• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الإنترنت (سلبيات وإيجابيات)


علامة باركود

ضبابية ثقافة الرقمنة

ضبابية ثقافة الرقمنة
نايف عبوش


تاريخ الإضافة: 11/2/2019 ميلادي - 6/6/1440 هجري

الزيارات: 8386

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ضبابية ثقافة الرقمنة


في عصرنة جارفة، استولدت في سيرورتها الزاحفة ثورة الإنترنت والمعلوماتية المفتوحة في كل الاتجاهات؛ حيث شاع مؤخرًا استخدامُ الشبكة العنكبوتية في كل المجالات الاجتماعية والتجارية والعلمية والتكنولوجية بلا قيود، وهو ما أدَّى إلى ظهور نمط من الثقافة الأفقية السطحية وشيوعها على نطاق واسع بين الجمهور بشكل عام، وفي أوساط الشباب بشكل خاص، وبشكل كادت فيه ثقافة النخب والاختصاص أن تتنحَّى من التداول جانبًا، وذلك بعد أن أُتيحت المعلومة في ساحة الفضاء الرقمي للجميع دون تمييز، وصار مجال التعاطي معها متاحًا دون معايير تحكمها، وبات بمستطاع الكل الاطِّلاع على المعلومة، ومشاهدتها في لحظة تدفُّقِها، وتحميلها على مواقع التواصُل الاجتماعي، ومن ثم إمكان التعاطي معها، وتداولها على عواهنها، أو بعد تعديلها بسرعة عجيبة، ومن دون التفكير بتمحيص المحتوى، أو اكتراث بدقَّة المعلومات التي يتضمَّنُها.

 

ومع كل الإيجابيات التي أفرزتها ثورة الاتصال والمعلوماتية في اختراق كل الحدود، ونجاحها في إشاعة نمط التثقيف العام أمام المستخدمين دون استثناء، إلا أنها بإتاحة الفرصة لهذا النمط من التثقيف الأفقي؛ ليكون في متناول الجميع، ومن دون قيود، أدَّت إلى تسطيح الثقافة، وإشاعة هيمنة العمومية في الكتابة على مصراعيها، حتى إن الكثير من المستخدمين، استساغ أن يطلق لذَاته ما شاء من الألقاب التي كانت سابقًا حكرًا على النُّخَب، وذوي الاختصاص، بعد أن أصبح الكثير من المستخدمين يتعاطى الكتابة، أو على الأقل، إعادة إنتاجها، حتى إن كان غير مؤهَّل لها، سواء تمَّ ذلك بإبداعه الذاتي، أو باستخدام تقنية النسخ واللصق، ودون أن يكلف نفسه مشقَّةَ البحث العمودي، والقراءة المكثفة، كما كان الحال عليه من قبل، حتى بتنا اليوم إزاء تدفُّق سيل من النصوص الباهتة، لغةً ومبنًى، ومحتوًى، في ذات الوقت الذي تُطالعنا فيه وبدرجة أقل، نتاجات بمنشورات رصينة، ومفيدة، وترتقي بالحسِّ الأدبي، والوعي الثقافي إلى آفاق رحبة.

 

وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن شريحة الشباب من مستخدمي الفضاء المعلوماتي، والمنغمسين فيه، باتت تهتمُّ بتقنيات، وبرامج الاستخدام، وتعمل على إتقان استخدام مختلف تطبيقات التواصُل الاجتماعي، وتركز جهدها على طريقة الإبداع في إتقانها، والتفنُّن في أساليب استخدامها بالدرجة الأولى، ودون اكتراث يذكر بالتعمُّق في المعلومات، ومحتويات المنشورات المتداولة في الفضاء الرقمي على الشبكة العنكبوتية، وهو ما أسهم إلى حدٍّ كبيرٍ في تكثيف خبرة التقانة المجردة لدى المستخدمين بشكل ملحوظ، بحيث باتت الثقافة الشبابية الراهنة تقنية مجردة، وربما كانت ضبابية المحتوى، لا رصينة كما كان عليه الحال مع ثقافة جيل شباب أيام زمان التي كانت تهتمُّ عند التلقِّي بدقَّة المعلومة، وموضوعيَّتها، ورصانة مرجعها، ومدى الانتفاع منها.

 

وبغض النظر عن السلبيَّات الأخرى، وفي مقدمتها الانغماس التام إلى حدِّ الإدمان في دردشات ركيكة اللغة، وغريبة الألفاظ، وما أفرزه هذا التحدِّي، من عزلة في واقع التواصُل الاجتماعي الحقيقي التقليدي بين الأجيال الجديدة، ناهيك عن الاستخدامات الأخرى غير اللائقة، فإن ضبابية الثقافة الرقمية التي ترتَّبَتْ على غيبوبة الحسِّ بخطورة التسطيح الأفقي للثقافة في أوساط الشباب بشكل خاص، وفي الوسط الاجتماعي بشكل عام، قد تحدُّ من حماسهم لتنمية ثقافة رصينة، وتختزل تطلُّعاتهم بالمتاح أمامهم من معطيات وهمية متواضعة وحسب، ما دام الحسُّ العام لهم بات شبه غارق في أوهام ثقافة ضبابية رقمية، ويرضى منها بما تُغذِّيه به من مخرجات، وهو ما يعكس غيبوبة ثقافية، لا بدَّ من مغادرتها بأسرع وقت ممكن، واستبدالهما بثقافة خلَّاقة، وإبداعية، تستوعب معطيات التقنيات الرقمية الحديثة، وما وراءها من مستجدَّات، ولا تقف في تلقِّيها عند حدود مجرد الاستخدام التقني المحض لها، وحسب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة