• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / خطب رمضان والصيام


علامة باركود

خطبة وداع رمضان

أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي


تاريخ الإضافة: 4/7/2016 ميلادي - 29/9/1437 هجري

الزيارات: 103761

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة وداع رمضان


الخطبة الأولى

أما بعد:

عباد الله، سعادةٌ غامرة تملأ جوانحنا إذ بُلِّغنا هذا الشهر العظيم، فصمنا وقمنا وقرأنا القرآن وتصدقنا وأقبلنا على الأعمال الصالحة وقلوبنا يتجاذبها خوفٌ ورجاءٌ، والألسن تلهج بالدعاء أن يتقبّل الله الصيام والقيام والطاعات لنا ولجميع المسلمين، وأن يجعلنا من عتقائه من النار، فطوبى لمن اغتُفِرت زلتهُ، وتُقُبّلت توبتُه، وأقيلت عثرته. فنحمد الله ونشكره لما وفقنا وأعاننا على الصيام والقيام.

 

هكذا مضت الليالي مسرعة، بالأمس كنا نستقبل رمضان، وهذه الأيام نودِّعه، ولا يدري أحدنا: هل يستقبلُه عاماً آخر؛ أم لا؟ نسأل الله أن يعيده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.

 

الاستغفار - عباد الله - ختام الأعمال الصالحة، تختم به الصلاةُ والحج وقيام الليل والمجالس، وكذلك ينبغي أن يُختم به الصيام، لِنُقَوّم به غمرات الغفلة والنسيان، ونمحو به شوائب التقصير، فالاستغفار يدفع عن النفس الشعورَ بالكبر والزهوَ بالنفس والعجبَ بالأعمال، ويورثها الشعورَ بالتقصير، وهذا الإحساس يدفع لمزيد عملٍ بعد رمضان، فتزداد الحسنات ويثقل الميزان، يبين ابن القيم رحمه الله حاجةَ الطائعين إلى الاستغفار فيقول: (الرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها، وأرباب العزائم والبصائر أشدُّ ما يكونون استغفاراً عقب الطاعات، لشهودهم تقصيرهم فيها، وتركِ القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه) انتهى كلامه.

 

أيها الإخوة الكرام لقد غرس رمضانُ في نفوسنا خيراً عظيماً، صقل القلوب، أيقظ الضمائر، طهّر النفوس، ومن استفاد من رمضان فإن حاله بعد رمضان خير من حاله قبله، ومن علامات قبول الحسنةِ الحسنةُ بعدها، فاجعل - أخي الصائم - من نسمات رمضانَ المشرقةِ مفتاحَ خيرٍ سائر العام.

 

وإذا كنا نودّع رمضانَ فإن المؤمن لن يودّع الطاعة والعبادة، بل سيوثِّق العهد مع ربه، ويقوي الصلة مع خالقه ليبقى نبع الخير متدفقاً، فالمؤمن يواصل الطاعة تلو الطاعة بإقبال وخشوع، وخوف ورجاء ومحبة لله رب العالمين.

 

ومن الأعمال الصالحة بعد رمضان صيام ست من شوال، قال صلى الله عليه وسلم : ((من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر)) [أخرجه مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه].

 

ومن الصيام المستحب أيضاً صوم يومي الاثنين والخميس حيث تعرض فيهما الأعمال على الله جل وعلا، وكذلك صيام الأيام البيض من كل شهر وهي اليوم الثالث عشر ويومان بعده، وصوم يوم عرفة، ويوم عاشوراء، والصوم في عشر ذي الحجة، وفي شهري محرم وشعبان.

ومن الأعمال الصالحة بعد رمضان المحافظةُ على صلاة الجماعة والسنن الرواتب، وصلاةُ ما تيسر في الليل وختامها بالوتر.

 

ومن الأعمال الصالحة بعد رمضان مواصلة تلاوة القرآن وذلك بتلاوة ما تيسر كلَّ يوم، فالقرآن نور لقارئه في الدنيا؛ وشافع له في الآخرة.

 

عباد الله، للصائم فرحتان؛ فرحةٌ عند فطره، بما أكرمه الله وأعانه ووفقه من الصيام وغيره من الطاعات، وفرحةٌ بما أحل الله ورزقه وأفطر عليه، والفرحة العظمى للصائم عند لقاء ربه، لما يرى من عظيم الأجر من رب العالمين في جنات عدن.

نسأل الله أن يرزقنا الفرحتين، أقول ما سمعتم وأستغفر الله..

 

الخطبة الثانية

أما بعد:

تحتفل الأمة قريباً بنعمة إتمام شهر رمضان، فتفرح في العيد تعبدًا لله وشكرًا. وهناك أمور تُستحب في ليلة العيد ويومه، فيشرع التكبير من غروب شمس ليلة العيد إلى صلاة العيد، قال تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، وكان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد). ويُسنّ جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت إعلاناً بتعظيم الله، وإظهاراً لعبادته وشكره.

 

أخي المسلم، شرع لك مولاك عز وجل زكاة الفطر؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاةَ الفطر طهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعمةً للمساكين ))، وتكون صاعاً من طعام الناس كالأرز والقمح ونحوها، عن الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والعبد من المسلمين، وأفضل وقتٍ لإخراجها قبل صلاة العيد، ويجوز قبل يوم العيد بيوم أو يومين، ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد بغير عذر. والأفضل أن يباشر المسلم هذه العبادة بنفسه، ومع ذلك يجوز له أن يوكل في إخراجها ولو كان ذلك التوكيل مبكرا؛ سواء ذلك التوكيل لشخص آخر أو لجهة خيرية؛ المهم أن تُخرج في الوقت المحدد بالصفة المشروعة طعاما.

 

ويستحب الاغتسال والتطيب للرجال قبل الخروج للصلاة، صح عن سعيد بن جبير رحمه الله أنه قال: (سنة العيد ثلاث: المشي والاغتسال والأكلُ قبل الخروج). وكذا التجمل بأحسن الملابس، فقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبةٌ يلبسها في العيد وفي يوم الجمعة.

 

والنساء يشهدن الخيرَ ودعوةَ المسلمين؛ فيشهدن العيد مع المسلمين حتى الحُيّض، ولكن الحيّض يعتزلن المصلى، ويجب على النساء أن يبتعدن عن الزينة والطيب عند خروجهن.

 

ومن السنة أكلُ تمراتٍ وتراً قبل الذهاب إلى المصلى، لما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات وترا.

 

ويستحب التهنئة بالعيد لثبوت ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم ومن ذلك قول: تقبّل الله منا ومنكم، وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة.

 

إخوة الإسلام، إنَّ عيدَ المسلمين مناسبةٌ لنبذ الشحناء والبغضاء، والانتصارِ على المشاعر والأحاسيس التي ينـزغ بها الشيطان، فهلا جعلنا عيدنا منعطفاً حقيقياً في علاقتنا مع أقاربنا وجيراننا وإخواننا بقلوب صادقة ونفوس طاهرة؟!

اللهم ألّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا.

اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا، وتجاوز عن سيئاتنا وتقصيرنا.

 

اختصار ومراجعة: الأستاذ عبدالعزيز بن أحمد الغامدي





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة