يجوز للشخص أن يقي بها ماله أو يدفع بها عن ذمة الآخرين، أو يقضي ديناً له على فقير ومن مضت عليه سنوات لم يؤد زكاتها لزمه إخراج الزكاة عن جميعها والتوبة والاستغفار عن تأخيرها.

 

والأصل أن المسلم يتولى صرف زكاته بنفسه وله أن يعهد بتوزيعها إلى من يثق به من الأمناء الأقوياء أو الجهات الخيرية المعتبرة والموثوقة ولا يجوز للوكيل استثمار أموال الزكاة ولا الاتجار بها بل عليه أن يعجل بإخراجها لمستحقيها.

 

وعلى كل مسلم أن يعلم أن الزكاة لا تبرأ منها الذمة حتى توضع في الموضع الذي عينه الله عز وجل في كتابه الكريم في الأصناف الثمانية ولا بد فيها من الإخلاص لله رب العالمين، فلا يكون فيها رياء ولا سمعة ولا منة ولا أذى على الفقراء والمساكين، بل هي حق لهم في ذلك المال خالصة لله من كل شائبة تشوبها لئلا يحبط عمل المسلم بذلك، معتقداً فرضيتها ووجوبها عليه.

 

وبعد أيها المسلمون: فهذا حديث مختصر عن شريعة الزكاة وعن وجوبها وما ينتظر دافعها من الأجر والنماء والبركة وما ينتظر مانعها من محق البركة وآفات الدنيا وعذاب الآخرة وكيف وإن هذه الشعيرة تحمي المجتمع المسلم من الآفات والشرور وتقوي دولته وتحمي حدوده وتنشر دين ربه ولو أن الزكاة تؤدى في مجتمعات المسلمين حقيقة وتدفع لمستحقيها لأصبح الفقراء أغنياء.

 

إخوة الإسلام: شهر رمضان شهر البر والإحسان شهر المواساة والرحمة شهر الإنفاق والصدقة، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، فكان أجود بالخير من الريح المرسلة، ودفعه الزكاة في شهر رمضان ما لم تكن مؤخرة عن وقتها لها فضيلة ومزية.

 

ألا فاتقوا الله أيها المسلمون وقوموا بما أوجبه الله عليكم من فرائض الدين واعتصموا بحبل الله المتين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المزمل: 20].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
عبد الحليم حسين عثمان - كينيا 30-08-2020 06:10 PM

مفيد ونافع جدا. جزاكم الله خيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة