• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / المرأة في الإسلام


علامة باركود

خطوة مباركة

خطوة مباركة
الشيخ طه محمد الساكت


تاريخ الإضافة: 20/5/2015 ميلادي - 2/8/1436 هجري

الزيارات: 4231

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطوة مباركة


حقًّا إنها لَخطوة مباركة، تلك التي خطتها وزارة الأوقاف في سبيل تعليم النساء وتفقيههن في الدين، خصَّصت الوزارة دروسًا أسبوعية للسيدات في بعض مساجدها، يقوم بإلقائها حضرات أصحابُ الفضيلة الأئمة، مؤثرين أمسَّ الموضوعات وأخصَّها بالمرأة من نبْذِ العقائد الضالة، والخرافات الشائعة، إلى بيان حقوق الله وحقوق العباد، إلى العناية بتدبير المنزل، وتربية الطفل، ضاربين الأمثال بأمهات المؤمنين، وفُضلَيات الصحابيات رضوان الله عليهن.

 

ولقد قفا أثَرَ الوزارة في هذا السبيل القويم جمعٌ من الوعاظ، فجعلوا من محاضراتهم نصيبًا للسيدات في آداب الدين، ومكارم الأخلاق، والهداية إلى طريق السعادة والفلاح، وحبَّذا لو عمَّ هذا النوع من التثقيف والإرشاد؛ فإن أحدًا لا يجهل ما لتربية المرأة من جليل الأثر وجميل العاقبة في سعادة البيت والأسرة بل المجتمع كلِّه، وما لإهمالها من وخيم العُقبى، وسيِّئِ المغبة في الأفراد والجماعات، وهل اضطراب المعيشة، واختلال المنازل، وشقاء الأُسَر - حسًّا ومعنًى، وجسمًا وروحًا - وانتشار الخرافات والدجل، وكثرة حوادث الطلاق، واشتداد أزمة الزواج - إلا أثر من آثار إهمال المرأة، وجهلِها بدينها القويم، وتعاليمِه الحكيمة؟

 

على من تقع المسؤولية؟

لا أذهب إلى أن المرأة مسؤولة عن جهلها وحدَها، بل المسؤول عن ذلك قبلها رعاتُها وأولياءُ أمرها؛ من الأب - أو من في منزلته - مسؤول عنها بنتًا، والزوج مسؤول عنها زوجةً وأمًّا، وحسبنا على ذلك دليلاً قوله جل ثناؤه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، أخرج ابن المنذر والحاكم وصححه عن علي كرم الله تعالى وجهه أنه قال في الآية: علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدِّبوهم.

 

وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته؛ الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته، فكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته))، فإذا قصر ذوو المرأة في تعليهما كان حقًّا عليها أن تطلب العلم وتتفقَّهَ في الدين، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، ولقد كانت النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يذهبن إليه ويسألْنَه في أحكام دينهن، ولم يكن يمنعهن الحياءُ أن يتفقهن ويراجعن فيما يختص بهن، روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غُسلِها من المحيض؟ فأمَرَها كيف تغتسل، قال: ((خذي فِرْصةً من مسك، فتطهري بها))، قالت: كيف أتطهر؟ قال: ((تطهري بها))، قالت: كيف؟ قال: ((سبحان الله! تطهري))، فاجتذَبْتُها إليَّ، فقلت: تتبعي بها أثرَ الدم. والفِرْصَةُ - بكسر الفاء، وحكي تثليثها، وبإسكان الراء -: القطعة من الصوف ونحوه، أمرها صلى الله عليه وسلم أن تُزيل أثر الحيض بقطعة مُمسَّكةٍ، فإن لم تجد مسكًا فطيبًا، وهذا على سبيل الاستحباب للقادرة، وإلا فالماء كافٍ، ومن فوائد هذا الحديث: التسبيحُ عند التعجب، واستحباب الكنايات فيما يتصل بالعورات، وعدم الاستحياء في التعلم، (وإن العلم لَيضيعُ بين الحياء والكبر)، والاكتفاء بالتعريض في الأمور المُستهجَنَةِ، والمراجعة والتَّكْرارُ لإفهام السائل، وفيه دليل على حسن خلقه، وعظيم حلمه وحيائه صلوات الله وسلامه عليه.

 

ومما يزيدنا غبطةً وسرورًا بهذا القرار الحكيم: حسنُ اختيار الوقت الملائم لهن، حتى يفرُغْنَ من أعمالهن المنزلية، ويقبلن على الدرس مشوقات هادئات، والوزارة في صنيعها الجميل الموفق تقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في هديه ووعظه، وتخصيصه للنساء يومًا يأمرهن فيه بالمعروف، وينهاهن عن المنكر، روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجالُ، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدَهنَّ يومًا لقيهن فيه فوعَظَهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: ((ما منكن امرأةٌ تقدم ثلاثةً من ولدها، إلا كان لها حجابًا من النار))، فقالت امرأة: واثنتين؟ قال: ((واثنتين))، ففي الحديث عناية النبي صلى الله عليه وسلم بأمر النساء وتعليمهن، وحثُّ ولاة الأمور على تهذيبهن وتفقيههن، وشدة حرص النساء في عهده على التعلم والتفقُّهِ، وحسن الاختيار في الوعظ والإرشاد، فإن النساء قليلات الصبر، كثيرات الجَزَع، في أشد الحاجة إلى الترغيب والترهيب - في حدود الحكمة والموعظة الحسنة - إلا أنه لا عذر لأحد بجهله، بعد أن تآزر العلماء والأمراء على نشر دين الله ﴿ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ [النمل: 92].

 

المصدر: مجلة الإسلام، العدد 33، شعبان 1355 هـ





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة