• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / المرأة في الإسلام


علامة باركود

المعنى السياسي في دعوة الإسلام المرأة إلى الاحتشام

المعنى السياسي في دعوة الإسلام المرأة إلى الاحتشام
د. إبراهيم إبراهيم هلال


تاريخ الإضافة: 2/10/2014 ميلادي - 7/12/1435 هجري

الزيارات: 11757

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المعنى السياسي في دعوة الإسلام المرأةَ إلى الاحتشام

 

إن سعادة الفرد وهناءته هي ما تدور عليه دعوة الإسلام في كل أمر يأمر به، أو نهي ينهى عنه، أو عمل محبب يرغِّب فيه؛ فإذا دعا الإسلام إلى وجود عزة وقوة للمسلمين كما قال: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [المنافقون: 8]، فإنما يقصد بذلك أن تنعكس هذه العزة على أفراد الأمة فردًا فردًا؛ حتى يعيشوا في أمان، وفي بُحْبُوحة من العيش، وعز من السلطان.

 

وطبيعي أن سياسة الإسلام في كل أمر ونهي إنما هي تخطيط للوصول إلى المجد، ورسم لطرق العزة والرفاهية.

 

ولننظر معًا كيف أن احتشام المرأة في الإسلام والتزامها الحجابَ معنى سياسيٌّ إلى جانب كونه معنى دينيًّا واجتماعيًّا؛ ذلك أن الإسلام ينظر إلى المرأة ووجودها في المجتمع من زاويتين:

الزاوية الأولى: أنها أم وربة بيت، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولة عن رعيتها))، وهنا تكمن الأهمية الخطيرة للمرأة؛ ولذلك أمرنا الرسول بحسن اختيارها، فقال: ((فاظفَر بذات الدِّين، تربت يداك)).

 

فهي راعية ورعايتها أكثر ما تنصرف - حسب العرف وما تواضع عليه الناس من بَدْء الخليقة - إلى أولادها، فإذا كانت أمًّا صالحة، شب أولادها على الفضيلة والعفاف والتقوى، وهنا تجدنا أمام مجتمع مسلم بمعنى كلمة الإسلام.

 

وإذا كانت غير ذلك، فإن أبناءها سيخرجون حتمًا إلى المجتمع، بكل صنوف الشرور والآثام، وبكل سلبية أمام قضايا الدين والوطن.

 

فنحن لا نتصوَّر أن امرأة متهتِّكة قد نبذت الحجاب الإسلامي، وتزيَّت بزي الجواري والإماء، تستطيع أن تُقدِّم للأمة أبناء أحرارًا، أو رجالاً ذوي خشونة وشهامة وغَيْرة على الوطن والدين، وكيف وقد كشفت من جسمها للناظرين ما هو في حكم الدين وشريعة العقل عورةٌ، لا ترضى امرأة حرَّة ذات أصالة وإباء أن تُبرِزَه لغير زوجها؟

 

كيف تنزل إلى هذا المستوى وتُقدِّم نفسها منظرًا مثيرًا لكل فرد وصورة ترى أنها فاتنة للرجال، ثم تقدم للمجتمع ابنًا متدينًا، أو فيه ذرة من الخُلُق والفضيلة أو الرجولة؟!

 

إنها لا تنتج إلا جيلاً متميعًا، مهما أخذته الدولة بأساليب التربية، ومهما قدم له المربُّون والوعاظ، إن استمع إلى المربِّين أو ارتاد أماكن الوعظ والإرشاد، فلن يكون منه إلا التميع والسلبية والإضراب صفحًا عن قضايا الدين والوطن، ولن يكون إلا أداة مدمِّرة لكل مقدسات الأمة الإسلامية، ومِعْوَل هدم، لا أداة بناء.

 

خطب معاوية بن أبي سفيان مرَّة في مسجد المدينة، فتناول قُصَّة من شعر (وهي ما يسمى بالباروكة اليوم)، وكانت في يدي حرمي (شرطي)، فقال: يا أهل المدينة، أين علماؤكم؟ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن مثل هذه ويقول: ((إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم)).

 

فهذه إشارة من رسول الله إلى أثر المرأة في المجتمع، وأنها إذا انحدرت إلى ما نراه اليوم، فإن الهلاك والخِذلان لا بد وأن ينزل بالأمة، كما نزل ببني إسرائيل من قبل.

 

الهلاك ينزل بالأمة؛ لأنها حرمت جهود المرأة كأم صالحة، أو كراعية شفوقة على بَنِيها وأولادها، أمينة مخلصة في هذه الرعاية، وهذه هي الزاوية الأولى التي نظر الإسلام إلى المرأة منها.

