• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الإسراء والمعراج


علامة باركود

الإسراء والمعراج

الشيخ سيد سابق


تاريخ الإضافة: 9/7/2011 ميلادي - 7/8/1432 هجري

الزيارات: 20056

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإسراء والمعراج

 

إنَّ الله - سبحانه - أراد أن يُرِي نبيَّه من آياته، ويكشف له عن ملَكُوته، ويُطْلِعه على الغيب المحجب من أسرار الكون، وعالَمِ ما وراء الطبيعة، فكان الإسراء من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بفلسطين المقدَّسة، وكان المعراج من المسجد الأقصى إلى الملأ الأعلى، إلى سِدْرة المنتهى.

وفي الإسراء يقول الله: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

وفي المعراج يقول الله - سبحانه -: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ [النجم: 13 - 18].

 

والأمر هنا أمر معجزة، والمعجزة بطبيعتها لا تَخْضع للسنن المعروفة، ولا للقوانين المطَّردة، ولا للمقاييس المنطقيَّة، وإنما تخضع المعجزة لِقُدرة الله ومشيئته، وقدرتُه ومشيئته لا يتقيَّدان بشيء، ولا يُحَدَّان بحدٍّ، ﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [النحل: 40].

 

وإذا فهمت القضية على هذا النحو، انتفَت الشكوك التي تُسَاور بعض النفوس، وأصبَحَت الأسئلة التي تُثَار حول هذا الموضوع غير ذات موضوع؛ لأن كلَّ كلام في هذا الشأن فوق متناوَلِ العقل وفي غير نطاقه المحدود، والذي ينبغي أن يثير اهتمامنا هو: لِمَ كان الإسراءُ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؟ ولم عُنِي القرآن الكريم على غير عادته بتخصيص هذه الأماكن بالذِّكْر؟

 

إن المسجد الحرام هو أول بيت وُضِع لعبادة الله في الأرض، رَفَع قواعِدَه إبراهيمُ أبو الأنبياء وابنه إسماعيل؛ يقول الله: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 96 - 97].

ومِن ثَم كان المسجد الحرام المنارةَ الهادية التي تشِعُّ منها أنوار الإيمان، وكان له القداسة التي تستحقُّ التسجيل والتنْويه.

 

أمَّا المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، فهو الحرَمُ الثاني الذي بُني بعد الحرم الأول؛ ليكون مركز هداية تنبعث منه أضواء الحق، وليكون ملْتَقى أنبياء الله من ذرية إبراهيم.

وكان لكل مسجد من هذين المسجدين الدورُ العمَلي في إعلاء كلمة الله، والحفاظ على التراث الروحي الذي توارَثَه أهل الحق جيلاً بعد جيل.

فكان من الطبيعي أن يكون مبدأ الإسراء من مركز الإشعاع الأول لدِين الله، ومبدأ المعراج من المركز الثاني لهذا الإشعاع، وكان من تدبير الله - سبحانه - أن ترتبط معجزة الإسراء والمعراج بهذين الحرَمَين المقدَّسين، وأن يكون منهما الانطلاق إلى العالَم الرُّوحاني لنبيِّ الإسلام، وخاتم رسل الله.

 

وفي هذا ما يلفت الأنظار ويوجِّه الأفكار إلى المنْزلة الرَّفيعة لهذين المركزين، وما أدَّيَاه على مرِّ الأيام من هداية وإرشاد، وفي هذا أبلغ التقدير وأعظم التقديس لهذين الحرمين المباركين، وأنَّ على خلفاء النبوة وورثة الرسالة أن يحْمُوا هذه الأماكن المقدسة، ويَذُودوا عن حماها؛ حتى تبقى منارات هدًى إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها.

إنَّ معجزة الإسراء والمعراج لَتُوجِّه أبصار المسلمين إلى الصِّلات الرُّوحية التي تربطهم بالأرض المقدَّسة التي باركها الله، وإنَّها صِلات ممدودة الجُذُور في أعماق الزمن البعيد.

وإنها لم تبْل جِدَّتها أو تضعف شدَّتها على مرِّ القرون، بل إنها لتَبلغ قوتها كلَّما حزب الأمر أو اشتدَّ الخطب.

 

وقد تجلَّت بأسمى معانيها وأروع صورها أثناء الحروب الصليبيَّة التي أبلى المسلمون فيها بلاءً حسَنًا، وأظهروا البطولات الخارقة والتضحيات الباهرة التي انتهت بالانتصار الحاسم على يد صلاح الدِّين، وكان ذلك ليلة السابع والعشرين من رجب.

وإن المسلمين ما زالوا يقدِّسون هذه الصِّلة، يحملون هذه الروح الأبيَّة، ويشعرون بمدى الجرح العميق بعد أن اغتَصَب الصِّهْيونيُّون هذه القطعة من قلب العالم الإسلامي.

 

وإننا نُعلن على العالم كله أن فلسطين أرض عربية مسْلِمة، وأن اغتصابها وتشريد أهلها وإقامة دولة إسرائيل عليها، لَهُو الجريمة السوراء، وأن سكوت الدول الكبرى واستنامة ضمائرها لهذه المأساة لَهُو جريمة أخرى.

إنَّ الظلم والغصب والعدوان والتسلُّط والادِّعاء ليس هو السبيل لقيام الدول، فالدول لا تقوم على مثل هذه النقائص والرذائل.

إن قيام إسرائيل ليس له سنَدٌ من قانون إلاَّ إذا أهدرنا جميع القِيَم، وتنكَّرْنا للقوانين التي درَج العُقلاء على احترامها.

 

إن على العالم أن يَفطن إلى خطورة قيام الدولة الصهيونية، وإن على المسلمين خاصَّة أن يقوموا بعمل إيجابي ضد هذه الدولة المصنوعة، وحتى تُصَان الأرض المقدَّسة ويَبقى للمسجد الأقصى جلالُه، وتَطْهر المنطقة كلها من السرطان الصهيوني الملعون، ويعود إليها استقرارها وأمْنُها، ويتحقَّق وعْد الله الذي أعلنه في العالمين.

﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأعراف: 167].

 

ولكن لا يتمُّ ذلك إلا بالجهاد المقدَّس؛ فإنَّ الجهاد وحْده هو سبيل استنقاذ الأرض المقَدَّسة، وتحرير الشعوب، والفوزُ دائمًا للمجاهدين، والعاقبة للمتقين.

﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ [القصص: 5 - 6]، فلنقوِّ إيماننا، ولنوحِّد صفوفنا، ولنحْكِم الخطة، ولْنصْدق مع الله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ﴾ [محمد: 7 - 8]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 200].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة