• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الكوارث والزلازل والسيول


علامة باركود

الزلازل والعلم الحديث

الزلازل والعلم الحديث
د. شاكر أبو الفتوح


تاريخ الإضافة: 16/1/2012 ميلادي - 21/2/1433 هجري

الزيارات: 14789

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في حديثنا اليومي نقول عندما نصف شيئًا بالصلابة والثبات نقول إنه جامد كالصخر، ولكننا نجد في علم الأرض (الجيولوجيا) أن الصخور والجبال وكل شيء على سطح الأرض هو أبعد ما يكون عن الثبات.

 

فالصخور الصلدة التي تبذل الجهد في تحطيمها أو تحريكها، والجبال الراسيات التي تأخذنا بضخامتها وعلوها: لو أمعنا الفكر قليلًا في طبيعتها لوجدنا أنها ملامح مؤقتة لقشرة الأرض التي تتغير وتتبدل مع مرور الزمن.

 

فالصخور تتفتت وتنهار، والجبال تقوم وتتشكل ثم تتلاشى وكأنها السحاب: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88].

 

كل هذا التغير مع الزمن نجد أن عوامله تستمد من الهواء بما فيه من أكسجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء ومن الحرارة والبرودة التي تتناوب الليل والنهار والصيف والشتاء، وأيضًا من الأمطار والجليد، وأحيانًا الرمال التي تذروها الرياح: ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31].

 

هذه العمليات ذات أصل خارجي وتسمى كل هذه المؤثرات الطبيعية في علم الجيولوجيا بالعوامل الخارجية والتي تسبب الحركات الأرضية البطيئة ولا يلاحظها الإنسان في حياته، ولكن يمكن مشاهدة أثرها، فهي المسئولة عن بناء الجبال ورفع وخفض القارات. وفي غالب الأحوال نرى أن معظم الصخور مصدعة ومجعدة وكأنما وضعت بين فكي منجلة كونية جبارة.

 

إنها الحركات الأرضية التي تعبر - بنشاطها هذا - عما في باطن الأرض من اضطراب وطاقة ضخمة مخزونة، والتي نلمس آثرها الخاطفة بين الحين والحين على هيئة الزلازل والبراكين، وتسمى هذه العمليات بالعوامل الداخلية أو الحركات الأرضية السريعة، وهي تتم في وقت قصير جدًا، ويمكن أن يشعر بها الإنسان ويلمس أثرها السريع.

 

وهي تستمد الطاقة اللازمة لحدوثها من الحرارة المنطلقة في باطن الأرض، حيث إن الأرض تتكون (في شكلها البيضاوي) من طبقات متتالية عبارة عن القشرة الأرضية والتي تتكون غالبًا من الطبقات الرسوبية وهي حوالي 10 كيلو مترات، ثم طبقات أخرى تزداد كثافتها إلى أسفل وتصل إلى عمق 29 كيلو متر، ثم يلي ذلك لب الأرض وهو يبدأ من حوالي عمق 35 كيلو متر وحتى مركز الأرض، وهو مكون من خليط من الحديد ونسبة من النيكل في حالة مصهورة ذات كثافة عالية ولهيب شديد الحرارة والضغط، وهذا يوضح مدى هول ما تحويه الأرض في باطنها، ونجد هذا واضحًا في قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ ﴾ [الإسراء: 37].

 

وتنشأ الزلازل نتيجة لحدوث كسر (صدع) في الصخور الأرضية وانـزلاق للصخور على سطح هذا الكسر أو حركة أرضية على كسر قديم غير ظاهر، وينتج عن هذه الحركة الأرضية ذبذبات في صورة موجات تنتشر في جميع الاتجاهات خلال القشرة الأرضية منبعثة من مصدر الاضطراب.

 

وبالنسبة لما حدث في مصر فإن مصدر - أو مركز - الزلزال كان في شمال شرق بحيرة قارون، ومنطقة الفيوم هذه بها صدوع نتيجة بعض الحركات الأرضية منذ 20 مليون عام، والحركة الأرضية الجديدة على هذه الكسور (الصدوع) القديمة جاءت بسبب زيادة وزن الرواسب السطحية التي تكونت في العصور الحديثة منذ 10 آلاف عام مما أدى إلى عدم توازن في القشرة الأرضية ومحاولة تفريغ الطاقة المخزونة داخل باطن الأرض واستعادة توازنها من جديد؛ لأن زيادة الضغوط في أي منطقة يحدث ثنى في الصخور فتهبط لأسفل ويعقبه شد وجذب مما ينتج عنه شروخ في الصخور بعد زيادة معينة لهذه الضغوط. وهذا يفسر في علم الأرض بنظرية التوازن الثابت أو الأيزوستاتيكي للقشرة الأرضية. وهي تقول أن قشرة الأرض في الأحوال العادية تكون في حالة توازن في جميع أجزائها.

 

أي أن حالة البناء موازية لحالات الهدم. وفي الحقيقة أن عملية البناء أو استعادة التوازن لا تتم بنفس السرعة التي تسير بها عمليات التآكل والتعرية وهذا هو السبب في وجود مناطق كثيرة من العالم في حالة عدم توازن لمدة طويلة تبدأ بعدها عملية استعادة التوازن في بطء.

 

ونجد القرآن الكريم يخاطبنا منذ 1400 عام في آية واضحة جلية حيث يقول المولى عز وجل: ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ ﴾ [النحل: 15] وهذا الآن ما يعرف باسم قانون التوازن حيث أن المادة الأقل وزنًا ارتفعت على سطح الأرض في حين بقيت أماكن المادة الثقيلة منخفضات هاوية وهي التي تراها في أشكال البحار. وهكذا نجد أن الارتفاع والانخفاض استطاعا أن يحافظا على توازن الأرض.

 

وعند حدوث أي زلزال يكون الاضطراب أقوى ما يمكن في المنطقة التي تقع فوق مركز الزلزال أو بؤرته، وهي المنطقة التي يقع فيها معظم التخريب والتدمير وتتناقص شدة الهزة بسرعة خارج هذه المنطقة، لذا نجد أن أكثر المناطق تخريبًا كانت في مدينة القاهرة، لأنها بالقرب من مركز الزلزال، وأن تأثير الزلزال يتلاشى -أو يقل - كلما بعدنا عن المركز.

 

وقبل حدوث أي زلزال، تحدث بعض الارتعاشات الضعيفة نسبيًا ثم يحدث الزلزال القوي، ثم يتبعه بعض الارتعاشات الضعيفة التي لا يشعر بها الإنسان ولكن تسجلها الأجهزة فقط.

 

وأعتقد أن الزيادة في نسبة تسجيل الزلازل على مستوى العالم ومصر قد زادت نسبتها فعلًا لكن هذا يعود إلى التوصل إلى أجهزة أدق في معرفة وقياس درجات الزلازل مهما كانت ضعيفة.

 

ويمكن تقسيم المنطقة المحيطة بمنطقة فوق المركز إلى أحزمة ونطاقات متتالية بواسطة خطوط منحنية يوصل كل خط منها بين جميع النقط ذات الشدة الزلزالية الواحدة وتسمى هذه الخطوط بخطوط الزلزلة المتساوية.

 

وللأسف إلى الآن لا يمكن لأي جهاز أن يتنبأ بحدوث زلزال بشكل قاطع رغم تقدم الأجهزة العلمية والأبحاث في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وهما أكبر دولتين تتعرضان للزلازل.

 

والزلازل عملية شائعة الحدوث جدًا، لدرجة أن المراصد الآن في أنحاء العالم المختلفة من الأرض تسجل آلافًا منها في كل عام، ولكن معظم هذه الزلازل ليست إلا هزات أرضية بسيطة، وعلى سبيل المثال: إن مصر يحدث فيها يوميًا العديد من الزلازل وتسجل، لكن لا يشعر بها، لأنها زلازل ضعيفة، وتكون حوالي 2 درجة بمقياس ريختر.

 

وللعلم أن زيادة درجة واحدة في مقياس ريختر لا يعني أن الزلزال زاد درجة واحدة، وإنما يزيد 30 ضعف للدرجة السابقة.

 

وشدة وعنف أي زلزال تبدأ من حجم 6 درجات، وأيضًا الزمن الذي يحدث فيه الزلزال عامل آخر يؤثر في حجم التدمير بالإضافة إلى المسافة من مركز الزلزال، وهناك عامل آخر مهم وهو نوعية الطبقات الأرضية والصخور التي أنشئت عليها المباني لأن هناك طبقات صخرية ورواسب جيدة التوصيل للهزات الأرضية وأخرى رديئة التوصيل أي تستطيع أن تمتص أثر هذه الهزة.

 

لذا يعتقد أن عدم حدوث خسائر كبيرة في المنشئات الموجودة بالقاهرة القديمة يعود إلى أن مبانيها بنيت على طبقة من الطفلة والرمال التي تمتص الهزات الزلزالية، وأن معظم المباني التي تهدمت غالب الظن أنها متهالكة أو أن عمرها الافتراضي قد انتهى.

 

والله سبحانه وتعالى يذكرنا ويدعونا في قرآنه الكريم أن نتدبر الخلق ونتدبر الكون، والله سبحانه وتعالى هو العالم ويعرف دقة ما خلق ولذلك يقول تدبروا في الكون وانظروا فيه ستجدون آياتي وإعجاز خلقي وقدري فيقول سبحانه: ﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53].

 

فعلينا أن نستعد ليوم القيامة ما فيه من أهوال لا تقاس ولا تقارن بما نراه على الأرض من أهوال أو متاعب، والله قد جعل الإنسان شاهدًا بنفسه عليها: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ﴾ [الزلزلة: 1 - 3].

 

فإن ما رأيناه من آثار الزلزال وما أصاب الناس من هلع ورعب وخوف وهلاك ودمار فإنه لا يعتبر شيئًا يذكر لما يراه من زلزال يوم القيامة، وهذا جلي في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا ﴾ [الحج: 1 - 2].

 

إن ما حدث يجب أن يكون هزة للقلوب الغافلة عن طاعة الله، وداعيًا للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وعدم الركون للحياة الفانية، والاستعداد للحياة الباقية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة