• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الكوارث والزلازل والسيول


علامة باركود

الإنذارات الإلهية في الزلازل والأعاصير

كمال عبدالمنعم محمد خليل


تاريخ الإضافة: 30/4/2015 ميلادي - 11/7/1436 هجري

الزيارات: 25055

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإنذارات الإلهية في الزلازل والأعاصير


يقول الله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24]، قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - في "تفسير القرآن العظيم" ما ملخَّصُه: "إنَّ الأرضَ إذا أخذتْ زينتَها، وحسنَتْ بِما خرَج في رباها من زهور نَضِرة مُختلفة الأشكال والألوان، وظنَّ أهلها الذين زرَعوها وغرَسوها أنهم قادِرون على حَصادها، فبينما هم كذلك إذ جاءتها صاعقة، أو ريحٌ شديدة، فيبسَت بعد الخُضْرة والنَّضارة، فكأنَّها لم تنعم قبل ذلك" ا. هـ.

 

حقًّا ما أضعَفَ الإنسان! وما أوهَنَ قوتَه! فما بين عشيّة وضُحاها يتحوَّل أمنه إلى خوف، وفرحه إلى حزْن، وسعادته إلى شقاء، وزينته وزخرفه إلى دمار وهلاك، وحياته إلى موت، هذه حقائق ينبغي أن ينتبه إليها كل عاقل، ويعمل لها كل ذي فطرة سوية، فيُصبح همُّه الشكر لخالقه، ويُمسي همُّه الذِّكر، وما بين الحين والحين يرسل إلينا ربُّنا المذكّرات والمُوقظات، من الآيات البيّنات، الظاهرة أمامنا؛ كي يعود الحائد عن الصراط المستقيم، ويلوم المفرط في جنْبِ الله نفسَه، ويتوب عن الذنوب مَن أدمَنَها وأَلِفَها، ويتواضَع المتكبِّر على الله وعلى الناس.

 

حوادث متكرِّرة:

إننا نُشاهد كل فترة - بل كل يوم إن أحسَنّا المُتابعة لما يدور في عالَمنا - هذه المَصائب التي تَحدث، وتلك الكوارث التي يُصاب بها مَن يَسكنون هذه الأرض، في شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، زلازل، أعاصير، براكين، سيول، رعد، برق، تصدُّعات في الجِبال، تشقُّقات في الأرض، منازل تُهدم، حرائق تشتعل، أرواح تُزهق، دمار يُصيب الأرض وما عليها، كل ذلك يحدث دون سابق إنذار، كأنها صورة مصغَّرة لما سيكون يوم القيامة، تمور السماء، تَموج البحار، تتزلزل الأرض، تشخص الأبصار من الأهوال، ﴿ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴾ [القمر: 50].

 

إنَّ مَن يريد أن تتبيَّن له الحقائق بجلاء؛ ليَعرف حجم الدمار الذي تُخلِّفه تلك الكوارث - عليه أن يُشاهد صور تلك المدن التي أصيبَت جرَّاء ما حدث فيها قبل وبعد الكارثة؛ حيث ترى الفرق شاسعًا بين الحالَين، وبين الصورتَين، تبدَّل النور إلى ظلام، والخضرة إلى رماد، والنظام والترتيب إلى أكوام من بقايا المنازل، وغير ذلك، فلا تكاد تسمع بعد أصوات اللهو والطرَب إلا أصوات الصراخ والعويل والاستغاثة، سبحان الله! ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴾ [الأعراف: 97، 98]، روى أحمد والترمذي والنَّسائي والبخاري في "الأدب المفرد" عنْ سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه رضي الله عنهم أجمعين أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: ((اللهمَّ لا تَقتلْنا بغضبِك، ولا تُهلِكنا بعذابك، وعافِنا قبْل ذلك)).


ليس غضب الطبيعة:

العجب كل العجب لمن ينسب ما يحدث حولنا إلى الطبيعة، فيقولون: "غضب الطبيعة"!

 

إن الطبيعة مِن حولنا هي مِن مخلوقات الله تعالى، فهي لا تملك أن تفرح أو تغضب، ولا تملك أن تسعد أو تشقى، فكل ما تحويه من أرض وسماء، وبحار وأنهار، ورياح وسحاب، ورياح وأمطار، جاء لله طائعًا، وله ساجدًا، لا يَملك إلا القول: "سمعْنا وأطعْنا"؛ قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11]، فالطبيعة لا تملك خلقًا أو أمرًا، ولكنه إعراض المُعرِض، وغفلة الغافل، فهل يُمكن إنكار خلق الإنسان، لننسبَه إلى الطبيعة؟ ونُنكر خلق هذا الكون بما فيه من إتقان صَنعة ونَنسبه إلى الطبيعة؟ ونسأل هؤلاء جميعًا - كما سأل القحطانيُّ في نونيته -:

أترى الطبيعة صوّرتْك مصوَّرًا
بمسامعٍ ونواظرٍ وبَيانِ؟!
أترى الطبيعة أخرجتْك مُنكَّسًا
من بطن أمِّكَ واهيَ الأرْكانِ؟!
أم فجَّرت لك باللبان ثديَّها
فرضعْتها حتى مضى الحَولانِ؟!
أم صيَّرت في والدَيكَ محبَّةً
فهما بما يُرضيكَ مُغتبطانِ؟!

 

إنذار.. وبعد:

إنَّ المسلم يقف على الآيات مِن حوله، ويضعها موضع التذكرة والاعتبار؛ من أجل أن يترقى في مراتب الإيمان، ويسمو بنفسه ويعلو إلى أنبل الغايات، والله تعالى يقول: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59]، فهي إنذارات لبني البشَر لمُراجعة النفس، والكفِّ عن العصيان.

 

إنَّ ما يحدث في عالمنا من أقصاه إلى أقصاه، ومن شماله إلى جنوبه، ومِن شرقِه إلى غربه من كوارث تتعدد وتتنوع - ليَدفَعُنا دفعًا إلى التوبة والأوبة، والانتفاع بالذِّكرى، التي لا ينتفع بها إلا أصحاب القلوب الحية، والضمائر اليقظة؛ ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37].

 

اللهمَّ احفظْنا من بين أيدينا، ومِن خلفنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نُغتال من تحتِنا.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة