• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / المرأة في الإسلام


علامة باركود

وانتهت رحلة العذاب!

مها بنت محمد البشاري


تاريخ الإضافة: 16/7/2015 ميلادي - 29/9/1436 هجري

الزيارات: 7030

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وانتهتْ رحلةُ العذَاب!


اضطرتني أقدارُ الله العادلة اليوم إلى أن أذهب إلى أبغضِ الأماكنِ إلى قلبي، والتي هي أشدُّ على نفسي من قَعقعة الصَّوارم، وهَديرِ المدَافع!

 

تِلكَ هي سِيئةُ الذِّكر؛ الأسواق!

 

ذهبتُ إلى ما اصطلح عليه الناس اليوم بــ (مول)، والحقُّ أن اسمها سهلٌ نُطقه وعَذبٌ نغمته، لكن أصله وذاته مما يَشيب له الرأس، وتَقف عنده المعاني!

 

فما إن ولجتُ من بوابته حتى خِلتُ أنَّ الأرض قد بُدِّلت، وأن شُهب السماء تَساقطت لتموج بي؛ فما الأرض هي التي أعرفها، ولا الناس هُمُ الناس!

 

يالصَواعقِ السَّماءِ ورُجومِها! أفي أرضٍ مِن بلادِ الاسلام أنا، أم طوَتِ الأرض نفسها ورمَتني في بقاعٍ مالِكُها الإنجليز وبنو الأصفر؟!

 

والله، إنَّ العين لتدمع، وإن القلب ليُكبِّله الأسى على واقعِ بلاد الإسلام!

 

أوَتعلم ما الذي فعلتُه مذ رأيتُ تلك الدَّواهي؟

 

أغلقتُ عيني وانتظرتُ بُرهةً لعلِّي أَستيقظُ من حُلمٍ بغيض، وقد قفَز بي خيالي قائلاً: لعلك يا مها في عصر الدولة الفاطمية!

 

ثم ما لبث عقلي أن أجاب متهكِّمًا: لنسلِّمْ جَدلاً أنكِ في عصر الفاطميين، أوَما عَلمتِ أن الباطنية آنَ ذاك كانت تَعلَقُ بها بقايا مِن أخلاق العرب (وإن قلَّت)؟! فلا يمكن لك في ذاك العصر أن تَلحظي فتاةً مِن فتَيات المسلمين تُضاحكُ شابًّا أجنبيًّا عنها، وتتبسَّط في الحديثِ معه كأنه أخٌ أو قريب.

 

قلتُ: صدَقْتَ!

 

وقال لي: إنَّكِ مطلقًا لن ترَي نساء المسلمين حاسراتٍ عن رؤوسهنَّ، نزَعنَ العباءةَ والملاء كأنه لا رقيب.

 

قلتُ: صدقتَ!

 

ثم أتبعَ قائلاً: ألا ترَينَ معي أنَّ الإماء (العبيد من النساء) في ذلك الوقت كُنَّ أكثرَ حشمةً من كثير من حَرائر اليوم؟!

 

قلتُ: وربِّي صدَقتَ!

 

فقال وقد رأى الدَّمعات التي تكاد أن تترَقْرَق مِن مُقلتيَّ، والآهةَ التي أطلقتُها نِتاج نقاشٍ أليم:

شتَّان بين عصرٍ مَضى رَكَّع فيه أهلَ الاسلام شيعةٌ باطنيَّة، أخَذوا من دماء المسلمين فيها ما اشتَهَوا، وعاثوا في الأرض فَسادًا وجَورًا.. لكنَّ فتَيات الإسلام - والله - لم تَنزع واحدةٌ مِنهنَّ حِجابَها، بل تَستَّرَت به وبحَيائها وعاشَت عزيزةً، أو الموت أهون من (السفور)!

 

لاحظي معي أنَّ هذا الثبات قد كان في زمن فساد السلطة السياسية وتكالُب الروافض والكفار،

 

على أيِّ بلاد الإسلام؟ على بلاد المغربِ الأقصى!

 

لا أقول: مركز الخلافة آنذاك في مصر أو الشام، ولا بلاد الحجاز أو اليمن؛ بل المغرب الأقصى!

 

تَموت العفيفة هناك ولا يظهر ظفرٌ لها حياءً ودينًا؛ فاللهُم أحيِ مَواتَ القلوب!

 

رحم الله زمانًا كانت النِّساء يَلتصِقن فيه قرابة الحائط؛ حياءً أن يُحاذيَها رجل!

رَحِم الله زَمانًا كانت تُظهِر المَرأةُ فيه عَينًا واحِدة لِتُبصِر الطَّريقَ ألاَّ تَقع!

رَحِم اللهُ زَمانًا كُنتَ تُبصِرُ حَياءَ المرأةِ فيه مِن مِشيتِها!

 

سقى الله زمانَ العفَّةِ والحياءِ والطُّهر، واللَّهم ارحَم غربتَنا، ولُمَّ شعثَ نفوسِنا.

 

لا أقول: إن إقبال الناس إقبالُ الغريق على الأسواق؛ يعني: فَساد باطنهم وموت ضَمائرهم.

لا والله!

 

وإنما الحاصل أنَّ ما يَحدث يا كِرام وما نُعايشه ونراه رأيَ العين هو مِن آيات الله العَظيمة؛ فهلا صاحب عقلٍ رشيدٍ ينظر ويتفكَّر!

 

ألاَ تكون تلك الضربات التي توجَّه لأهل الاسلام من الخارج، ومَعاول الهدم التي تنخر في جسد الأمَّة من الداخل سببًا كافيًا لنعود إلى ديننا، وأن نَشهد له بشهادة عمَلية، بعيدًا عن التنظير؟!

 

قد يظنُّ ظانٌّ أن العباءةَ والسِّتر بعيدٌ فلَكها عن القضايا العظيمة، فلا والله، ما الأمر كما حَسبتم؛ بل إن لم يَكن الأمر عظيمًا والخطب جَللاً لَما أعدَّ له الاستعمار البريطانيُّ منذ سنين!

 

أوَّاه يا أمة الإسلام! أتَعلمون ما فطَر قلبي، بل وصَدعه؟ أنِّي كنتُ بحِجابي شيئًا شاذًّا بالنسبة لمجتمعٍ إسلاميٍّ!

 

المسلمات يَنظرن إليَّ وكأني هبَطتُ من زُحل، والعَجَم (بَنو الأصفر) ما إن تُبصِرني إحداهنَّ إلا وتفرُّ فِرارها من المجذوم، وكأني أَحمل بين أعطافي قنبلة!

 

وهذا صِدقًا مما أضحكَني من صميم الفؤاد!

 

على كلٍّ أعلمُ أني تُهتُ بفِكري، وشرَّقتُ وغرَّبتُ، لكنَّ الذي أعلمه أنَّ هذه الأسواق تشهد لهدى شعراوي وقاسم أمين ونابليون بالفوز!

 

لكنَّ أهل الاسلام وإن ناموا فسيَستيقظون، وإن بَعدوا فسيَعودون بإذن الله.

 

وإنَّ العزَّة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولئن عرَف التَّاريخُ أوسًا وخَزرَجًا..

 

فَللهِ أَوسٌ قادِمونَ وَخَزرَجُ

وإِنَّ كُنوزَ الغَيبِ تُخفي طَلائعَا

حُرّةً رغمَ المكائدِ تَخرج!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة