• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الكوارث والزلازل والسيول


علامة باركود

زلزال تركيا وسوريا

زلزال تركيا وسوريا
أشرف المزين


تاريخ الإضافة: 20/2/2023 ميلادي - 29/7/1444 هجري

الزيارات: 2160

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زلزال تركيا وسوريا

 

ألقى زلزال تركيا وسوريا بظلاله على أفئدة الجميع وأرواحهم ومشاعرهم وأحاسيسهم، وخطف أبصار سكان العالم أجمع، وعاش سكان الدولتين - ونحن معهم - لحظاتٍ عصيبة بين الحياة والموت، احتُبست فيها الأنفاس، وتشققت فيها الأرض وتصدَّعت، وتبدَّلت الآمال غيرَ الآمال، والطموحات غير الطموحات.

 

لم يعد لأحلام العيش الرغيد، والمستوى الراقي، والقصور الشامخة، والممتلكات والمقتنيات والأموال - أدنى قيمة إذ هُرِع كل ناجٍ إلى الطرقات؛ باحثًا عن ملاذٍ آمنٍ، إلى فضــــاءٍ لا يُقذَف بالركام والكتل الخرسانية فيَطوي تحته جثثَ أحبابنا وأرواحهم.

 

أرض تهتز، وقلوب ترتجف، وعيون تدمَع، وصراخ يعلو، وبيوت تُهدَم، ودعوات ترتفع لمجيبها، لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه.

 

تأتي الزلازل - وهي أكثر علامات الساعة رعبًا - لتؤكد حجم الإنسان الحقيقي في هذا الكون، وأن ما كان يملكه من عقارات وأموال وثروات هي دُمى، عاجزة عن الوقوف بجوار صاحبها الذي لازمته في فقره وغِناه، وسعادته وحزنه، ونعيمه وشقائه، لا تغني عنه شيئًا، ولا ترد عنه نائبات الدهر، ومصائب الزمان ونكباته، وستبقى هذه اللحظات المرعبة عنوانًا للحياة الفانية، التي يتصارع من أجلها الباحثون عن المال، والمتكالبون على الزخرف والبريق، قبل أن يُدفَن معهم كل شيء، ولن يبقى لهم أي شيء، وما بين لحظة وأخرى يطوي تراب المكان وغباره وما فوق الأرض كل شيء.

 

ما أهنأها حياة، وما أعظمها نعمة أن تجلس بين أولادك قانعًا راضيًا شاكرًا لأنعم الله، داعيًا أن يجنبك أهوال الزلازل وتوابعها، وكل مكروه وسوء، فلا ترى بؤسًا في أي من أحبابك، ولا مرضًا يفُتُّ في أوصالك، متجاهلًا ما في أيدي الناس، تاركًا الملك للمالك، فما كان لك سيصل إليك، وما لم يكن لك فلن يصل إليك، حينها ستكون أغنى الناس، وليكن قدوتك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قدوتك في صبره، قدوتك في خُلُقه، قدوتك في حلمه، قدوتك في معاملاته، فغدًا ستدرك أن بِسَاط العمر قد سُحِب من تحتك، وقد أشرفت على الرحيل ولا ينفع حينذاك الندم!

 

لن تكون الزلازل التي ضربت بلاد العالم قديمًا أول الزلازل، ولن يكون زلزال تركيا وسوريا آخرها، فالزلازل قادمة لا محالة، وهنيئًا لمن واجهها بالإيمان القوي، والعمل الصالح، فلا يعنيه – إذًا - مجيء الموت، ما دام مستعدًّا له، مواجهًا زلزال المعاصي والعقوق والنشوز والقتل والظلم، وغير ذلك كثير.

 

ما أحوجنا ونحن نرى بأعيننا مشاهد الزلزال العنيف أن نواجه زلازل المعاصي بثبات القلوب، ورسوخ العقيدة، وقوة الإيمان! وما أعظمها من حياة تلك التي يعيش أصحابها على أرض لا تهتز كأرضنا، ترابها الزعفران، من دخلها ينْعَم ولا يبأس، ويخلُد ولا يموت، لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة