• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / كرة القدم في الميزان


علامة باركود

عن التعصب عند قبور الأولياء وفي مدرجات الملاعب

عبدالعزيز السباعي صالح


تاريخ الإضافة: 25/3/2009 ميلادي - 28/3/1430 هجري

الزيارات: 12649

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من طبائع البشر أن يتعاطَفَ المُتابِعُ لأيِّ صراعٍ، أو مواجهةٍ، أو منافسةٍ مع أحد الأطراف، حتى وإن لم تكن له مصلحةٌ مباشرة أو غير مباشرة في نتيجة هذه الأحداث، فعلى الصعيد السياسي تجد المنحازين لأمريكا في سعيِها الدؤوب نحو تمديد هيمنتها على مستوى العالم.
 
وفي الوقت نفسِه هناك مَن يتعاطف مع قُوًى أخرى، بدأ نجمُها يلوح في الأفق؛ مثل الاتحاد الأوروبي، أو التنين الأصفر، وعلى الصعيد العسكري: هناك مَن يرى في إيران، و"حزب الله" رموزًا للصمود والتصدِّي، ومَن يتمنَّى مِن كل قلبه أن يَنصر الله فروعَ "القاعدة" والتنظيمات الجهادية على أعدائها، ولا يختلف الوضع على صعيد الاقتصاد؛ فهناك مَن يُبارِك عملياتِ "الخصخصة"، وأيضًا مَن يترحَّم على سياسات "التأميم"، من هذا المنطلق يُشَجِّع الناسُ الفِرقَ الرياضية المختلفة؛ لتزجية أوقات الفراغ أحيانًا، وأحيانًا - كما يقول علم النفس - تعويضًا لعجزهم عن خوض صراعات فعليَّة، ترتبط باحتياجاتهم الحقيقية.

في هذا الصدد، فإن أصعب ما يواجِهُ الإنسانَ أن يجد نفسه مضطرًا لإعادة إثبات البديهيات؛ ذلك لأن كثيرًا من ممارسات البشر تختلف أُسُسُه النظرية، ومبرراتُه المنطقيَّة عن ملابسات تطبيقه عمليًّا على أرض الواقع؛ فمِن المعلوم بالضرورة أن جميع المنافسات الرياضية، السلمية منها والعنيفة، بدءًا من "الشطرنج"، مرورًا بكرة القدم، وحتى المصارعة - تعتمد ممارساتُها، ويرتكز ممارسوها على مُسلَّمَة: "إن العقل السليم في الجسم السليم"، وعلى أن القيام بهذه الألعاب تَدفعُ إليه الرغبةُ في التدريب على مواجهة صراعات حقيقية، يَصعب تعويضُ خسارتها، وهذا أمر بديهي، بَيْدَ أنه يختلف تمامًا عمَّا وصل إليه الحالُ، فقد تحوَّلت الرياضة إلى هدف في ذاتها، وأصبح الانتصار في مبارياتها مُنتهى ما يَصبو إليه الناس.

لقد اقتصر اهتمامُ العامة على مشاهدة اللاعبين، ومتابعة أخبارهم، وهذا ليس من الرياضة في شيء؛ بل قمة السلبية بالرجوع إلى الأُسس النظرية، والمبررات المنطقية التي يردِّدها المهتمون بالرياضة؛ لتبرير ولَعِهم بها.

إن الاكتفاء بمشاهدة المباريات ومتابعة أخبارها سلبيةٌ ما بعدها سلبية؛ لأن الرياضة ليست غايةً في ذاتها، وإنما وسيلة تعبوية لغايات حقيقية وضرورية، وإلاَّ فما معنى أن تسكن الكرة بين ثلاث خشبات، اصطُلح على تسميتها بالمرمى؟! وما معنى أن يتمكَّن لاعب شطرنج من محاصرة قطعة خشبية - أو مصنوعة من الذهب - اصطُلح على تسميتها "الملك"؟! حتى التدريبات العسكرية على الرماية، تبدأ بالتصويب على هدف ثابت، لا حراك فيه ولا مقاومة؛ تمهيدًا لإجادة إطلاق الرصاص على صدور الأعداء، وعلى هذا؛ فلو نظرنا لمباريات كرة القدم – مثلاً - على أنها صراعات حقيقية، وإلى الفوز فيها على أنه انتصار مُظَفَّر؛ غابتْ عنا بالضرورة تحديات خطيرة مفروضة علينا، بحكم تصارع الأمم، وتضارُب مصالحها.

نخلص من هذه المقدمة الطويلة إلى أن الرياضة في جوهرها ممارسةٌ لا مشاهَدة، فماذا يستفيد مَن يشاهد شخصًا يجري ويقفز؟! أو مجموعة تتصارع خلف كرة، يعرقل بعضهم بعضًا، ويسبُّ أحدُهم آخر، أو يجذب زميله - غريمه بالأدق - ليمنعه من الوصول إلى بُغيته؟!

إن لم تكن الرياضة خطوةً لما هو أهمُّ، عن طريق التدريب، ورفعِ درجة استعداد مَن يمارسُها، وتدعيمِ إمكانياته وقدراته - صارت عَبَثًا لا طائل من ورائه، وعِبْئًا لا مبرِّر لتحمُّلِه.

ونعود لنكرِّر، ونؤكِّد، ونقرِّر: إن في ممارسةِ الرياضةِ بأشكالها فوائدَ لا يُنكرها عاقل، أما الاكتفاء بالمشاهدة أو المتابعة، فلن يترتَّب عليه أيُّ فائدة تُذكَر، سوى إضاعةِ الوقت، وتشتيتِ الذهن، والعجز عن مواجهة التحديات المحيطة، والأعداء المتربصين، وما أكثرَهم!

وليت الأمرَ يقتصر على المتابعة عن بُعد، أو المراقبة بأعصاب هادئة، ولكن الوضع وصل إلى درجة من التعصُّب، أعمَتِ العقولَ، ودفعَتْ إلى ممارسات غريبة، وأدَّتْ إلى انفعالاتٍ أكثرَ غرابةً، كأن يُصاب أحدُ المشجِّعين بسكتة قلبية إثر هزيمة فريقه الأثير.

هذا الوضع يدفعنا اضطرارًا للتساؤل عن ملابساته، فهل هناك أيادٍ خفيَّةٌ تتلاعب بمشاعر الجماهير، وتدفعهم للتعلُّق بمثل هذه المنافسات؛ لتلهيَهم بها عن غيرها؟!

وإذا كانت هذه الأيادي موجودةً بالفعل - مع استبعاد نظرية المؤامرة - فلمصلحة مَن تَعمل؟

وثَمَّ تساؤل آخر: ماذا لو تحوَّل مشجِّعو الفِرقِ والأندية الرياضية إلى مؤازرة الصامدين في مواجهة الإمبريالية الصهيوأنجلوأمريكية، واعتبروا ليفني وباراك ونتن ياهو - على سبيل المثال - من "كباتن" الفريق المنافس؟

وإذا كان اللاعب الأساسي لأيِّ فريق على استعداد للانتقال إلى أي فريق آخر، فلماذا يعادي المشجِّعُ شقيقَه وزميله في العمل، ويخالفُ الرجلُ زوجتَه؛ تعصبًا لفريق معيِّن؟! 

وماذا عن الآلاف الذين يحتشدون في مدرجات الملاعب، والملايين الذين يتسمَّرون أمام الشاشات لمتابعة أي مباراة، ألا يوجد في قائمة أولوياتهم ما هو أهم من معرفة نتيجة هذه المباراة؟! وهل تحرص هذه الأعدادُ على المشاركة في أيِّ انتخاب، أو استطلاع رأي، أو حتى استفتاء؟! 

قبل الإجابة عن هذه الأسئلة، تحضرنا قصةٌ مشابهة، فقد ورد في الخبر: "أن تاجرًا كان يطوف ببضاعتِه البلادَ على ظهر حماره، وفي مكانٍ ما مات الحمارُ ليلاً، فما كان منه إلا أنْ دفَنَه دون أن يُسوِّيَ "قبرَه" بالأرض، وفي الصباح لَفَت القبرُ الجديد أنظارَ المارة، وتبادلوا التكهنات، حتى ظنَّ أحدُهم أن المدفون من الناس الصالحين، وقد اختار لنفسه هذا المكان؛ حبًّا في أهل هذه القرية الطيبين.

وصادف هذا الخيالُ هوًى في نفوس السامعين، وفكَّروا في إكرام الزائر "العزيز"، وكان قرارهم ببناء ضريح فوق قبر الجثمان "الطاهر"؛ تبرُّكًا واحتفاءً، وبعد عام خطَّطوا لإحياء ذكرى هذا "الولي الصالح"، بإقامة "مولد" كبير، يُدعى إليه الناس.

ومرَّت السنونَ، وبات هذا "المولد" من الثوابت الموروثة، إلى أن عاد التاجر الطوَّاف، وسأل القائمين على الأمور عن هُوية "القطب المبارك" صاحب هذا المقام، وقصُّوا عليه الحكايةَ، فتذكَّرَ فقيدَه في هذا المكان، وصارَحَ محدِّثيه بالحقيقة، بَيْدَ أنهم أعرضوا عنه، وطالَبُوه بالسكوت، وهدَّدوه بمنتهى الصرامة؛ ذلك لأن المولد أصبح موردًا لا ينضب لخير وفير، يَعمُّ جميعَ المتحكِّمين في إدارته".

 تخيَّلْ عزيزي القارئ أن هناك مَن قرَّر مواجهةَ الجماهير المحتشدة لمتابعة إحدى المباريات الهامة - في إستاد القاهرة مثلاً - وقال لهم: "ياسادة، إن الرياضة ممارسةٌ، وليستْ مشاهَدةً بأي حال"، تُرى ماذا سيكون ردُّهم؟

 أغلب الظنِّ أنه لن يختلف عن ردِّ فعل أصحاب "المولد" تجاه صاحب الحمار؛ لأن الرياضة - وكرة القدم بالأخص - قد تحوَّلت إلى صناعة، وتجارة، ومصدر دخلٍ لكثيرين؛ وذلك لأنها أصبحتْ من أخطر وسائل "الدعاية" بأشكالها، وإن بَقِيَ هذا الدخلُ مقصورًا على دائرة ضيِّقة، ولا يصل أبدًا للجماهير الغفيرة، التي تُتابِعُ وتُشاهِد وتنفعل، وتنفق من أموالها على شراء التذاكر والصحف الرياضية، والأهم من هذه الأموال ما يتكبَّده المشجِّعون من حماسٍ، ومجهودٍ، وأوقاتٍ  . 

ولكي تكتملَ ملامحُ الصورة؛ يجدر بنا مراجعةُ البند الخاص بالعمل على نشر المسابقات الرياضية بين الشعوب، الوارد ضمن "بروتوكولات حكماء صِهْيَوْن"، كما يجب تدقيقُ النظر في أنشطة الشركات التي تَرعى الفِرقَ الرياضية، وتعلن على فانلات اللاعبين، وحول خطوط الملاعب، وتستفيد من شهرة النجوم، ولنسأل أنفسنا: لماذا لا تَرعى هذه الشركاتُ الطلابَ المتفوقين علميًّا، أو النابغين في مختلف المجالات الصناعية، والزراعية، والدينية؟!

بقيتْ ملاحظة في هذا المجال، وهي تتعلِّقُ بمغزى التسمية التي يُطلِقها القائمون على أمور الرياضة ومسابقاتها، على الجماهير، تلك الجماهير التي لا تَعلَم أنها المستهدَفُ الأول مِن كل هذه المباريات، والمسابقات، والإعلانات، على اختلاف الدوافع، والنيَّات،   والأغراض، والأهداف، إنهم يسمونهم - ببساطة - (جماهير الدرجة الثالثة)، وهذه   الدرجة – بالطبع - تختلف عن الدرجتين الأولى والثانية  . 

يبدو أنه لا مناص من الإجابة على سؤال الأيدي الخفية بالإيجاب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- وجهة نظر
عماد غزير - مصر 26-03-2009 08:22 PM

وجهة نظر جديرة بالتأمل ذكرتني بمشهد ورد في فيلم طباخ الريس حينما أراد الرئيس أن ينزل للشارع دون إجراءات أمنية وكانت الحاشية تفكر في إخلاء الشوارع فاقترح أحدهم قائلا: نبعت نجيب منتخب البرازيل يلاعب منتخب مصر وبكدة كل الناس هتبقى في الاستاد والباقي هيبقى في البيت بيتابع الماتش!.
ربما كان هناك في الواقع الدولي مثل هذا الوزير عن طريق صناعة الكرة ولا مانع طبعا من الاستفادة من ورائها.
مقال في غاية الروعةأستاذ عبد العزيز.

1- ملامحُ الصورة
مفلح البليدي - مصر 26-03-2009 06:39 PM

ولكي تكتملَ ملامحُ الصورة؛ يجدر بنا مراجعةُ البند الخاص بالعمل على نشر المسابقات الرياضية بين الشعوب، الوارد ضمن "بروتوكولات حكماء صِهْيَوْن"، كما يجب تدقيقُ النظر في أنشطة الشركات التي تَرعى الفِرقَ الرياضية، وتعلن على فانلات اللاعبين، وحول خطوط الملاعب، وتستفيد من شهرة النجوم، ولنسأل أنفسنا: لماذا لا تَرعى هذه الشركاتُ الطلابَ المتفوقين علميًّا، أو النابغين في مختلف المجالات الصناعية، والزراعية، والدينية؟!
صحيح لماذا لاترعى هذه الشركات مسابقات وأنشطة تحيظ القرآن الكريم؟؟؟؟؟
ولكن لايجب أن نعطي الصهاينة كل هذه الهالة بافتراض أنهم وراء كل سلبياتنا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة