• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / المرأة في الإسلام


علامة باركود

جزاء المؤمنات في الآخرة كالمؤمنين

وائل حافظ خلف


تاريخ الإضافة: 18/9/2014 ميلادي - 23/11/1435 هجري

الزيارات: 7816

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جزاء المؤمنات في الآخرة كالمؤمنين

الروض الوريف شرح حقوق الجنس اللطيف (3)

 

قام الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو على العالَم - في جزاء المؤمنات كالمؤمنين - آياتٍ من الله تعالى، منها قوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

 

وقولُه تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [غافر: 40].

 

وقوله تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَلِياًّ وَلاَ نَصِيراً * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً ﴾ [النساء: 123-124].

 

وقوله تعالى في أولي الألباب الذين يذكرونه كثيرًا ويتفكرون في خلق السموات والأرضِ ويَدْعُونه: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ ﴾ الآيةَ [آل عمران: 195]، وفيها وعَدَهم جميعًا بإدخالهم الجنةَ وحُسن الثواب.

 

وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 35].

 

وقوله: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ [1] وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ ﴾ [التوبة: 72].

•      •     •


مشاركة النساء للرجال في الشعائر الدينية

(والأعمال الاجتماعية والسياسية[2])

 

النساء يشاركن الرجال في العبادات الاجتماعية كصلاة الجماعة والجمعة والعيدين، فتُشرع لهن، ولكن لا تجب عليهن؛ تخفيفًا عليهن.

 

وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم أَذِنَ لِلْحُيَّض[3] منهن بحضور اجتماع العيد في المصلَّى دون صلاته[4].

 

وعبادة الحج الاجتماعيةُ مفروضة عليهن كالرجال كما تقدم، ويحرم عليهن وضع النقاب على وجوههن ولُبسُ القُفَّازَيْن في أيديهِن مدة الإحرام[5].

 

وقد شرع لهن من الأمور الاجتماعية والسياسية ما هو أكثر من ذلك.

قال الله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71]، فأثبت الله للمؤمنات الولاية المطْلقةَ مع المؤمنين، فيدخل فيها ولاية الأُخوة والمودة والتعاون المالي والاجتماعي، وولاية النصرة الحربية والسياسية، إلا أن الشريعة أسقطتْ عن النساء وجوبَ القتال بالفعل، فكان نساء النبي وأصحابِه يخرجن في الغزوات مع الرجال يسقين الماء، ويجهزن الطعام، ويضمدن الجراح[6]، ويحرضن على القتال.

 

وقد ثبت في الصحيح أن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمةَ عليها السلام كانت تحمل قِرَب الماء هي وأمُّ سليم وغيرها إلى الجرحى في غزوة أُحُد، يسقينهم ويغسلن جراحهم[7].

 

ولما جُرح رسول الله صلى الله عليه وسلم تولتْ فاطمة غَسلَ جُرحه وتضميده[8].

 



[1] جنات عدْنٍ: أي: جنات خُلدٍ وإقامة. بقال: عَدَنَ فلانٌ بالمكان عدْنًا وعُدُونًا، أي: أقام به.

[2] هذا الإطلاق غير حميد، والأدلة التي ذكر أخص مما ترجم به.

وقال الشيخ ناصر الدين الألباني: هذا الإطلاق لا يخفى ما فيه، بل هو باطل؛ لمنافاته لعموم آية: ﴿ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾، وما كان عليه نساء السلف من عدم التدخل في السياسة.

[3] الحيَّض: بتشديد الياء، جمع حائض، ومصلى العيد كان خارج البلد. (رشيد).

[4] برهان ذلك قول حفصةَ بنتِ سِيرِينَ رحمها الله: كُنَّا نَمْنَعُ عَوَاتِقَنَا أَنْ يَخْرُجْنَ (أي: في العيدين)، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ، فَحَدَّثَتْ أَنَّ أُخْتَهَا كَانَتْ تَحْتَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَدْ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ غَزْوَةً، وَكَانَتْ أُخْتِي مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَوَاتٍ، قَالَتْ: كُنَّا نُدَاوِي الكَلْمَى، وَنَقُومُ عَلَى المَرْضَى، فَسَأَلَتْ أُخْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: هَلْ عَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لاَ تَخْرُجَ؟ قَالَ: «لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا، وَلْتَشْهَدِ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُؤْمِنِينَ». فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا سَأَلْنَهَا، - أَوْ قَالَتْ: سَأَلْنَاهَا -، فَقَالَتْ: وَكَانَتْ لاَ تَذْكُرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَدًا إِلَّا قَالَتْ: بِأَبِي، فَقُلْنَا: أَسَمِعْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَتْ: نَعَمْ بِأَبِي، فَقَالَ: «لِتَخْرُجِ العَوَاتِقُ ذَوَاتُ الخُدُورِ – أَوِ: العَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الخُدُورِ -، وَالحُيَّضُ، فَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، وَيَعْتَزِلُ الحُيَّضُ المُصَلَّى». فَقُلْتُ: أَلْحَائِضُ؟ فَقَالَتْ: أَوَلَيْسَ تَشْهَدُ عَرَفَةَ، وَتَشْهَدُ كَذَا وَتَشْهَدُ كَذَا؟

أخرجه البخاري (324، 980، 1652) والسياق له، ومسلم (890).

[5] لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، وَلاَ تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ». أخرجه البخاري (1838) من حديث عبد الله بن عُمرَ رضي الله عنهما.

[6] التضميد: شد الجُرح بعصابة أو لفافة.

هذا، وفي "صحيح البخاري" (2882، 2883، 5679) عن الرُّبَيِّعِ بنت مُعَوِّذٍ رضي الله عنها قالت: «كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَسْقِي القَوْمَ، وَنَخْدُمُهُمْ، وَنَرُدُّ الجَرْحَى وَالقَتْلَى إِلَى المَدِينَةِ».

وفي "صحيح مسلم" (1812) من طريق حفصةَ بنت سيرينَ، عن أم عطيةَ الأنصاريةِ رضي الله عنها قالت: «غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ، أَخْلُفُهُمْ فِي رِحَالِهِمْ، فَأَصْنَعُ لَهُمُ الطَّعَامَ، وَأُدَاوِي الْجَرْحَى، وَأَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى».

وفيه (1810) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو بِأُمِّ سُلَيْمٍ وَنِسْوَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ مَعَهُ إِذَا غَزَا، فَيَسْقِينَ الْمَاءَ، وَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى».

وفيه عن يزيدَ بنِ هُرْمُزَ أن نَجْدَةَ بن عامر الحَرُورِيَّ الخارجيَّ كتب إلى ابن عباس يسأله عن خمس خِلال: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو بِالنِّسَاءِ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنَّ بِسَهْمٍ؟ وَهَلْ كَانَ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ؟ وَمَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ الْيَتِيمِ؟ وَعَنِ الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ؟

فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «لَوْلَا أَنْ أَكْتُمَ عِلْمًا مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِ»، وفي لفظٍ: «فَلَوْلَا أَنْ يَقَعَ فِي أُحْمُوقَةٍ مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِ»، وفي ثالث: «وَاللهِ لَوْلَا أَنْ أَرُدَّهُ عَنْ نَتْنٍ يَقَعُ فِيهِ مَا كَتَبْتُ إِلَيْهِ، وَلَا نُعْمَةَ عَيْنٍ»، ثُمَّ كَتَبَ إِلَيْهِ: «كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْزُو بِالنِّسَاءِ؟ وَقَدْ كَانَ يَغْزُو بِهِنَّ، فَيُدَاوِينَ الْجَرْحَى، وَيُحْذَيْنَ مِنَ الْغَنِيمَةِ، وَأَمَّا بِسَهْمٍ فَلَمْ يَضْرِبْ لَهُنَّ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يَقْتُلُ الصِّبْيَانَ، فَلَا تَقْتُلِ الصِّبْيَانَ. وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي مَتَى يَنْقَضِي يُتْمُ الْيَتِيمِ؟ فَلَعَمْرِي، إِنَّ الرَّجُلَ لَتَنْبُتُ لِحْيَتُهُ وَإِنَّهُ لَضَعِيفُ الْأَخْذِ لِنَفْسِهِ، ضَعِيفُ الْعَطَاءِ مِنْهَا، فَإِذَا أَخَذَ لِنَفْسِهِ مِنْ صَالِحِ مَا يَأْخُذُ النَّاسُ فَقَدْ ذَهَبَ عَنْهُ الْيُتْمُ. وَكَتَبْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْخُمُسِ لِمَنْ هُوَ؟ وَإِنَّا كُنَّا نَقُولُ: هُوَ لَنَا، فَأَبَى عَلَيْنَا قَوْمُنَا ذَاكَ».

فائدة: ورد عن جمع من النسوة أنهن كن في ذا الأمر بعد وفاة الرسول على مثل ما كان عليه نساء النبي ونساء أصحابه وهو بين ظهرانَيهم صلى الله عليه وسلم، وهاك نماذجَ لذلك:

- فعن خالد بن سيحان قال: «شهدتُ تُسْتَرَ مع أبي موسى، ومعنا أربع نسوة يداوين الجرحى، فأسهم لهن». وفي لفظ: «شهدَتْ تُستر مع أبي موسى أربعُ نسوة أو خمسٌ، فكن يستقين الماء ويداوين الجرحى، فأسهم لهن أبو موسى». أخرجه ابن أبي شيبة في موضعين من "المصنف"، وقال الشيخ ناصر الدين الألباني وزاد عزوه إلى البخاري في "التاريخ" (2/1/153): إسناده يحتمل التحسين.

- وعن عبد الله بن قرط الأزدي قال: «غزوت الروم مع خالد بن الوليد، فرأيت نساء خالد بن الوليد ونساء أصحابه مشمِّرات يحملن الماء للمهاجرين يرتجزن». قال الشيخ ناصر: أخرجه سعيد (3/2/307/2788) بإسناد صحيح، وله عنده (2785) طريق آخرُ ضعيف معضل.

[7] عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ = (أي: مترس عليه ليقيَه طِعان الأعداء، والحَجَفَة: التُّرس) =، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ النَّزْعِ، وَكَسَرَ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ، فَيَقُولُ (نَبِيُّ اللهِ): «انْثُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ»، قَالَ: وَيُشْرِفُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَا تُشْرِفْ، لَا يُصِبْكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ، قَالَ: «وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا = (يعني: الخلاخيل، وهذا كان قبل فرض الحجاب، وعن غير تعمد نظر إلى سُوقهن) =، تَنْقُلَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا، ثُمَّ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ، وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا مِنَ النُّعَاسِ». أخرجه البخاري (2880، 3811، 4064)، ومسلم (1811).

تنبيه: رأيتَ - حفظك الله - أن التي كانت تحمل القرب مع أم سليمٍ هي عائشة أم المؤمنين، لا فاطمة بنت النبي الأمين، وإذِ الأمر كذلك فذِكرُ المؤلف لفاطمةَ – رضي الله عنها - ههنا وهْمٌ منه - رحمه الله – ومغلطة.

على أن فاطمة رضي الله عنها كانت فيمن خرج إلى أُُحُد بعد أن انصرف المشركون، بَيْدَ أنها التزمت النبي – صلى الله عليه وسلم – وطفِقتْ تغسل جراحاته كما سيأتي ذكر ذلك إن شاء الله.

فائدة: يدخل في قول المصنف - رحمه الله -: ((... وأم سليم وغيرها )) جماعةٌ من النسوة، منهن أم سَلِيط – رضي الله عنها -، وهي والدة أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه -، وقد عقد لها البخاري – رحمه الله – بابًا في كتاب المغازي من "صحيحه"، فقال: باب ذِكر أم سليط، وأورد تحته حديث ثعلبة بن أبي مالك (رقْم 4071)، أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قَسَمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءٍ مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ، فَبَقِيَ مِنْهَا مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَعْطِ هَذَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي عِنْدَكَ، يُرِيدُونَ: أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ، فَقَالَ عُمَرُ: «أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ بِهِ»، وَأُمُّ سَلِيطٍ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ، مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ عُمَرُ: «فَإِنَّهَا كَانَتْ تَزْفِرُ = (أي: تحمل) = لَنَا القِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ».

وكان البخاري قد ذكر هذا الحديث أيضًا في كتاب الجهاد والسير، رقْم (2881)، وترجم له: باب حمْل النساء القِربَ إلى الناس في الغزو.

[8] عن أبي حازم أنه سمِع سهل بن سعد الساعديَّ – رضي الله عنه – وهو يُسأل عن جُرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أَمَا وَاللَّهِ، إِنِّي لَأَعْرِفُ مَنْ كَانَ يَغْسِلُ جُرْحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ كَانَ يَسْكُبُ المَاءَ، وَبِمَا دُوِيَ. كَانَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلاَمُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغْسِلُهُ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَسْكُبُ المَاءَ بِالْمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ المَاءَ لاَ يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةً مِنْ حَصِيرٍ، فَأَحْرَقَتْهَا، وَأَلْصَقَتْهَا، فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَئِذٍ، وَجُرِحَ وَجْهُهُ، وَكُسِرَتِ البَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ». رواه البخاري في مواضعَ من "صحيحه" (243، 2903، 2911، 3037، 4075، 5248، 5722)، ومسلمٌ (1790).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- ما أكرم وأرحم ربي
محمد الحمود - المملكة العربية السعودية 19-09-2014 09:10 PM

اللهم لا تحرمنا فضلك ووالدينا ومشائخنا وجميع المسلمين نعم النساء شقائق الرجال

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة