• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الإنترنت (سلبيات وإيجابيات)


علامة باركود

التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة

الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات


تاريخ الإضافة: 11/1/2014 ميلادي - 10/3/1435 هجري

الزيارات: 170060

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التَّعَامُلُ مَعَ وَسَائِلِ الاتِّصَالِ الْحَدِيثَةِ

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أحمدُهُ سبحانه حمداً كثيراً طيباً مُباركاً فيهِ كمَا يُحبُّ ويرضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وصفِيُّهُ مِنْ خلقِهِ وخليلُهُ، فاللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ وبَارِكْ عليهِ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، وعلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بإِحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.

 

أَمَّا بعدُ:

فأُوصيكُمْ عبادَ اللهِ ونفسِي بتقوَى اللهِ تعالَى، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾[1].

 

أيهَا المؤمنونَ:

التعارفُ بينَ البشَرِ سنَّةٌ ربانيَّةٌ، قالَ تعالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ [2] وقَدْ شهِدَ التعارفُ بينَ الناسِ تطوراً نوعيًّا مِنْ خلالِ عالَمِ التواصلِ التقنِيِّ، الذِي قرَّبَ البعيدَ، واختصَرَ المسافاتِ، واستثمَرَ الزمَنَ، وضاعَفَ الإنجازَ، وسهَّلَ المشاقَّ، ووفَّرَ التكاليفَ، فغَدا التواصلُ بينَ الناسِ يسيراً، وزالَ مَا كانَ بينَهُمْ عسيراً، وهذَا مِنْ نِعَمِ اللهِ علينَا، قالَ تعالَى: ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾[3]. وواجبُ النعمةِ أَنْ نشكُرَ اللهَ عزَّ وجلَّ عليهَا، قالَ سبحانَهُ: ﴿ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ﴾[4] ومِنْ شُكرِهَا حُسْنُ استخدامِهَا فِي الخيراتِ، واستثمارُهَا فِي الطاعاتِ، فأدواتُ التقنيةِ الحديثةِ قَدْ تُستخدَمُ فِي النفعِ والخيرِ، وقَدْ تُستغَلُّ فِي إيذاءِ الغيرِ.

 

عبادَ اللهِ:

وللتعامُلِ معَ هذهِ التقنياتِ آدابٌ وأخلاقياتٌ، أهمُّهَا: أَنْ ينوِيَ المسلمُ الاستعانةَ بِهَا علَى الطاعاتِ، وقضاءِ الحاجاتِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:« إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»[5] فهنيئاً لِمَنْ أخلَصَ النيةَ وابتعَدَ عَنِ الأذيةِ فِي استخدامِ وسائلِ التقنيةِ، فإنَّ الأذَى يُنافِي الدينَ، ويصِلُ بصاحبِهِ إلَى البُهتانِ الْمُبينِ، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ:] وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً[[6]فإيَّاكَ يَا عبدَ اللهِ أَنْ تُؤذِيَ المؤمنينَ فِي تَتَبُّعِ العوراتِ،ونَشْرِ الشائعاتِ عبْرَ المواقعِ الإلكترونيةِ والمنتدياتِ، والهواتفِ المحمولةِ ووسائلِ الاتصالاتِ، لأنَّ ذلكَ يَتنافَى معَ الأخلاقِ الفاضلةِ، والمروءةِ النبيلةِ، قال صلى الله عليه وسلم:« يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لاَ تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِى بَيْتِهِ»[7]. فَكَمْ هدَمَ هذَا السُّلوكُ مِنْ أُسرةٍ مستقرَّةٍ، وكانَ سبباً فِي التفريقِ بينَ الأزواجِ، والطعنِ فِي أعراضِ الأبرياءِ.

 

أيهَا المؤمنونَ:

إنَّ استخدامَ هذهِ التقنياتِ فِي بَثِّ الإشاعاتِ بينَ الأفرادِ والأُسَرِ والمجتمعاتِ مِنَ الأخلاقِ الذميمةِ، التِي تُوقِعُ الإنسانَ فِي النميمةِ، وتُفسِدُ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، وتقطَعُ أواصِرَ المودةِ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:« أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمُ؟ الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ للْبُرَآءِ الْعَنَتَ»[8].

 

فاحْذَرْ أيهَا المسلمُ أَنْ تُساهِمَ فِي نَشْرِ الإشاعةِ وبَثِّهَا بينَ الناسِ، فكَمْ مِنْ كلمةٍ تناقَلَتْهَا الألسنَةُ مِنْ غيرِ تَثَبُّتٍ ودرايةٍ، فَأَوْرَثَتْ صاحبَهَا حَسْرَةً وندامَةً، قالَ سبحانَهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾[9] ويَا ندامةَ مَنْ لَمْ يَتَثَبَّتْ فِي نَقْلِ الأخبارِ عَنْ رسولِ اللهِصلى الله عليه وسلم فينشُرَ الأحاديثَ المكذوبةَ، والأخبارَ الباطلةَ، عبْرَ الرسائلِ الإلكترونيةِ، وقَدْ قالَ صلى الله عليه وسلم:« إِنَّ كَذِباً عَلَىَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»[10]. وحتَّى لاَ يقَعَ المسلمُ فِي التَّقَوُّلِ علَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فعليهِ أَنْ يرجِعَ إلَى أهلِ العلمِ والاختصاصِ، ليتأَكَّدَ مِنْ صحةِ مَا يتلقَّاهُ وينشُرُهُ.

 

أيهَا المسلمونَ:

ومِنْ ضوابطِ التَّعامُلِ معَ التقنياتِ الحديثةِ الاحترازُ مِنَ الأفكارِ الهدامةِ، والأخبارِ الكاذبةِ، والأوهامِ الفاسدةِ، التَّي تبُثُّهَا بعضُ المواقعِ الإلكترونيةِ، مِمَّا يتنافَى معَ الدينِ والأخلاقِ، والقِيَمِ والأعرافِ، ويُؤَثِّرُ علَى استقرارِ المجتمعاتِ، وينشُرُ الفسادَ فِي الأرضِ، قالَ اللهُ تعالَى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ* وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾[11]وإنَّ تَوَفُّرَ وسائلِ التواصلِ الإلكترونيةِ يضعُنَا أمامَ مسؤوليةٍ كُبرَى فِي متابعةِ أبنائِنَا وبناتِنَا وتثقِيفِهِمْ علَى الاستخدامِ الأمثلِ لَهَا مِنْ غيرِ إضاعةٍ للوقتِ والمالِ، فيمَا لاَ نفْعَ فيهِ، ولاَ طائلَ مِنْ ورائِهِ. اللهمَّ وَفِّقْنَا لِحُسْنِ الأعمالِ فِي عبادَتِكَ، ووفِّقْنَا لطاعتِكَ وطاعةِ مَنْ أمَرْتَنَا بطاعتِهِ، عملاً بقولِكَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ ﴾[12] بارَكَ اللهُ لِي ولكُمْ فِي القرآنِ العظيمِ ونفعَنِي وإياكُمْ بِمَا فيهِ مِنَ الآياتِ والذكْرِ الحكيمِ وبِسنةِ نبيهِ الكريمِ صلى الله عليه وسلم أقولُ قولِي هذَا وأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولكُمْ، فاستغفِرُوهُ إنَّهُ هوَ الغفورُ الرحيمُ.

 

المصدر: خطب الجمعة من الإمارات - الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف



[1]الحشر: 18.

[2] الحجرات: 13.

[3] النحل: 53.

[4] إبراهيم: 7.

[5] متفق عليه.

[6] الأحزاب: 58.

[7] أبو داود: 4880.

[8] أحمد: 28366.

[9]الحجرات: 6.

[10] متفق عليه.

[11] البقرة: 204 - 205.

[12] النساء: 59.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- benai mellal
somia - maroc 01-03-2017 02:32 PM

merci

2- لها فساد للمحبة
أماني - منطقه تبوك بمحافظه تيماء 16-02-2014 08:21 PM

بين الأخوة والزوجة والأصدقاء والأقارب فأرجوا الانتباه أكثر وأكثر منها

1- السلام
الياس - maroc 16-02-2014 04:38 PM

إنه عرض رئع بالفعل وأتمنى احسن من هذا إن شاء الله

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة