• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / كرة القدم في الميزان


علامة باركود

العنصرية والطائفية

محمد أبو الفتوح غنيم


تاريخ الإضافة: 13/12/2009 ميلادي - 26/12/1430 هجري

الزيارات: 20510

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
لنا أيام ولا يشغل الناس من حولنا إلا الحديث عما يجري بين مصر والجزائر، ولعل الضَّحية في هذه الزوابع إنما هو المواطن المغيَّب، الذي لا زاد له في هذه الفتنة إلا ما يستقيه من الإعلام الموَجَّه هنا وهناك، وتتأجَّج المشاعر، وتتحرَّك الشعوب، ظنًّا منها أنها على حق، وأنها صاحبة قرارها، وهي إنما في واقع الأمر مستغَلَّة؛ سواء من رؤوسها لمصالح شخصية، أو من أعدائها لمصالح أخرى أكبر، ولستُ أزعم أن الخطأ واقع على الشعوب المغيَّبة وحدها لَمَّا ارتضتْ هذا الحال، وانساقتْ كالشياه وراء كل ناعق، وإنما واقع كذلك على الذين استُؤمنوا، وجُعلوا قادة، وما أحسنوا أو صدقوا في قيادتهم.

إنَّ أصل هذه الفتنة ليس مباراة كرة قدم، أو أزمة سياسية، أو تقْسيمًا جغرافيًّا، أو انتسابًا قوميًّا أو عِرقيًّا؛ بل هو في ذات الإنسان، فقد جُبِلَ على نصرة أهلِه وعشيرته ودياره، وهذا ليس مذمومًا على إطلاقه، ولما كان الإنسان يطغى ويتحرَّى الأفضل له، حتى ولو ظلم غيره، جاء الإسلامُ مرشدًا ومبينًا، ومقوِّمًا لسلوك الإنسان، فشرع الزواج لاحتواء العلاقة بين الرجل والمرأة، وحرَّم الزنا، وشرع القصاص والدية لإرضاء أهل القتيل، وحرَّم الثأر، وجعل الولاء والبراء والحب والبغض إنما هو تابع للدِّين؛ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا فضْل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى))، فأسس المجتمع الإسلامي على الوحدة الدينية، لا وحدة الأرض، أو وحدة اللغة، وأنكر على الصحابة - وهم خيْرُ الخلق بعد الأنبياء - دعوتهم للانتصار باسم أفضل فئتين على وجْه البسيطة، المهاجرين والأنصار؛ فقد جاء في البخاري: أن رجلَيْن من المهاجرين والأنصار تشاجرا، فقال الأنصارى: يا للأنصار، وقال المهاجرى: يا للمهاجرين، فسمع ذاك رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ما بال دعوى جاهليَّة؟!))، قالوا: يا رسول اللَّه، كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار؛ فقال: ((دَعُوهَا فإنها منتنة)).

وإننا لو نظرنا في أنفسنا بتريُّث وتمعُّن وصِدق، لألْفينا الطائفية والعنصرية جزءًا لا يَتَجَزَّأ مِن تكويننا، بل ومِن تكوين كل نفس بشرية، وحتى في الدول التي تزعم التقدُّم والمساواة، فإن العنصرية فيها لا تُمحى إلا بتقويم النفس البشرية، وليس ثمة مقوم أفضل من الإسلام وتعاليمه، وما كان منَ الكامل فهو كاملٌ، إننا نرى الطائفية في مصر مُمَثلة في التقسيم الجغرافي للمحافظات، فنجد أهل المنوفية يعيبون أهل الغربية، وأهل الغربية يعيبون أهل الإسكندرية، وأغلب الناس يعيبون أهل الريف والصعيد، وهكذا.

وفي السعودية نراها مُمثَّلة في التقسيم القبلي للمملكة، فالعنزي يسخر من السهلي، والسهلي يسخر من الحربي، وقد نجد الأبيض يسخر من الأسود، وكذا في كل قطر من أقطار العالم الإسلامي، فالعنصرية ليستْ بجديدة علينا، وكلها بجميع صورها كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((منتنة)).

فحتى دعاة القومية العربية، والذين يزعمون أنَّ لهم فضلاً؛ لأنهم يتحدثون لغة القرآن، ويجعلون التفاضل راجعًا للغة - من دعاة هذه الضلالة، وقد نرى البعض يفضل غير المسلم المصري على المسلم غير المصري؛ ولاءً لوطنه، وبراءً من دينه، وسحقًا لأمثال هؤلاء، إنني مصري الجنسية، ولكنني بريء من كل ما هو مصري وليس بمسلم، بريء من كل معصية ترتكب في مصر، بريء من مصر ذاتها إن هي تبرأتْ من هذا الدين، لست أفضِّل مصر على الجزائر، ولا الجزائر على مصر، فإن كنت أرتاح في المملكة أو الجزائر، فهذا لا يعني أنني أبغض مصرَ، أو أكرهها، أو أنني أرضى لها الشر؛ لأنني أتعامَل أصلاً مع البلدَيْن من واقع أنها دول إسلامية، لا فرْق عندي فيما سوى ذلك من مسميات، فالمصري بطبيعة الحال يميل بقلبه إلى بلده، وكذا كل إنسان يميل بقلبه إلى بلده، هذه ليست المشكلة، وهذه يستحيل تغييرها، لكن المشكلة أن يعمي حبُّك لشيء - أيًّا كان - بصيرتك ويحول بينك وبين وتحكيم عقلك.

نعم، أخطا إخوانُنا في الجزائر، وأخطأنا نحن، ولكن الخطأ الأكبر أن تندلعَ الفتنةُ، ويتحول الخطأ الذي نراه بزعمنا كبيرًا إلى كارثةٍ أكبر، فليس أقسى على هذه الأمة مِن أن يفترق أبناؤُها تحت أي دعوى، فما دام يوحِّدهم الدين اسمًا، فعليهم أن يجعلوها وحدة حقيقية، سواء ارتضتْ هذا قياداتهم السياسية وإعلامهم، أو دعوا إلى خلاف ذلك، علينا أن نكون أكثر ذكاءً، وأوسع أفقًا، وأعمق إدراكًا لحقائق الأمور، وأن نجعل مرجعنا في كل أمر إلى ديننا الحنيف، ففيه الخير في الدنيا والآخرة.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- العنصرية
بدوي - السودان 31-07-2012 11:52 AM

العنصرية بين أبنا المسلمين مرفوضة وذلك ذكر كثير في القرآن والأحاديث النبوية
نحن جيل يجب التحرر من العادات البالية والنعرات القبلية الأرض تسع الجميع والارزاق قد سطرها الله لكل عبد {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}

1- بارك الله فيك على الطرح الرائع
أحمد سلامة الشاعر - مصر المسلمة 30-12-2009 08:40 PM
بارك الله فيك ياأخ محمد على هذا الطرح الرائع والسلس وبصراحة أعجبنى أسلوبك جدآ خصوصآ أنك إستشهدت بأكثر من موقف من مواقف التعصب فى بلداننا الإسلامية
وأرى أن العيب قد يكون فينا نحن العرب لا فى غيرنا وأعتقد أن المسلمين من غير العرب فى أندونيسيا مثلآ أو ماليزيا ليس عندهم هذا التعصب البغيض ..

وكما قلت فهذا الولاء الشديد للوطن على حساب الدين له أسباب عدة منها نقص الوازع الدينى لدى الكثير من شباب المسلمين ,, الحدود بين الدول الإسلامية والتى هى من صنع الإستعمار ,, الإهتمام بالخطاب الوطنى للزعماء على حساب الخطاب الدينى والأخوى والإكثار من العزف على وتر الوطنية لا الهوية الدينية مما جعلنا نتأخر ونكون فى ذيل الأمم وأذلها ..

الحل الوحيد هو العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ,, لايوجد أى حل بديل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة