• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / ملف الصومال


علامة باركود

الإنسان آخر الاهتمامات

الإنسان آخر الاهتمامات
سهاد عكيلة


تاريخ الإضافة: 1/10/2011 ميلادي - 4/11/1432 هجري

الزيارات: 7145

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حضارة القرن 21

الإنسان آخر الاهتمامات!


"رأيتُ أولادي اليتامى يموتون واحدًا بعد الآخر، ولم أستطع مساعدتَهم"[1]!

 

لم يكن ما تقدَّم مشهدًا من (فيلم درامي) حزين، إنَّه عيِّنة من قصة حقيقيَّة، تحدث كلَّ يوم في جزءٍ من هذا العالم، قصة تحكي مصيبة "بتول حسن"؛ المرأة الصوماليَّة التي فقدَتْ خمسةً من أبنائها الثَّمانية بسبب الجوع والمرض، وهي في طريق رحلتها هربًا من المجاعة! عبدالله وحسن ومحمود وفارح ويوسف، أطفالها الخمسة الذين عاشوا أيتامًا، وماتوا جائعين، تاركين أمًّا ثَكْلى تجتهد في إنقاذ من بقي لها من أبنائها.

 

رُوحٌ مُعَلَّقةٌ عَلَى شَجَرَهْ
جَفَّتْ.. لِكَفِّ المَوْتِ مُنتَظِرَهْ
نَمْ هَا هُنَا، لاَ أَهْلُ إيمَانٍ
يُجْدُونَنَا غَوثًا! وَلاَ الكَفَرَهْ
يَأْسًا أَشَاحَتْ عَنْهُ، وَانْطَلَقَتْ
وَالنَّارُ فِي الأَحْشَاءِ مُسْتَعِرَهْ
فِي حِضْنِهَا طِفْلٌ تَخُوضُ بِهِ
بَحْرَ الْمَنَايَا، تَجْتَلِي قَدَرَهْ
تَرْنُو إِلَى شَطِّ الْحَيَاةِ عَسَى
شَهْمٌ يَمُدُّ الكَفَّ أَوْ بَصَرَهْ
قَدْ أَشْرَفَتْ وَالْمَوْتُ مُنْسَكِبٌ
فَهُوَ الوَحِيدُ يُذِيقُهَا مَطَرَهْ [2]

 

أجل، ففي الصُّومال مُعاناةٌ إنسانيَّة كبرى تلخِّص حكاية ظلم الإنسان للإنسان، وتدلِّل على نتيجة مِن نتائج البُعد عن تَطْبيق منهج الله.

 

فالمَجاعة تهدِّد ما يزيد على 12 مليون إنسان، وتحصد أرواحَ 65 طفل يوميًّا في مخيَّمات اللاجئين، ويبلغ عددُ الأطفال المهدَّدين بخطر الموت في القرن الإفريقيِّ 720 ألف نسمة! ويحتاج هذا البلد إلى 1,6 مليار دولار، ولا يجد مِن المجتمع الدَّولي، ولا من حكومات البلاد الإسلاميَّة إلا الوعود، في حين كان بالإمكان تَفاديها منذ سنوات؛ فقد أصدرَت منظمة الزِّراعة والأغذية (الفاو) في عام 2006م تقريرًا يحذِّر من مجاعة متوقَّعة في القرن الإفريقي ستؤثِّر سلبيًّا على 120 مليون نسمة.

 

ويُترك هؤلاء المسلمون؛ لتتحكَّم مؤسسات الإغاثة الدوليَّة في مصائرهم، ولتعبث بمقدَّرات وخيرات بلادهم، ولتعمل على قَوْلبة عقولهم وأفكارهم؛ لتحويلهم عن دينهم.

 

يَحْدث كلُّ ذلك في الوقت الذي تغرق فيه قطاعاتٌ واسعة من أبناء المسلمين في ثَرائها، وتتنقل بين الأطبَّاء لمعالجة آثار الترَف والتُّخمة!!

 

وكذلك يحدُث في الوقت الذي تُراق فيه أموالُ المسلمين على الفنادق الأسطوريَّة، واللاعبين الأسطوريين، و...، حيث تتراوح تكلفة الإقامة في أحد الفنادق العربية ما بين 700 إلى 25 ألف دولار لليلة الواحدة، وهو أكبر منتجَع في العالم تَم تدشينه منذ بضع سنوات في احتفالٍ بلغَتْ كلفته أكثر من 20 مليون دولار، في حين بلغت تكلفة إنشائه 1,5 مليارات دولارات.

 

وفي إحدى الدُّول العربية أيضًا اشترَت مجموعة (...) للاستثمار اللاعبَ الفرنسي "إريس سان جيرمان" واللاعب الدولي الأرجنتيني "خافيير باستوري" مقابل 43 مليون يورو؛ أيْ: "63 مليون دولار"، بحسب ما أوردَتْ وكالة أنسا الإيطاليَّة الشهر قبل الماضي!

 

عجبًا! كيف تستقيم الصُّورتان في عصرٍ واحد؟ وكيف يدَّعي العالَمُ "المتحضِّر" حرْصَه على حقوق الإنسان، ومعها حقوق الحيوان، ثم يَغِيب عنه وضع السِّياسات التي تحمي كلَّ فرد من خطر الجوع والعطش، ليس مِنَّة وإنَّما حقٌّ أصيلٌ وواجبٌ، كَفلَه خالق هذا الكون يُنتزع بالسِّلاح عندما يصل الأمر حدَّ الضرر.

 

أمَّا مَن فَهِم طبيعة المنهج الإسلامي، وحَرَص على تطبيقه، فحالُه ومُمارساته تختلف عن أفهام وممارسات كلِّ المُدَّعين.

"انثروا القمح على رؤوس الجبال؛ لكي لا يُقال: جاع طيرٌ في بلاد المسلمين".

 

عبارة تجسِّد مدرسة، عبارة تلخِّص سياسةً وفكرًا ومنهجًا، عبارة تدلِّل على مستوًى من الرُّقي الإنساني لم يُبلغ إلاَّ في عصور الخير والنُّور.

 

قالها الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز، ومِن قبله قال جدُّه لأمِّه؛ الفاروقُ عمر بن الخطاب: "لو أنَّ دابَّةً عثرَتْ في العراق، لسَألني اللهُ عنها: لِمَ لَمْ تسوِّ لها الطريق يا عمر؟".

مفارقة عجيبة بين عصر الدابَّة، وعصر الذَّرة.

 

الأوَّل: قد خاف على طيرٍ من الجوع، وهذا يُدلِّل على أنه ما جاع في عهده إنسانٌ في بلاد المسلمين.

أما الثَّاني: فقد خشي على الدابَّة من التعثُّر؛ حتَّى لا يسأله الله عنها، مما يدلِّل على أنَّ طريق الإنسان قد كانت معبَّدةً للسالكين.

 

عمر الذي خطبَ في الناس عندما وَلِيَ الخلافة، فكان مما قال: "يا أيُّها النَّاس، مَن أطاع الله وجبَتْ طاعته، ومن عصى الله فلا طاعة له، أطيعوني ما أطعتُ الله، فإذا عصيتُ الله فلا طاعة لي عليكم"، وحينها علَّقَ القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدِّيق قائلاً: "اليوم ينطق كلُّ من كان لا ينطق، إذا لم يخالف الشَّرع".

 

ومِن قبله جدُّه الفاروق الذي خطب في الناس بحضور الولاة؛ ليعرِّفهم ما لهم وما عليهم، قائلاً: "إنِّي لم أَستعمل عليكم عُمَّالي ليضربوا أبشاركم، ويشتموا أعراضكم، ويأخذوا أموالكم، ولكن استعملتُهم؛ ليعلِّموكم كتاب ربِّكم، وسُنَّة نبيِّكم - صلَّى الله عليه وسلَّم - فمَن ظلمه عاملَه بمظلمة، فلا إذن له عليَّ يرفعها إليَّ حتى أقتص منه".

 

• أما اليوم، ففي بلاد المسلمين مات الإنسان جوعًا وظلمًا وقهرًا.

 

• وفي بلاد المسلمين دَجنوا الإنسان، واستوطنوا فكره، وأزهقوا أخلاقه؛ حتَّى لا يفكِّر إلاَّ في لقمة عيشه.

 

• وفيها سياساتٌ لتجويع الإنسان، وتحويله إلى متسوِّل، يستجدي ويستعطف لكي يبقى على قيد الحياة، وأخرى لتجهيل الإنسان وتفريغه من مضمونه.

 

• في بلاد المسلمين يتعثَّر الإنسان ويَنْزلق في الحُفَر، ويغرق في مواسم الشِّتاء؛ لأنَّ الحكومات ليس لديها الوقت لكي تُعبِّد الطُّرق، أَذكر عندما كنت طفلةً أنَّ جارًا لنا انزلق في إحدى الحفر، وسبح في المجاري تحت الأرض؛ ليخرج من فتحةٍ أخرى في منطقة أخرى قريبة! وقد أُدخل المستشفى، وبقي فيها شهرًا، ثم تعافى، وعاش بعدها ما هو مقدَّر له!

 

• في بلاد المسلمين زَنازينُ لا تصلح حتَّى لعيش البهائم.

 

• وفيها يُعذّب الإنسان حتى الموت، ويُمثَّل به حيًا لأنه يطالب بحقوقه، وينادي بحريته، ولأنه يريد أن يختار غير الذي يحكمه.

 

• في بلاد المسلمين تُنتهك الأعراض وتُهدر الكرامات، ويُسلب المواطن أمنه واستقراره، ويُجرَّد من حقوقه.

هذا هو حال الإنسان في بلاد المسلمين.

 

وأنت - يا عمر - تخشى على الطير من الجوع؟ وتخشى على الدابة من التعثُّر؟ فأيَّ حضارة صنعتموها؟ وأي مراقٍ ارتقيتُموها في ظلِّ المنهج الإسلامي الذي كَفل حقوق الإنسان الفكريَّة والاقتصادية والاجتماعية والسياسية؟

 

حقًّا إنها مفارقة عجيبة بين حال الإنسان في زمانكم، وما نَعِم به من كرامة وحريَّة، وبين حال الإنسان في زماننا، ومفارقةٌ أعجب بينكم وبين حُكَّامنا اليوم، الذين لم يَفْهموا الحكم سوى كرسيٍّ مدى الحياة، وسرقة أموال الشُّعوب، وهَدْر خيرات البلاد، وعمالةٍ لأعداء الإسلام؛ لتثبيت أركان الحكم وضمان استمراريته.

 

ألا فسُحقًا لمجتمعٍ "دولي" يموت إنسانٌ واحد جوعًا في ظلِّ حكمه، وبُعدًا لحُكَّام أذاقوا شعوبَهم الويلات، وساموهم سوء العذاب.


[1] من موقع الجزيرة نت.

[2] من قصيدة بعنوان: "وجه صومالي في مرآة الموت"، نَظْم: خالد الطبلاوي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة