• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / المرأة في الإسلام


علامة باركود

وظائف الرجال والنساء وأعمالهما

وظائف الرجال والنساء وأعمالهما
وائل حافظ خلف


تاريخ الإضافة: 7/12/2014 ميلادي - 14/2/1436 هجري

الزيارات: 9794

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وظائف الرجال والنساء وأعمالهما

الروض الوريف شرح حقوق الجنس اللطيف (16)


قال الله تعالى في سورة النساء: ﴿ وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾ [النساء: 32].

 

ذكرنا في الجزء الخامس من "تفسير المنار" أنه ورد في سبب نزول هذه الآية وموضوعها ثلاثُ روايات:

الأولى: عن مجاهد أن أم سلمةَ زوجَ النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «يا رسول الله، يغزو الرجال ولا نغزو، وإنما لنا نصف الميراث»[1].

 

الثانية: عن عِكْرِمَةَ أن النساء سَأَلْنَ الجهادَ فقلن: وَدِدْنا أن الله جعل لنا الغزْوَ فنصيب من الأجر ما يصيبُ الرجالُ[2].

 

الثالثة: عن قتادةَ والسُّدِّيِّ[3] قالا: لما نزل قولُه تعالى: ﴿ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ﴾ [النساء: 11] قال الرجال: إنا لنرجو أن نُفَضَّل على النساء بحسناتنا كما فُضِّلْنا عليهن في الميراث فيكونَ أجرنا على الضعف من أجر النساء. وقالت النساء: إنا لنرجو أن يكون الوزر علينا نصفَ ما على الرجال في الآخرة كما لنا الميراثُ على النصف من نصيبهم في الدنيا[4].

 

كل هذا قد قيل، ونزلتِ الآيةُ فاصلةً فيه وفي غيره مما في معناه، ونقلنا عن أستاذنا الإمامِ في تفسيرها ما نَصه:

سبب تلك الروايات الحَيرةُ في فهم الآية، ومعناها ظاهر[5]، وهو أن الله تعالى كلف كلاًّ من الرجال والنساء أعمالاً، فما كان خاصًّا بالرجال لهم نصيب من أجره لا يشاركهم فيه النساء، وما كان خاصًّا بالنساء لهن نصيب من أجره لا يشاركهن فيه الرجال، وليس لأحد أن يتمنى ما هو مختصٌّ بالآخَر. وجعل الخطاب عامًّا للفريقين مع أن الرجال لم يتمنَّوْا أن يكونوا نساء ولا أن يعملوا عمل النساء وهو الولادة وتربية الأولاد وغير ذلك مما هو معروف؛ وإنما كان النساء هن اللواتي تَمَنَّيْنَ عمَلَ الرجال، وأي عملِ الرجال تَمَنَّيْنَ؟ تمنَّيْن أخصَّ أعمالِ الرجولة وهو حماية الذِّمَار[6] والدفاعُ عن الحق بالقوة، ففي هذا التعبير عناية بالنساء وتلطُّفٌ بهن وهُنَّ موضع للرأفة والرحمة لضعفهن وإخلاصهن فيما تمنين.

 

والحكمة في ذلك أن لا يَظهرَ ذلك التمني الناشئُ عن الحياة الْمِلِّيَّةِ الشريفة منهن، فإن تمني مثلِ هذا العملِ غريبٌ من النساء جدًّا، وسببه أن الأُمَّةَ في عُنْفُوَان حياتها[7] يكون النساء والأطفال فيها مشتركين مع الرجال في هذه الحياةِ وفي آثارها، وإنها لتسري فيها سريانًا عجيبًا، ومَن عَرَفَ تاريخ الإسلام ونهضةَ العرب به وسيرةَ النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به في زمنه يرى أن النساء كن يَسِرْنَ مع الرجال في كل منقبة وكلِّ عمل، فقد كن يأتين ويبايعن النبيَّ صلى الله عليه وسلم تلك المبايعة المذكورةَ في سورة الممتحنة كما كان يبايعه الرجالُ، وكن يَنْفِرْنَ معهم إذا نفروا للقتال، يَخْدُمْنَ الجرحى ويأتِينَ غيرَ ذلك من الأعمال[8]، فأراد الله أن يختص النساء بأعمال البيوت والرجال بالأعمال الشاقة التي في خارجها ليتقنَ كلٌّ منهما عملَه، ويقومَ به كما يجب مع الإخلاص له.

 

وتنكير لفظ ﴿ نَصِيب ﴾ لإفادة أن ليس كلُّ ما يعملُه العامل يؤجر عليه؛ وإنما الأجر على ما عمِلَ بالإخلاص، أي: ففي الكلام حَثٌّ ضِمْنِيٌّ عليه.

 

﴿ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 32] أي: لِيَسْأَلْهُ كلٌّ منكم الإعانة والقوةَ على ما نِيطَ به حيث لا يجوز له أن يتمنى ما نيط بالآخَر.

 

ويدخل في هذا النهيِ تَمَنِّي كلِّ ما هو من الأمور الْخِلْقِيَّة كالجمال والعقل؛ إذْ لا فائدة في تمنيها لمن لم يُعْطَها.

 

ولا يدخل فيه ما يقع تحت قدرة الإنسان من الأمور الكسبية؛ إذْ يُحْمَدُ من الناس أن ينظر بعضُهم إلى ما نال الآخَرُ ويتمنى لنفسه مثلَه وخيرًا منه بالسعي والجِدِّ، كأنه يقول: وَجِّهُوا أنظارَكم إلى ما يقعُ تحت كسبِكم، ولا تُوَجِّهُوها إلى ما ليس في استطاعتكم؛ فإنما الفضل بالأعمال الكسبية فلا تتمنَّوْا شيئًا بغير كسبكم وعملِكم. اهـ المرادُ نقلُه.



[1] أخرج هذه الروايةَ أحمدُ في "مسنده" (6/ 322)، والترمذي في "جامعه" (3022)، وسعيد بن منصور في "سننه" (رقم 624/ قسم التفسير)، والطبري في "جامع البيان" (8/ 261-262)، وابن المنذر في "تفسيره" رقم (1677)، والبيهقي في "سننه الكبرى" (9/ 21)، والواحدي في "أسباب النزول"، بسند صحيح عن مجاهد.

ومجاهد لم يلق أم سلمة - رضي الله عنها - على قول الترمذي؛ لذا قال: «مرسلٌ» يعني: منقطعًا. وقال الحاكم بعد أن أخرجه في "مستدركه": «هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين إن كان سمِع مجاهد من أم سلمة» ووافقه الذهبي.

وأما الحافظ المِزِّيُّ – نور الله مرقده، وفي أعلى غرف الجنان أرقده - فقد ذكر مجاهدًا في الرواة عن أم سلمة في "تهذيب الكمال"، وإليه ذهب الشيخ أحمد شاكر؛ فرجح في تخريج أحاديث "تفسير الطبري" سماع مجاهد من أم المؤمنين، وقال – عليه رحمة المتعال -: «إنه أدركها يقينًا وعاصرها؛ فإنه ولد سنة 21، وأم سلمة ماتت بعد سنة 60 على اليقين...»؛ ومن ثَم فقد حكم باتصال الحديث وصحته. وتبعه الشيخ الفاضل سعد بن عبدالله الحميد - حفظه الله وأمتع به - في القطعة التي حققها من "سنن سعيد".

[2] أخرجها سعيد بن منصور (623)، ومن طريقه ابن المنذر في "التفسير" (1679)، والواحدي في "أسباب النزول"، من طريق عتَّاب بن بشير، عن خُصَيف، عن عكرمة.

وإسنادها مطرح؛ لكلام في خصيف يؤثر، ولقول أحمد: «أحاديث عتاب عن خصيف منكرة»، ثم هي مرسلة.

[3] هو الإمام إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كَرِيمة، السدي الكبير، نسبة إلى سُدَّة الجامع، أي: بابه؛ إذ كان إسماعيل تاجرًا يجلس في سدة المسجد يبيع خُمُر النساء. قاله أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث".

ونقل السمعاني في "الأنساب" (3/ 261) ط/ دار الكتب العلمية، عن أبي الفضل الفلكي قال: «إنما لُقب بالسدي لأنه كان يجلس بالمدينة في موضع يقال له: السد».

[4] ذكر كلامَ قتادة والسديِّ الواحديُّ في "أسباب النزول" نعليقًا بلا إسناد، وعنه نقل المصنف كما صرح هو بذلك في "تفسير القرآن الحكيم" (5/ 57). وانظر "تفسير الطبري" (8/ 264) رقم (9246).

[5] لا أدري أي حيرة يعنيها "الأستاذ الإمام"! والروايات مسوقة لبيان سبب النزول لا للتأويل!.

[6] الذِّمار: ما يجب حِيَاطتُه والذَّوْدُ عنه، كالأهل والعِرْض.

وسُمِّي ذِمَارًا لأنه يجب على أهله التذمُّر له وهو أن يحث بعضهم بعضًا على القتال. كما أن الحقيقة سُمِّيَتْ حقيقةً لأنه يحق على أهلها الدفْع عنها. أفاده الإمام أنو نصر الجوهري رحمة الله عليه.

[7] عُنفوان الشيءِ: أوَّلُه.

[8] سبق للمصنف الكلام على هذه الأمور بشواهدها صدر الكتاب، وسبق لنا التعليق عليها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة