• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مقالات


علامة باركود

رمضان ويوم الفرقان

رمضان ويوم الفرقان
محمد بن محمود الصالح السيلاوي


تاريخ الإضافة: 22/6/2016 ميلادي - 17/9/1437 هجري

الزيارات: 4254

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رمضان ويوم الفُرقان


إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فهو المهتدِ، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فإن مِن الأجواء الرمضانية التي يعيشها المسلم: جوَّ الجهاد في سبيل الله تعالى، وأنه شهر الفتوحات والمعارك الكبرى في تاريخ الإسلام، وأُحب أن أتحدث اليوم مع إخواني الصائمين عن يوم عظيم مِن أيام الله، أظهَر الله فيه الحقَّ وأهله، ودحَر فيه الباطل وحِزبه، وهو يوم الفرقان، يوم بدر، وهي أول غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كانت في مِثل هذا اليوم، في السابع عشر من رمضان، في العام الثاني مِن الهجرة النبوية الشريفة، ولم يكن الإسلامُ يومها إلا في المدينة، مع تلك العصابة الصغيرة، حيثُ وقعت تلك المعركة العظيمة، التي جمع الله فيها بين جيش كامل التسليح، مع جيش قليل متواضع التسليح؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [آل عمران: 123].


ولقد كان سببُها محاولةَ جيش المسلمين اعتراضَ قافلة تجارية لقريش، فجمعهم الله مِن غير ميعاد، فخرج جيشُ المسلمين مؤمنين متوكلين، وخرج أولئك المشركون بَطَرًا ورِئاءَ الناس؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ﴾ [الأنفال: 7].


ولَمَّا تحقَّق ما أراد الله تعالى في هذا الخروج مِن المواجهة الحتمية بين الفريقين، جعَل النبي صلى الله عليه وسلم يستشير أصحابه في القتال، فقام المقداد بن عمرو رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله، امضِ لِما أراك الله؛ فنحن معك، واللهِ لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ﴾ [المائدة: 24]، ولكن اذهَبْ أنت وربُّك فقاتِلا، إنا معكما مقاتِلون؛ فوالذي بعثك بالحق، لو سِرْتَ بنا إلى بَرْكِ الغِماد، لجالدنا معك من دونه، حتى تبلُغَه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا، ودعا له به، ثم قال رسول الله صلى الله عليه سلم: ((أشيروا عليَّ أيها الناس))، وإنما يريد الأنصار؛ وذلك أنهم عدد الناس، وأنهم حين بايعوه بالعقبة، قالوا: يا رسول الله، إنا بَراءٌ مِن ذِمامِك حتى تصل إلى ديارنا، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا، نمنَعُك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوَّفُ ألا تكون الأنصار ترى عليها نصره إلا ممن دَهِمَه بالمدينة مِن عدوه، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو مِن بلادهم، فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟! قال: ((أجل))، قال: فقد آمنَّا بك وصدقناك، وشهِدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودَنا ومواثيقنا، على السمع والطاعة، فامضِ - يا رسول الله - لِما أردتَ فنحن معك؛ فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضتَ بنا هذا البحر فخضتَه، لخضناه معك، ما تخلَّف منا رجلٌ واحدٌ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصُبرٌ في الحرب، صُدقٌ في اللقاء؛ لعل الله يريك منا ما تقَرُّ به عينُك؛ فسِرْ بنا على بركة الله، فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد، ونشَّطه ذلك، ثم قال: ((سِيروا وأبشِروا؛ فإن اللهَ تعالى قد وعَدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظُرُ إلى مصارعِ القوم))[1].


نزلت قريشٌ بالعُدوة القصوى من الوادي، ونزل المسلمون بالعُدوة الدنيا، كما أخبر الله تعالى عنهم فقال: ﴿ إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 42]، وشاركت الملائكةُ، واستبسل المؤمنون، وظهر المسلمون بنَصر الله، وتجلَّى ثبات الرجال، وهُزم المشركون، وقُتل صناديدُ الكفر من قريش، وقُتل رأسهم أبو جهل، وفرَّ منهم من فر، وقُطع دابر الكافرين، وتهيبت الأعرابُ رسولَ الله وأهل المدينة، وارتفعت راية الإسلام، وكانت كلمة الله هي العليا.


ومِن تلكم البطولات التي سجلها لنا التاريخ خبر عُمير بن الحُمَام؛ فإنه قبل بَدء المعركة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يردد ويقول: ((قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض))، فقال عمير بن الحُمَام الأنصاري: يا رسول الله، جنةٌ عرضها السموات والأرض؟! قال: نعم، قال: بَخٍ بَخٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما يحملك على قولك: بَخٍ بَخٍ؟))، قال: لا والله - يا رسول الله - إلا رجاءةَ أن أكون مِن أهلها، قال: ((فإنك مِن أهلها))، فأخرج تمراتٍ مِن قَرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قُتل[2].


ومنها أيضًا: ما قصه عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه مِن خبر مَقتل فرعونِ هذه الأمة فقال: (بينا أنا واقفٌ في الصف يوم بدر، نظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلَعَ منهما، فغمزني أحدهما، فقال: يا عم، هل تعرف أبا جهل؟ قال: قلت: نعم، وما حاجتك إليه يا بن أخي؟ قال: أُخبِرتُ أنه يسُبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي نفسي بيده، لئن رأيته لا يُفارق سوادي سوادَه حتى يموت الأعجلُ منا، قال: فتعجبت لذلك، فغمزني الآخر، فقال مثلها، قال: فلم أنشَبْ أن نظرت إلى أبي جهل يزول في الناس، فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، قال: فابتدراه فضرباه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبراه، فقال: ((أيكما قتله؟))، فقال كل واحد منهما: أنا قتلت، فقال: ((هل مسحتما سيفيكما؟))، قالا: لا، فنظر في السيفين، فقال: ((كلاكما قتله))، وقضى بسَلَبِه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، والرجلان: معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء)[3].


هذه بعض مواقف وأجواء تلك الغزوة العظيمة، وهي تستحق التدوين، والترديد، بلا ملَل ولا كلَل، ونحن نعيش في شهر رمضان، الشهر الذي سُطرت فيه هذه البطولات العظيمة.


والحمد لله رب العالمين

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا وعلى آلِه وأصحابِه أجمعين



[1] سيرة ابن هشام، طبعة البابي الحلبي: 1/ 615.

[2] مسلم: 1901.

[3] مسلم: 1752.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة