• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العطلة وأيام الإجازات


علامة باركود

ثم ماذا؟

د. جمال يوسف الهميلي


تاريخ الإضافة: 10/6/2013 ميلادي - 1/8/1434 هجري

الزيارات: 6217

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ثم ماذا؟


جاء الصيف، وأُعلنت حالة الطوارئ في البيوت، وحمي الوطيس واشتد النقاش: أين نذهب؟، وكيف نقضي الإجازة؟ وما وسائل استثمار أوقات الفراغ؟ وغيرها كثير يدور في اوساط المجتمع، وينشط الوالدان في إعمال أذهانهم لتوفير أفضل السبل لسد فراغ أبنائهم وخاصة الصغار منهم، وفي الوقت نفسه تبدأ الاعلانات عن المراكز الصيفية والملتقيات والمهرجانات والمسابقات وغيرها.

 

وفي وسط هذا الحراك تبرز زهرة جميلة ووردة نضرة برائحتها الزكية، فتطل علينا مناشط الدورات العلمية على مختلف مستوياتها وشتى أصنافها، فدورة في اتقان قراءة القرآن وأخرى في حفظ كلام المنان وثالثة في سنة رسولنا العدنان –صلى الله عليه وسلم- ورابعة في حفظ متون من بني الإنسان وخامسة وسادسة وغيرها كثير.

 

وفي تقدير رباني اجتمعنا مع أحد المقربين من صنّاع القرار في إحدى الدورات العلمية المشهورة والمستمرة من سنوات، فكان مما قال:

جلسنا مع المشرف العام على هذه الدورة، واتحفنا بلغة الأرقام فهناك الآف الحفاظ على مدى السنوات الماضية، وهناك مَن نقل حلقة العلم إلى بلده وهناك الكثير من الثمار اليانعة، ثم توقف قليلا وقال: فسألت الشيخ: من كم سنة ,انتم تشرفون على هذه الدورات؟

قال الشيخ: من عدة سنوات (أكثر من خمس).

قال: قلت: ماذا استفاد الطلاب؟

 

الشيخ: حفظ القرآن.

صاحبنا: ثم؟

 

الشيخ: حفظ الأحاديث والمتون العلمية.

صاحبنا: ثم ماذا؟

 

قال: فتوقف الشيخ وحار في الإجابة، ثم قال: يكفي هذا، فحفظ القرآن وحفظ المتون كافي، وليس بعده ثم ماذا؟ انتهى الموقف.

 

واستوقفتني كلمة صاحبنا: ثم ماذا؟ وفعلاً ثم ماذا، هناك مَن حفظ القرآن في فترة قياسية فكرمناه وأعطيناه الجوائز والمكافآت والمقابلات، ثم ماذا.. هناك مَن أتقن القراءات العشر وحصل على إجازة في ذلك ثم ماذا... هناك من تميز الإلقاء والخطابة وبرع فيها فحصد الجوائز المالية والمعنوية   ثم ماذا.. لقد رأيت بعض خريجي الجامعات الشرعية ممن يحفظون القرآن والمتون، لكنهم في الجوانب الأخرى ضعيفين وربما يسيئون أكثر مما ينفعون، ولا داعي للذهاب خارج البلاد، فالمتأمل لبعض خريجي حلقات تحفيظ القرآن يرى العجب من السلوكيات فهناك تناقض بين القول (كلام الله) وبين الفعل.

 

هناك من يقول (وقد سمعتها): أن حفظ القرآن وحفظ المتون وحضور دروس العلم كافٍ في تهذيب الأخلاق وتربية النفوس، كما كان السلف الصالح يعملون. وهذا الكلام يحتاج إلى تدقيق وتفحيص وتأمل، فالسلف كان لديهم منهج في التعامل مع القرآن صرّح به الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - حيث قال: كنا لا نتجاوز العشر آيات حتى نتعلمها فتعلمنا العلم والعمل معاً، فالعلم والعمل لا يفترقان، أما منهجية طلب العلم والأخذ عن العلماء فلها شأن عظيم وخطب جليل نستذكر منه:

• غرس الأخلاق وتنميتها يحتاج إلى معايشة، فالأخلاق تُكتَسب بالقدوة أكثر منها بالكلام فقط ولو اجتمع الكلام مع القدوة لكان نور على نور، ولعل هذا أحد أسرار حرص السلف على تعلم الهدي (السمت والأخلاق) كما قال ابن سيرين: "كانوا يتعلمون الهدى كما يتعلمون العلم".،، وكان علي بن المديني وغير واحد يحضرون عند يحيى بن سعيد القطان ما يريدون أن يسمعوا شيئا إلا ينظروا إلى هديه وسمته[1].

 

• المتأمل لحال الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - وهو أفضل واكمل وأحرص وأخلص معلم ومربي، يرى أنه - صلى الله عليه وسلم - كان بين أصحابه كأنه واحد منهم، حتى "....دخل رجلٌ على جَمَلٍ، فأناخه في المسجدِ ثم عَقَلَهُ، ثم قال لهم: أَيُّكم مُحَمَّدٌ؟ والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مُتَّكِىءٌ بين ظَهْرَانِيهِم..[2]، "وكان يقول للصغير: يا أبا عُميرُ! ما فعل النُّغَيرُ[3]"، "و كانَتِ الأَمةُ من أَهلِ المدينةِ لتأخذُ بيدِ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فما يَنزعُ يدَهُ من يدِها حتَّى تذْهبَ بِهِ حيثُ شاءَت منَ المدينةِ في حاجَتِها"[4]،أي أنهم يرونه عاملاَ وعالماً.

 

هذا لا يعني التقليل من شأن الحلقات القرآنية أو الدورات العلمية، بل على العكس، فنحن نطالب بالمزيد منها وتسهيل الوصول إليها ونشرها في مختلف الأصقاع، ولكن مع إضافة برامج ودورات وأنشطة تُسهم في سد الثغرة وتكامل البناء للشخصية الاسلامية، فالإنسان بطبيعته لابد له من ثلاث دوائر لتكامل بناءه:

1- دائرة المعلومات والمعارف.

2- دائرة السلوكيات والأخلاق.

3- دائرة المهارات كمهارة الإلقاء، ومهارات كسب القلوب مهارات إدارة الذات، ومهارة المناظرة وغيرها.

 

إن فقدان واحدة أو أكثر من هذه الدوائر يؤثر سلباً على بناء الشخصية المتكاملة، كما أن تخلخل التوازن بينها يُنتج شخصية مشوهة فيها تضخم من جهة وضعف من جهة أخرى.

 

ومن أجل المساهمة في رأب الصدع، وتحقيق الشخصية الاسلامية المؤصلة والفاعلة، فإني اقترح ثلاثة أمور:

1- أن يكون هناك برامج رديفة للملتحقين بهذه الحلقات والدورات، تُنمى فيهم مهاراتهم و تساعدهم في اكتشاف قدراتهم وموهبهم.

 

2- وضع برنامج متابعة يوضح مدى تطبيق المتلقي لتلك المهارات[5] والسلوكيات[6]، وهذا يكون بشكل متدرج ومناسب لكل فئة عمرية من الجنسين، كما أنه ممكن أن يكون برنامجاً تتابعياً بحيث يرتقي فيه المشارك كما يرتقي في حفظ المتون، وهذه عملية ليست صعبة، وإليكم نموذج مقترح لمتابعة المشارك:

م

المهارة

تحقق المهارة

ممتاز

جيد

ضعيف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ومن المهم بعد الرصد السعي في التقويم والتصحيح


3- إدراج جزء تطبيقي بعد الجزء النظري، يحدده الشيخ أو المحاضر أو المدرب، ويكون مرتبط بحصول المشارك على شهادة الدورة.

 

وبفضل من الله أُتيح لي التعاون في تطبيق مثل هذه البرامج فكانت لها نتائجها الإيجابية، والتي انعكست على واقع المشارك في حياته اليومية سواء داخل أسرته أو خارجها.

 

إننا نعيش في عصر المعلوماتية، وفي عصر الانفتاح العالمي وفي عصر التدفق الإعلامي، الذي يسمح لكل أحد بأن يستمع لكل أحد، وأن يقول ما شاء متى شاء وكيف شاء، بل وينشره كيف شاء، فعلينا إكساب ابنائنا أدوات العلم ومفاتيحه، والتقليل من منهجية التلقين الأعمى، يا تُرى كيف سيكون حالنا لو تخيلنا جيلنا وهو يملك أدوت العلم وقد غرسنا فيها التأصيل الصحيح والمنهج السليم، وساعدناه أن يكون مصدر علم وإلهام للعالم أجمع.

 

أنا على يقين بأنا سنرى ذلك قريباً، وقريباً جداً - بإذن الله - وما ذلك على الله بعزيز ولا بعيد، والله أعلم وصلى الله على بنينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



[1] الآداب الشرعية لابن مفلح.

[2] رواه البخاري 63.

[3] صحيح أبي داود للألباني 4969.

[4] صحيح ابن ماجه للألباني 3386.

[5] للتعرف أكثر على أهم المهارات يمكن الرجوع إلى كتابنا صناعة الفكر.

[6] أحد مجلدات " مجموع فتاوى شيخ الاسلام " عنوانه السلوك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة