• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / المرأة في الإسلام


علامة باركود

عمل المرأة

عمل المرأة
د. إبراهيم إبراهيم هلال


تاريخ الإضافة: 15/1/2015 ميلادي - 25/3/1436 هجري

الزيارات: 7417

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ظلمات نتخبط فيها

( عمل المرأة )


السير السليم في هذه الدنيا هو نور، وأصحابه يَسيرون في النور؛ فهم على هدًى وهداية، يعرفون كيف يضعون أقدامهم، ويَعرِفون الغاية الطيبة التي يريدون الوصول إليها، وهم في هذا النور وهذا الضياء يُبصرونها ويطمئنون إلى الوصول إليها.

 

وقد كان الناس قبل الإسلام يَسيرون في الظلمات، وكان الله لا يرضى لهم هذا السير، فكان يرسل إليهم الرسل مبشِّرين ومُنذرين ليخرجهم من الظلمات إلى النور إلى أن خُتموا بمحمَّد صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ﴾ [البقرة: 213].

 

وجاءت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان هداية ونورًا، ومُخرِجةً للناس من الظلمات إلى النور؛ كما قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ﴾ [الفتح: 28]، وكما قال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45، 46].

 

ولأن الدين من الله سبحانه فقد بيَّن الله أنه رحمة منه، وأنه ما أرسله إلا ليُخرِجَنا من الظلمات إلى النور، وقدَّم لنا ذلك في قوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 43].

 

ومن أنوار رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي اهتدى بها الناس في حياتهم: تنظيمُ أعمال الحياة بين الرجال والنساء، وجعل المرأة للبيت وقصَرَها عليه، وجعل الرجل للأعمال خارج البيت، والذي بها يتحرَّك المجتمع، ويسير في اتجاهاته، وأبعاده المختلفة؛ فقال تعالى ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [النساء: 32]، وقد نزلت هذه الآية الكريمة حينما سأل النساءُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أعمالَ الرجالِ؛ من الجندية وغيرها؛ رجاء أن يتساوَين مع الرجال في الثواب[1].

 

وقد جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له: "ربُّ الرجال والنساء واحد، وأنت الرسول إلينا وإليهم، وقد سبقنا الرجال بالجهاد فما لنا؟" فقال صلى الله عليه وسلم: ((إن للحامل منكن أجر الصائم القائم، فإذا ضربها الطلْق، لم يدر أحدٌ ما لها من الأجر، فإذا أرضعت كان لها بكل مصَّة أجر إحياء نفس، وقرأ قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ... ﴾ إلى آخر الآية.

 

وفي مجال آخر مجال توزيع المسؤولية وتحديدها يقول صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته؛ فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها، ألا فكلكم راعٍ فمسؤول عن رعيته))[2].

 

فهذه هي مسؤولية المرأة في الحياة، ولا مسؤولية عليها غيرها؛ البيت ورعايته، وليس عليها أن تلي عملاً غير ذلك في حال استقرار أمور الدولة واعتدال الأحوال فيها، وأن هذا هو عمل المرأة، لا يجوز لها أن تتعداه إلى غيره، ولا أن تجمع بين عملها كربَّة بيتٍ، وأعمال أخرى خارج البيت.

 

حينما بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرُّ أمور الدولة هذا الإقرار، لم تتقبَّلْه النساء بسهولة، لا رغبةً في المساواة مع الرجال، وإنما من أجل الحصول على الثواب الذي يَحصُل الرجال عليه، فقد أجمعت مجموعة منهنَّ، وبدأْن ينظرْن في هذا الأمر، واستقرَّ رأيهنَّ على أن يرسلْنَ نيابةً عنهنَّ امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ليرَى لهنَّ أمرًا في هذا الموضوع فقالت له هذه المرأة: "إنا - معشرَ النساء - محصورات مقصورات قواعد بيوتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم - معاشر الرجال - فُضِّلتم علينا بالجُمَع والجماعات، وعيادة المرْضى، وشهود الجنائز، والحج، وأفضل من ذلك: الجهاد في سبيل الله - عز وجل - وإن أحدكم إذا خرج حاجًّا أو مُعتمرًا، أو مجاهدًا، حفظْنا أموالكم، وغزلْنا أثوابكم، وربَّينا أولادكم، أفنُشارِككم في هذا الأجر والخير؟"، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وقال: ((اعلمي - أيتها المرأة - وأعلمي من خلفك من النساء أن حسْنَ تبعُّل المرأة لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته، يَعدِل ذلك كله)).

 

سار المجتمع الإسلامي على ذلك، فتفرَّغت المرأة للبيت، وتفرغ الرجل لما هو خارج البيت، وكان ذلك - على وجه التقريب - بعد فتح مكة، فسارت الأمة من نصرٍ إلى نصر، ودخل الناس في مشارق الأرض ومغاربها في دين الله أفواجًا، وكان هذا التخصُّص الطيب وراء انتشار الإسلام في هذه البقاع الواسعة، ودخل الإسلام أرض الصين شرقًا وبلاد أوروبا غربًا، وصارت الحياة هادئةً متزنة، الكل مُنصرف فيها إلى عمله؛ النساء إلى البيت، والرجال إلى مختلف الأعمال من زراعة إلى صناعة إلى جهاد بالسيف إلى عمل في مجال العلم والتعليم، فأحرزْنا تلك النهضة العلمية الباهرة إلى جانب تلك الفتوحات الإسلامية الواسعة.

 

واليوم وقد جئنا نبدأ حياتنا في هذه الحركة الحضارية المعاصِرة فلم نُحسن بدْأها، وتصوَّرنا أننا مُحتاجون إلى خروج المرأة إلى ميدان العمل خارج البيت، فأسندْنا إليها من الأعمال مثل ما أسندنا إلى الرجل، فأضفْنا عليها عبئًا فوق عبء العمل خارج البيت، وعبء العمل في البيت ورعاية الأولاد وتربيتهم، فأخفقَتْ في هذا وفي ذاك، واضطربت الأعمال وفسَدت الأمور، وصِرْنا نجد عجزًا هنا وإخفاقًا هناك، كما أن أمر البيت قد اختلَّ، ورعايتها للأولاد قد قصَّرت فيها، فصاروا بين فشل في العلم والتحصيل، وفشل في الخلُق والدين، وترتَّب على ذلك أن خسرت الدولة أعمالها وأبناءها.

 

لقد قبضَت الشرطة على سبعة أولاد كانوا ملتفين حول فتاة يُحاولون أخذها من أخيها إما بالرضا أو بالإكراه، بالتحقيق مع هؤلاء الشذاذ وجد أنهم أبناء كبيرات في مجتمع الوظيفة والأعمال، من ابن مديرة إلى ابن ناظرة في المدرسة إلى ابن رئيسة قسم في الهيئة التي تعمل فيها، وهكذا وجدنا هؤلاء الشبان السبعة ضحية عمل الأم وانشغالها بالوظيفة عن رعاية أبنائها، والنظر في أمورهم وتربيتهم كأحسن ما تكون التربية، إن تعليم المرأة الذي نادى به المصلحون في فجر هذه النهضة، والذي قال فيه حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبًا طيب الأعراق

 

هذا التعليم لم تستفد منه الأمة، ولم يَستفِد منه الأبناء، ولم تستفد منه الأم بالتالي، وضاع على أمتنا الإسلامية هذا الجيل من الشباب المضيَّع، فأنفقت الدولة تعليمًا في غير موضعه، بل كان هذا التعليم بمثابة الشرر الذي انتشر فأهلك الحرث والنسل، ولم يعد على الناس إلا بالوبال والهلاك.

 

قد يكون مرجع ذلك نوعيةُ التعليم الذي يقدَّم للفتاة، ولكن مما زاد الطين بِلَّة أننا علَّمناها، لا بقصد إعدادها ربة بيت ناجحة، وإنما بقصد تشغيلها في أعمال الدولة ووظائفها، وكأنها رجل في شكل امرأة.

 

إنه مما يُحيِّر العقل، ويُذهب بالفكر أن نرى كل البنات وكل النساء قد أخذْن شهادات، وعلى أثر ذلك خرجْن جميعًا إلى الدواوين والهيئات والمَصالح والمصانع والمؤسَّسات يقضين يومهنَّ وشطره الأعظم في تلك الأماكن بعيدات عن البيت والولد، وعمَّا تقتضيه حاجة البيت وحاجة الولد.

 

كيف بهن يخرجْن بهذه الجموع الكثيفة في الصباح كقطعان الماشية يتقاطرْن ويتزاحمْن على المواصلات وفي المواصلات، ومعهن الزوج المغرَّر به، والذي فقد الإرادة في هذا المجتمع المعوجِّ، والذي قادته آراء ضالة لمن يُسمُّونهم أو يسمونهنَّ أنصار المرأة، أو دعاة التجديد والتقدم، فأسلم نفسه لهذا التيار العاصف، وخرج مع زوجته في الصباح، وترَكا البيت خواءً يبكي حظه المنكود، ويبكي على هؤلاء الذين فقَدوا مقومات الحياة لأنهم لم يفهموا معنى الحياة!

 

لمن تركْنا البيت وخرجنا بهذه الكيفية؟! إنه مظهر لا يدلُّ على مدنية ولا تقدُّم، وإنما على الجهالة والتأخير، إن الحياة لا تُبنى بهذه الكيفية، ولا على هذا الفهم الخاطئ لنظام البيت وعمل المرأة، وإن مَن يَسيرون على هذا الوضع إنما يسيرون في الظلام، وأنى لسائر في الظلمات أن يصل إلى الشاطئ، أو إلى بر الأمان؟!

 

المصدر: مجلة التوحيد، عدد ذو الحجة 1405هـ، صفحة 26.



[1] أسباب النزول للواحدي.

[2] صحيح البخاري.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- تأييد
نعمة - الجزائر 17-01-2015 12:01 AM

نشكرلكم هذا المقال الطيب، إننا نعيش في متاهة التغريب نسأل الله العافية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة