• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / المرأة في الإسلام


علامة باركود

المرأة العاملة المتوازنة

المرأة العاملة المتوازنة
بثينة محمد علي الصابوني


تاريخ الإضافة: 23/9/2018 ميلادي - 12/1/1440 هجري

الزيارات: 15525

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المرأة العاملة المتوازنة


♦ مَن هي المرأة العاملة؟ أو المرأة ذات الوردية الثانية؟ "كما تُطلِق عليها الباحثة الأمريكية أيد إيلين".

إنَّ العمل في فكر الحضارة المعاصرة وتطبيقاتها يعني: كل جهد يبذله الإنسان ويجلب مالًا، دون النظر في مضاعفاته الاجتماعية والإنسانية، فالمالُ هو الهدف في الحياة، وحوله تتمحور قِيَم العمل، لكن العمل في المفهوم الإسلامي هو: كل جهدٍ يُسهم في سلامة النوع البشري ورُقيِّه، وكما ذكرت اللجنة الأمريكية حول العمل والتربية على لسان رئيسها جيمس أتولي: "مِن السخافة أن تعتبر مربية الأطفال عاملةً؛ لأنها تُربِّي أبناءها مجانًا"، ومِن هذا المنطلق نُدرك أنه لم تكن المرأة في يوم من الأيام عنصرًا خاملًا في المجتمع، فهي إن لم تكنْ تعمل خارج البيت في وظيفةٍ ما، فإنها ربَّةُ المنزل وسيِّدتُه، وليس عملها في بيتها بأقل أهمية مِن عملها خارجه، وليس حقيرًا كما يدَّعي البعض، بل هو عملٌ جليلٌ وعظيمٌ تُؤجَر عليه، كما أنها مسؤولةٌ عنه أمام بارئها، وهو مجالها الطبيعي، تستقرُّ فيه وتحنُّ إليه مهما بعدتْ عنه بأي عمل آخر.


♦ إذًا فمُصْطَلَح المرأة العاملة ليس مقابلًا لمصطلح المرأة غير العاملة، وإنما هو مقابل للمرأة ذات الوردية الواحدة، وانطلاقًا مِن هذا المفهوم فقد أطْلَق عليه بعضُ الباحثين الوردية الثانية في حياة المرأة العاملة، ومع أن المرأة ذات الوردية الثانية تقوم بواجبين أحدهما نحو بيتها، والآخر نحو مجتمعها، فإن هناك أشكالًا مِن التقصير وعدم الاستقرار في الأسرة لاحظه المتخصِّصون والمهتمُّون بالأمر، برغم التقدُّم الكبير في الوسائل التكنولوجية التي تُيسِّر عمَل المرأة في البيت، وتُساعدها في إنجاز مهامِّها بيُسرٍ وسهولة، وهذا ليس في العالم المتقدِّم فحسبُ، بل أيضًا في الجوِّ الأُسَري، وفي عالمنا الإسلامي بعد أن دخلت المرأة مُعْترك الحياة العملية، وخاضت تجربة الخروج للعمل "المأجور ماليًّا" مع الرجل في كلِّ مجالات الحياة؛ لأن المرأة كانتْ تُوجِّه اهتمامها إلى ناحية واحدة، فأصبح لديها اتجاه آخر، وعليها أن تُوجِّه اهتمامها إلى كلا الاتجاهين معًا، هذا التوجُّه ثنائي المسؤولية أدى إلى تعرُّض المرأة في كثير مِن الأحيان إلى ما يُسمَّى بصراع الأدوار وما يتضمَّنه مِن اضطراباتٍ نفسيةٍ وجسديةٍ واجتماعيةٍ.


♦ والحقيقة أن عمل المرأة لم يكن مشكلةً اجتماعيةً تحتاج إلى حلٍّ، لولا أن رافقه ظهور مشكلات أسرية لم تكن في السابق قبل خروج المرأة للعمل، وهذا ما أثبتتْه الدراسات الحديثة؛ أذكُر على سبيل المثال نتائج بعض هذه الدراسات حول عمَل المرأة؛ حيث أظهرت النتائجُ أنَّ خروج المرأة للعمل أدى إلى:

1- الإهمال في إدارة البيت.


2- اضطراب الأبناء وانحرافهم، وتأخُّرهم دراسيًّا؛ حيث إنهم لا يلقون الرعاية الكافية؛ فالأمُّ مُرهَقَةٌ متوتِّرةٌ يستحيل عليها أن تُشرف وتُوجِّه، أو تتفهَّم أبناءها.


3- توجد عَلاقةٌ بين عمل الأمِّ ومستوى الصحة النفسية لدى أبنائها.


4- تدني المستوى الخُلُقي في الجيل الحاضر، تقول خبيرة اجتماعية: "إن التجارب أثبتتْ ضرورة لُزوم الأُمِّ بيتها، وإشرافها على تربية أولادها، فإنَّ الفارق الكبير بين المستوى الخُلُقي للجيل الماضي إنما مرجعُه إلى أن الأمَّ هجرتْ بيتَها وأهملتْ طفلَها، وتَرَكَتْهُ إلى مَنْ لا يُحسِن تربيته".


♦ يقول مختص في علم الأجناس البشرية مُوضِّحًا تلك النتيجة: إن أهمية الحنان كبيرة، فهي شرط رئيس لا غِنى عنه من أجل نموِّ الطفل وتطوُّره النفسي والعقلي والجسدي، وإن الحرمان مِن الحب والحنان يُؤدي إلى تأخُّر النموِّ الجسدي، كما أنه أشدُّ وأفدح على صعيد نموِّ الشخصية وسلوك الطفل وتصرُّفاته، فالإجرامُ والعنف العصبي والتعقيد النفسي واضطرابات السلوك - ترجع إلى الحرمان الذي عاناه الشخص في فترة طفولته.


هكذا نجد كثيرًا مِن الباحثين في الصحة النفسية يُوضِّحون أن خروج المرأة للعمل له أثرُه الواضح في حياة الأسرة، ويؤدي في كثيرٍ من الأحيان إلى التفكُّك الأُسَري، وبمعنى آخر: يفقد رُكنَا الأسرة التوافُق فيما بينهما والتوافُق مع عملهما؛ مما يعني: أن تبتعدَ صحَّتها النفسية عن السواء المطلوب مِن كل فرد ليعيش متكيِّفًا مع نفسه وشخصيته وذاته، ومُتكيِّفًا مع البيئة التي يعيش فيها داخل الأسرة أو داخل العمل، ليحيا حياةً ملؤُها التآلُف والتفاهُم والوِفاق، يقول شوقي:

ليسَ اليتيمُ مَنِ انْتَهَى أبَوَاه مِنْ
هَمِّ الحَياةِ وخلَّفَاه ذَليلَا
فأصَابَ بالدُّنيا الحكيمة منهما
وبحُسْنِ تربيةِ الزَّمانِ بَديلَا
إنَّ اليتيمَ هو الذي تَلْقَى لَهُ
أُمًّا تخلَّتْ أو أبًا مَشْغُولَا

 

فماذا نُريد من المرأة العاملة بعد هذا العرض الوجيز؟! ومَن المرأة التي نُريد؟! هل تترُك عملَها؟! أو ماذا تفعل؟!

بالطبع لن نقولَ لها: اتركي عملَكِ، فهناك أعمالٌ يحتاج إليها المجتمعُ، كما أنَّ هناك من النساء مَنْ هي بحاجةٍ أو هناك ضرورة شرعية إلى العمل، ولكن نقول: بما أن المرأة العاملة هي امرأة خارج بيتها، فعليها أن تكون داعيةَ فضيلةٍ وعفَّةٍ وحياء، لا أن تكون عارضةَ أزياءٍ أو مسوِّقة مكياجات، تُغري من حيث تدري أو لا تدري؛ ولذلك فهي مُطالَبةٌ بإتقان حجابها، وعدم التزيُّن أو التعطُّر، وعليها التزام الحديث المتَّزن الذي لا يتجاوز الضرورات مع الرجال، فلتكن امرأةً قويَّةً غيرَ مائعةٍ، صامدةً غيرَ متمايلة، وَقُورةً غيرَ مبتذلة، مُحجَّبةً غيرَ سافرة.


♦ ونُريدها أن تكونَ حاملةَ لواء الدعوة مع بنات جنسها، تحثُّ النساء أن يكنَّ مُخلصات في أعمالهن مِن أجل تحقيق معنى الحضارة الدينية الحقَّة، وأن يلتزمْنَ أثناء عملهنَّ بأخلاق الدين الداعي للفضيلة والحجاب وعدم الاختلاط حتى في الصلوات وأثناء العبادات، وأن يكنَّ مثالَ المرأة المسلمة التي تجمع بين الإتقان في العمل والإبداع فيه، وبين الخُلُق والعفَّة والإيمان المتين.


♦ ونُريد المرأة التي تستغلُّ ميدان العمل في دعوة زميلاتها، وإرشادهنَّ إلى تعاليم الإسلام الخالدة في العبادات، والأخلاق، والمعاملة، والحوار، والعِشْرة الزوجية، والعِلْم الشرعي، والذِّكْر، وغيرها.


♦ ونُريد من المرأة العاملة لكي تُحافظ على بيتها أن يكونَ عملُها بقناعةٍ تامَّةٍ من زوجها ورضًا منه؛ لأن دور الزوجة يستند أساسًا إلى قبول الزوج له، وتقديره لمدى نجاحها أو فشلها في إنجازه، والقيام بمتطلَّباته؛ حتى لا يكون العمل سببًا للمشكلات؛ إذ إنَّ قناعة الزوج تجعله يغضُّ النظر عن بعض أخطاء زوجته وتقصيرها، بل ربما يكون دافعًا له على حُسْن تفهُّمه للوضع ومساعدتها إذا احتاج الأمر.


♦ نُريد المرأة التي تكون أسرتها هي اهتمامها الأول، وتردِّد دائمًا: الأولوية لأسرتي، فتحرص عليها، وتحرص على التنسيق مع زوجها لأداء حقِّ المنزل على الوجه الأكمل، وتسعى إلى رفع كفاءتها في إدارة منزلها وتدبير شؤونه لتحقيق الأداء المتكامل لمتطلَّبات الأسرة، مع الأداء المتقن لمتطلبات العمل.

 

♦ نُريد المرأة التي تُوازِن بين متطلَّبات زوجها وأبنائها وواجباتها نحوهم وبين عملها؛ بحيث لا يطغى العملُ على متطلَّبات حياتها، فيؤثِّر بالتالي على علاقتها بزوجها، وتحرص على القيام بواجبها تجاه زوجها في زماننا الذي كَثُرَتْ فيه الفتنُ المحيطةُ من كلِّ جانب.

 

♦ نُريد المرأة التي تحرص على تحقيق الصحة النفسية في الأسرة للزوج والأبناء؛ حتى لا تتأثَّر نشأة أبنائها، ولا يتراجع مستوى دراستهم، وذلك بإشاعة روح الطُّمَأْنينة والراحة النفسية والهدوء، والنظام والتكامُل في المنزل مع المرونة.


إن المرأة العاملة قد اختارتْ أن تكون عنصرًا جامعًا بين متطلَّبات الأسرة وخدمة أفراد المجتمع، بما فيه صلاح الدين والدنيا؛ ولذلك فعليها أن تُجهِّز نفسها للجهد المضاعف، لا أن تلجأ إلى الهرب مِن تبعات المنزل والتقصير فيه تَعلُّلًا بكثرة المهامِّ والأعمال في الوظيفة وغير ذلك، بل عليها أن تُثبت أنها قادرة على القيام بأكثر مِن دورٍ اجتماعيٍّ.


♦ نُريد المرأة التي تعلم أنها مسؤولةٌ أمام الله في كلِّ حالٍ؛ عملتْ خارج المنزل أم لم تعمل، وهنا تكون متوازنةً في تحديد الأولويَّات في حياتها، فهي راعيةٌ في بيت زوجها، متمثِّلةً قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كلُّكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّتِه، والإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّتِه، والرجلُ راعٍ في أهلِه ومسؤولٌ عن رعيَّتِه، والمرأةُ في بيت زوجِها راعيةٌ ومسؤولةٌ عن رعيَّتِها))[1] .



[1] أخرجه البخاري: ك: "الوصايا"، ب: تأويل قوله تعالى: ﴿ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ﴾ [النساء: 11]، ح: "2751"، ومسلم: ك: "الإمارة"، ب: "فضيلة الإمام العادل..."، ح: "1829" من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة