قيام رمضان لعبدالرحمن المعلمي

من مصنفات الصيام

قيام رمضان

لعبدالرحمن المُعلِّمي

من مصنفات الصيام التي تناولت مسألة من مسائل الصيام تشعَّبت بشأنها الأقوال؛ ألا وهي مسألة صلاة التراويح، وقيام الليل جماعةً في رمضان، وصفة صلاة التراويح، وقد أفرد العلامة عبدالرحمن المُعلِّمي هذه الرسالة ببيان الراجحِ من تلك الأقوال، متتبعًا أدلَّتَها، بحيث صارت هذه الرسالة فريدةً في بابها في حلِّ مسائل الخلاف الفقهي.

وقد تمَّ بحث هذه المسألة من الناحية الحديثيَّة الفقهيَّة والأصوليَّة بحثًا يُحتذَى به.

أصل الكتاب:

رسالةٌ صغيرة للعلامة عبدالرحمن بن يحيى المُعلِّمي اليماني، وجدت نسختها في مكتبة الحرم المكي الشريف تحت رقم (4657) عام، وهي نسخة وحيدةٌ قام بنسخها المحقِّق، وهذه النسخة بخطٍّ دقيق جيد، وعليها بعض التهميشات، بعضُها مقروء وبعضها لا يُقرَأُ، وذلك بعد أن جار عليها التجليدُ.

وعدد أوراقِها 13 و 18 سطرًا، ومقاسها 28×13 سم.

المؤلف:

العلامة عبدالرحمن بن يحيى بن علي بن أبي بكر المُعلِّمي العتمي اليماني، ولد في أول سنة 1313 ه‍ـ بقرية "المحاقرة" من عزلة "الطفن" من مخلاف "رازح" من ناحية "عتمة" في اليمن، تربَّى في كفالة والده، وكان من خيار تلك البيئة، وهي بيئة يغلب عليها التديُّن والصلاح.

قرأ القرآن على رجلٍ من عشيرته وعلى والدِه، ثم سافر إلى الحجريَّة حيث كان أخوه الأكبر محمد بن يحيى كاتبًا في محكمتها الشرعية، والتحق بمدرسة تعلَّم فيها القرآن، والتجويد، والحساب، واللغة التركية "إبان الحكم العثماني" فمكث مدةً فيها.

ثم ذهب إلى بلدِه الطفن، ودرس على الفقيه العلامة أحمد بن محمد بن سليمان المُعلِّمي، وكان متبحرًا في العلم، مكث بزبيد مدة طويلة، وأخذ عنه شرح أبي شجاع، مع مراجعة حواشي الباجوري عليه، والمنهاج؛ للنووي وغير ذلك.

وسافر إلى جيزان لما استقرَّ الحكم للإماميَّة باليمن، والتحق بعمل مع السيد محمد الإدريسي "أمير عسير" حينذاك، فولَّاه رئاسة القضاء، ومكث مع الإدريسي حتى توفي سنة (1341هـ)، ثم رحل إلى عدن وأقام فيها سنة اشتغل بالتدريس والوعظ والإرشاد.

ثم رحل إلى الهند، فكان أحد أعضاء دائرة المعارف العثمانية في قسم التصحيح والتحقيق، ومكث فيها إلى سنة (1371هـ) ثم ذهب إلى مكة المكرمة وعين أمينًا لمكتبة الحرم المكي حتى تُوفِّي عام ست وثمانين وثلاثمائة وألف من الهجرة (1386هـ).

والمُعلِّمي عالم محقِّق في الفقه والنحو، شاعر وأديب، وكان مُبرّزًا في علوم الحديث، وكانت له يد بيضاء في نصر السنة، والذَّوْد عن حِماها، قال عنه العلَّامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: "العلامة عبدالرحمن اليماني المُعلِّمي رحمه الله... رجلٌ خبير بهذا العلم الشريف، يعرف قدر كتب السنة وفضلها وتأثيرها في توحيد الأمة إلى ما يسعدها في دنياها وأخراها".

له كتب علمية نافعة منها: "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل"، "الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة من الزلل والتضليل والمجازفة"، "رسالة في علم الرجال وأهميته"، "طليعة التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل"، "مقام إبراهيم وهل يجوز تأخيره عن موضعه عند الحاجة لتوسيع المطاف"، "القائد إلى تصحيح العقائد" (طبع في آخر التنكيل)، تحقيق "تذكرة الحفاظ"؛ للذهبي، تحقيق "الفوائد المجموعة"؛ للشوكاني، تحقيق "مُوضِح أوهام الجمع والتفريق"؛ للخطيب البغدادي.. وغيرها.

الكتاب:

استعرض الكاتب في رسالته فضل قيام الليل في رمضان، وحثَّ الصحابة على ذلك، مستعرضًا في رسالته بعض الصور الثابتة لقيام الليل من خلال الأحاديث وآثار الصحابة، وبين السبب في ترك النبي صلى الله عليه وسلم صلاتها جماعة، وكيفية قيام الليل في عهده صلى الله عليه وسلم، ثم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومقارنة علمية منتقاة بين حديث عائشة وحديث زيد رضي الله عنهما في ائتمام الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في قيام الليل في رمضان.

وبيان السبب في عدم قيام الخليفة أبي بكر بالناس في رمضان في قيام الليل في رمضان، وتأخر عمر بن الخطاب حتى آخر خلافته في الأمر بالقيام لصلاة التراويح.

وبيان أن الصحابة لم ينكروا على من قام بالناس في المسجد بالوافدين من الآفاق ممن ليس معهم كثير من القرآن، ولهم مع ذلك رغبة في القيام في رمضان، فكان ذلك حجة على صحة اجتهادهم وخروج ذلك العمل المتصل عن البدعة، حتى جمعهم عمر على إمام واحد وهو "أُبيُّ بن كعب"؛ لعدم التفرُّق والتحزُّب داخل المسجد، وحتى لا يُشوِّش بعضهم على بعض.

ورد شبهة "نعمَتِ البدعة هذه" في قول سيدنا عمر رضي الله عنه، من حيث أنه أراد البدعة لغةً لا اصطلاحًا كما تعورف عليه.

وقد رجَّح المُعلِّمي السُّنة في إحدى عشر ركعة في قيام الليل في رمضان، وهو الأفضل، وفي بعض الليالي ثلاث عشرة بعد المفاضلة بين الأقوال المختلفة في عدد ركعات صلاة التراويح.

كما تولى الرد على سؤال: هل الأفضل صلاتها في البيت أم في المسجد مع الجماعة على الأغلب؟

وبيان أحوال العلماء في هذه المسألة، والاستدلال بها على أن في الأمر سَعَة.

تحقيقات الكتاب:

حقَّق الكتاب وأعده للنشر ماجد بن عبدالعزيز الزيادي، ضمن مطبوعات المكتبة المكية، الطبعة: الأولى عام 1417 هـ - 1997 م.

وقام المحقق بالتقدمة للكتاب والتعريف به، والتعريف بنسخة الرسالة التي قام بالتحقيق عليها، ووضع صور ضوئيَّة لها، مع إلحاق المقدمة ببعض الخطب التي كان يلقيها الشيخ المُعلِّمي رحمه الله في شهر رمضان حينما كان في عسير معتمدًا على نسخ خطية للشيخ وجدت مع نسخة الرسالة.