 

والهلاك ينزل بالأمة؛ لأنها تنتقل من جديتها إلى ميوعة وتخنث؛ ذلك لأن المرأة أصبحت صورة إغراء ومبعث تحلل، واختلطت بالرجل في زي الأمة، فشغل بها عن مهمته فخمدت فيه النخوة وبردت فيه الوطنية، طالبًا في الجامعة، وموظفًا في الديوان، وسائرًا في الطريق، فكيف لا تَهلِكُ كما هلك بنو إسرائيل؟

 

إن الأمر جدٌّ، وإنه مصير كل فرد، وإن الأولى لنا أن ننظر إلى احتشام المرأة وحجابها، فنفعِّله ونتمسك به، وأن نستمع إلى قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59]، وقوله: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ﴾ [الأحزاب: 33]، فتُدنِي من الجلابيب وتغطي من الرؤوس والصدر، ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]؛ أي: لا يظهرن إلا ما لا يمكن ستره لضرورات السير والحركة حينما تدعو الضرورة إلى السير والحركة في حدود إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإطاعة الله ورسوله، والتخلق بالخلق الإسلامي المحض، وهذه هي الزاوية الثانية التي نظر الإسلام منها إلى المرأة، وطالَب بضرورة عفافها وحجابها واحتشامها، وأن ذلك ضرورة المجتمع لإقامة المجتمع السليم والأمة القوية.

 

في مطلع هذا القرن حيث رأت إحدى الكاتبات الإنجليزيات أن الحضارة الأوربية قد جنت على المرأة بما أملته لها في حياة التحلل والسفور، وأنها بذلك صارت بائسة شقية في مجتمعها، بدلاً من أن تكون سعيدة كما قد توهم دعاة التحلل والسفور، فكتبت هذه الكاتبة الشهيرة تنعي على هذا المظهر للمرأة، وتتمنى لها أن تكون على صورة المرأة المسلمة كما صورها القرآن الكريم والحديث الشريف، وكما كانت عليه المرأة المسلمة في ذلك الوقت.

 

ومما قالته هذه الكاتبة في هذا الصدد: "ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة وفيها العفاف والطهارة".

 

وهي كلمات ثورية، تريد بها هذه الكاتبة المحافظة على عوامل بقاء أمتها، وإبعاد أسباب الهلاك عنها، ولكن هذا القرن لم ينتهِ أو لم يدنُ من نهايته إلا وقد رأينا هذه الإمبراطورية الضخمة والعظيمة في ذلك الوقت (بريطانيا العظمى) توشك - بهذه السرعة - على الانهيار، وأصبحت ولا صوت لها ولا اسم، وهذا هو ما تنبأ به الشيخ محمد عبده في ذلك الوقت أيضًا؛ حيث تحدث عن حضارة أوروبا بما فيها من الأخذ بأسباب العلم والحياة الجادة، وكل ما يعود على الأمة والفرد بالقوة والازدهار، وضمَّن هذا الرأي نبوءته بزوال هذه الحضارة وعدم دوامها؛ نظرًا لما احتوته من مبادئ التحرُّر أو التحلل والسفور وما إليها، وأن هذه بمثابة سوس دفين يظل يعمل في الخفاء في جسم هذه الحضارة إلى أن يهلكها من حيث لا تدري، فيصبح أبناؤها وقد رأوا أنهم في شر مستطير؛ حيث كانوا يظنون أنهم قد بعدوا عن أسباب التحلل والدثور.

 

ألا إن الأمر جد وما هو بالهزل، ولأن الأيام لا تتغير، وأسباب الفناء والتدهور لا تختلف، فهي قوانين كونية: ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 62]، ومن القوانين الكونية، ومن سنة الله: ألا ينصر إلا من ينصر دينه؛ ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ﴾ [الحج: 40].

 

فإذا أردتِ أيتها الفتاة المسلمة أن تتفوَّق أمَّتُك وأن تعلو، فعليك بالحجاب والاحتشام، وإذا أردتِ أيتها المرأة لنفسك ولزوجك وأولادك حياة مرفهة سعيدة، فعليك بالحجاب والاحتشام.

 

وإذا أردتَ أيها الرجل لأمَّتِك عزًّا ومجدًا، ولنفسك حرية وأملاً، فَأْمُرْ نساءك - من زوجة وأخوات وبنات - أن يحتجبن.

 

وإذا أردتَ أيها الشاب لوطنك نصرًا، ولأمتك زهوًا وفخرًا، فلتعفَّ عما ترى من تلك المباذل المقيتة، وتلك المناظر الأثيمة، التي يحوطها الخبث ويعلوها الاشمئزاز، ولتعلم أن هذا هو منظر الأَمَة الرقيقة، لا المرأة الحرة الكريمة، ولتتجه إلى بناء مجدك ومجد أمتك على الدين والعلم والخلق والشهامة والعفاف.

 

المصدر: مجلة التوحيد، عدد المحرم 1393هـ، صفحة 26





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة