• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / خواطر صائم / مقالات


علامة باركود

بين يدي رمضان

بين يدي رمضان
محمد بن محمود الصالح السيلاوي


تاريخ الإضافة: 6/6/2016 ميلادي - 1/9/1437 هجري

الزيارات: 6805

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين يدَيْ رمضانَ

 

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فهو المهتدِ، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فيا أيها الإخوة الصائمون والصائمات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية من عند الله طيبة مباركة، وأبدأُ بتهنئتكم بحلول شهر الخير والرحمة، والبركة والمغفرة؛ فبارَك الله لكم في شهركم هذا، وأعانكم اللهُ على صيامه كما يحبُّ سبحانه ويرضى، وتمم عليكم نعمتَه بقَبول أعمالكم.

 

قال يحيى بنُ أبي كثير رحمه الله: (كان مِن دعائهم: اللهم سلِّمْني إلى رمضانَ، وسلِّمْ لي رمضان، وتسلَّمْه مني متقبلًا)[1]، وكان - يحيى بن أبي كثير - قد لقي بعضَ الصحابة، وأخَذ عنهم الحديث.

 

وقد ورَد عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يُبشِّر أصحابه: ((قد جاءكم رمضان، شهرٌ مبارك، افتَرَض الله عليكم صيامه))؛ (رواه أحمد)[2].

 

والذي ينبغي على المسلم إذا أقبل موسم الطاعة ألا يفرِّطَ فيه، وأن يستغله ساعة بساعة، فلا يكونن من المغبونين، بل يكون من السابقين إليه والمتنافسين.

 

قال تعالى: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21]، وقال: ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26].

 

وإذا كان أهل التجارة في دنياهم يحرصون على استغلال مواسم التجارة والبيع في أثناء العام؛ حيث إنها تجلب لهم الأرباح العالية في أيام قليلة، وربما ظل بعضهم سائر العام لا يعمل، أو في حالة من الركود التجاري - فإنه حتمًا لا يفرط في استثمار أيام الموسم إذا أقبلت إليه، بل إنه يقوم بالاستعداد للموسم قبله بأسابيع؛ ليكونَ على أتم الاستعداد لاستقبال الموسم عند حلوله.

 

ولقد كان هذا شأنَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في استغلال مواسم الطاعة، فكان إذا أقبل رمضان شمَّر عن ساعد الجِد والنشاط؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودُ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريلُ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة)[3].

 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فوائد هذا الحديث: (وفي الحديث من الفوائد: تعظيمُ شهر رمضان؛ لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه، ثم معارضته ما نزل منه فيه، ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه، وفي كثرة نزوله مِن توارد الخيرات والبركات ما لا يُحصى، ويستفاد منه: أن فضلَ الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة، وفيه أن مداومةَ التلاوة توجب زيادة الخير، وفيه استحبابُ تكثيرِ العبادة في آخِرِ العُمر)[4].

 

إخواني الصائمين، لقد كان لسلفنا الصالح شأنٌ في استقبال رمضان، الذي هو مِن أعظم مواسم الطاعة، والتوبة والعودة إلى الله، ومما ينبغي على المسلم أن يحرص عليه في استقبال هذا الشهر الكريم: أمور، منها ما يلي:

أولًا: استقبال هذا الشهر بالفرح والابتهاج؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفرحُ ويبتهج بقُرب رمضان ومجيئه، ومن ذلك ما سبق مما ذكره عنه ابن عباس رضي الله عنهما؛ حيث يكون أجود الناس، والجودُ صفة مقترنة بالفرح والسرور، ألا ترى الرجل إذا جاءه الخبر يسرُّه يسارع إلى منح الهدية أو الصدقة؛ ليُعبِّر عن سعادتِه وفرحته!

 

ثانيًا: ينبغي استقبال رمضان بالدعاء؛ بأن يبلغَك الله شهر رمضان، ويُعينك على الصيام والقيام، والقراءة، وسائر الأعمال الصالحة فيه، واستغلاله كما يحب الله تعالى.

 

ثالثًا: عليك - أخي الصائم الكريم - أن تتعلم الأحكام المتعلقة بتصحيح هذه العبادة؛ لئلا ترتكبَ ما ينقُضها أو ينقُصها أو يُفسدها؛ وذلك بحضور الدروس العلمية في المساجد، أو متابعة البرامج الدينية الإذاعية أو المتلفزة، أو بسؤال العلماء عما قد يعرِضُ لك في صيامك، ومن ذلك - مثلًا - أن تقرأ كتابًا مبسطًا لمن تثق به من العلماء.

 

رابعًا: أن تستقبل رمضان بصفحة بيضاء مشرقة مع الله سبحانه وتعالى؛ بالتوبة الصادقة، ومع الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بطاعته فيما أمر، واجتنابِ ما نهى عنه وزجر، ومع الوالدين والأقارب والأرحام والزوجة والأولاد؛ بالبِرِّ والصلة، والإحسان إليهم.

 

خامسًا: وهو مِن أهم ما ينبغي استقبال الشهر به؛ استقباله بالتخطيط، والعزم الصادق على استغلاله، مِن خلال برنامج يومي نستغل فيه جميع ساعاته؛ فكثير من الناس يمر به رمضان تلو الآخر دون الاستفادة منه كما ينبغي، والسبب في ذلك يرجع إلى أمرين: إما ضعف العزيمة، وإما عدم التخطيط.

 

أخي الكريم، لنستقبِلْ هذا الشهر بالبهجة والسرور، ثم لنستقبِلْ هذا الشهر بالعزيمة الصادقة على التوبة النصوح، والقيام بالأعمال الصالحة فيه.

 

ويجب صيامُ شهر رمضان بأحد أمرين:

أولًا: برؤية هلاله؛ وذلك بشَهادة عدل ثقة قوي البصر؛ لِما أخرجه أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: (تراءى الناسُ الهلالَ، فأخبرتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أني رأيته؛ فصامه، وأمَر الناسَ بصيامه)[5].

 

ثانيًا: بإكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يومًا؛ لأن الشهرَ لا يزيد عن ثلاثين؛ لِما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنا أمةٌ أميةٌ، لا نكتب ولا نحسُبُ، الشهر هكذا وهكذا))؛ يعني: مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين[6].

 

وكذا في ثبوت آخر الشهر، فإما أن يُرى هلال شوال، ولو مِن عدلٍ واحد قوي البصر، وإما أن تكتمل عدة الشهر ثلاثين.

 

ولا يجوزُ صيام يوم الشك، وهو اليوم الثلاثون مِن شعبان؛ لِما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ((لا تَقَدَّموا رمضان بصوم يوم ولا يومين، إلا رجلٌ كان يصوم صومًا، فليصُمْه))[7].

والحمد لله رب العالمين

وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وأصحابه أجمعين



[1] رواه أبو نعيم عن ابن أبي كثير في الحلية: 3/ 69.

[2] أحمد في المسند برقم: 7184، طبعة مؤسسة الرسالة.

[3] البخاري برقم: 6، ومسلم برقم: 2308.

[4] فتح الباري: 9/ 45.

[5] أبو داود: 2342.

[6] البخاري: 1913، ومسلم: 1080.

[7] البخاري: 1914، ومسلم: 1082.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة