• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / كرة القدم في الميزان


علامة باركود

الغزو الكروي إلي أين؟

د. خالد راتب


تاريخ الإضافة: 16/5/2010 ميلادي - 3/6/1431 هجري

الزيارات: 13673

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الإسلام دعَا إلى القوَّة في العُقول والأَبدان والقُلوب، ومَن اجتمعَتْ فيه هذه المقوِّمات فهو العضو الفعَّال في المجتمع؛ لأنَّ الله يحبُّ المؤمن القويَّ (في إيمانه، وعقله، وجسده)؛ يقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعُك، واستَعِن بالله ولا تعجز))؛ (رواه مسلم).


فالاهتِمام بالجسم - إذا حَسُنَت النيَّة - عبادة يُثَاب عليها الإنسان؛ لأنَّ الإنسان بقوَّته التي استُمِدَّت من حول الله وقوَّته قادرٌ على نفْع نفسه ومجتمعه، بخلاف المؤمن الضعيف؛ لا يَقوَى جسدُه على عبادة، ولا يَنفَع مجتمعُه؛ لذا أمَر الإسلام الإنسانَ أن يُحافِظ على صحَّته وبدنه؛ فقد أَقَرَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - سلمان على النصيحة التي نصَحَها لأبي الدرداء، وهي: "إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه"، فأتى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكَر ذلك له، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((صدق سلمان))؛ (رواه البخاري).


ونستَفِيد ممَّا سبق أنَّ كلَّ ما يُقوِّي البدن ممَّا أحلَّه الله مطلوب، والرياضة - بضوابطها الشرعيَّة - أمر مطلوب؛ لأنها تُؤَدِّي إلى غايات نبيلة، ولكن هنا سؤال: هل ما يفعله الناس من اعتِكاف على المباريات من قَبِيل الرياضة النافعة؟


أقول: الرياضة مُمارَسة لا مُشاهَدة؟ هذه هي الإجابة الشافِيَة بأمر الله؛ لأنَّك لو قارَنْتَ بين رجلٍ يجلس الساعات الطوال أمام مُشاهَدة مُبارَاة أو أكثر في اليوم، وفي الأسبوع، وعلى مَدار الشهر - لجمعت ساعات كثيرة جدًّا، لو استُغِلَّت في تقوِيَة جسم الإنسان، ومن قبلُ الإيمان، وفي التفكير في حال المسلمين الآن، وفي حال المسجد الأقصى الذي حُوصِر من كلِّ اتِّجاه، وبُنِيَتْ حولَه الكنس الصِّهْيَوْنيَّة، وأصبح لا يُصَلَّى فيه إلا بإذنٍ من الصَّهايِنَة، ولأعمارٍ مُحَدَّدة من قِبَلِ أعداء الله - لكان هذا الفعل أَوْلَى.


لو استُغِلَّت هذه الأوقات كما ينبغي لحقَّقنا لإسلامنا وأمَّتنا ما أرادَه الله مِنَّا، ولَكُنَّا خير أمَّة أُخرِجت للناس، ولا تستَهِن بهذه الأوقات التي تُنفَق في غير نَفْعٍ، فإنَّ لحظة واحدة في عمر الإنسان هي عمر ثانٍ لا ينبغي الاستِهانة به، يقول ابن الجوزي: "ينبغي على الإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يُضَيِّع لحظةً في غير قربة".


أغلب المسلمين الآن مُغَيَّبون عن واقِعِهم، ساهُون لاهُون، قد احتلَّ الإعلام المزيَّف - بما يُقَدِّمه - عقولَهم، ووُجِّهت اهتمامات أكثر الأمَّة إلى التفاهات، ووَقَع كثيرٌ من شبابنا في شِباك الكرة، فهي التي تُحَرِّك مَشاعِرهم وتُؤَثِّر فيهم أكثر من تأثير القرآن الذي كاد أن يُزَلزِل الجِبال، ويُحَرِّك الجمادات: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ﴾ [الحشر: 21].


إنَّ البحث عن سَفاسِف الأمور وتَناقُلها بين الناس أصبح جزءًا أصيلاً من حياتهم، وإذا جلس الواحد مِنَّا في مجالس الناس لا يسمَع إلا عن الكرة، والفنَّانين والفنانات، لقد غزت الكرة ديارنا وأعمالنا ومَدارسنا، حتى المساجد بيوت الله تأثَّرت بالكرة، فإذا كان هناك مباراة خَلَتِ المساجد واشتَكَتْ حالَها إلى الله، ومَن يأتي إليها أثناء المباراة يأتي على عَجَلٍ يُرِيد من الإمام أن يُقِيم الصلاة بسرعة ويُصَلِّي بسرعة، فجسده أمام الله وقلبه في الملعب بين أرجُل اللاعبين، فسبحان الله!


يا أيُّها المسلِمُون الموحِّدون:

إلى متى ترضَوْن أنْ تكون المباريات والأفلام والمسلسَلات هي العقل المحرِّك في حياتنا، أخشى أن تُصبِح الكرة وَثَنًا في قلوب كثيرٍ من الناس وهم لا يشعرون، فالأمر جِدُّ خطير، فأين تذهبون؟!


قد يقول قائل: أنت تُبالِغ، لا، لا والله لا أُبالِغ، ولو أردتَ أن تَعرِف فانظُر إلى الناس عندما يُطلِق الحكم صافِرة البداية - بداية المباراة - فإنَّ الأصوات تخشع، والأبصار تَشخَص، والأعصاب تُشَدُّ، حتى يصل الأمر إلى السبِّ والقَذْفِ، بل والتشاجُر بين اللاعِبين أو بين المشاهِدين، بل يَصِلُ الأمر إلى القتل، بل قد يموت الإنسان تأثُّرًا بالمباراة، وكم من إنسان مات بسكتة قلبيَّة بسبب انهِزام فريقه!


فإلى متى سنظلُّ أسرى ما يُصَدَّر إلينا؟! ومتى نَصِلُ إلى الدرجة التي نعرِف فيها ما ينفعنا فنُقبِل عليه وما يضرُّنا فنُحجِم عنه؟! إلى متى سيستَمِرُّ هذا الغزو؟! ومتى نتحرَّر منه؟!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- football
ahmed ouali - maroc 14-05-2011 06:29 PM

موضوع جميل و في نفس الوقت تذكرة لكل المسلمين حتى يستفيق من غفلتهم . أحسنت في مقالك .جزاك الله خيرا

3- أحسنت
هشام أبوالخير - مصر 27-05-2010 05:13 PM

أحسنت أخانا العزيز د. خالد .. ولطالما خدع شياطين الإنس والجن أبناء أمتنا بأن متابعة المباريات رياضة هادفة لكنك رددتَ عليهم هذه الخدع الإبليسية بكلمة وجيزة "الرياضة ممارسة لا مشاهدة" وحقا تجد المشاهد رجلا بدينا ذا بطن ممتد لا يحسن رياضة المشي فضلا عن غيرها ويسمي نفسه "رياضي" لأنه شغوف بمتابعة المباريات.

لم يقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلى الشباب الملتزم الذي كان يدرك أبعاد هذه الحيل الشيطانية الآن وقع فيها كثير منهم، وقد شاهدت بنفسي من يأخذ يوم عطلة من عمله لمشاهدة مباراة !! فإلى الله المشتكى

2- تصديق
سليم - الجزائر 21-05-2010 06:53 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أنت لا تبالغ في مقالك هذا يا أخي بل صار الأمر الى أن تشاجرت دولتان اسلاميتان من أجل مباراة في كرة القدم ألا و هما مصر و بلدي الجزائر و للأسف حتى صار السباب و الشقاق في وسائل الإعلام و في غيرها فانظر الى ما صنع هذا الأفيون و هو كرة القدم و ما يفعل الاعداء بنا

1- لا فض فوك
ابو عبدالله - الاردن 21-05-2010 05:36 PM

الحمد لله كما يحب ربنا ويرضاه،
فضيلة د.خالد -حفظه الله - هذا المقالة تجسد الواقع بحق والوقائع المرئية شاهد حيّ على ذلك . .

إلا أننا حين نعرض المشكلة نحتاج إلى عرض حلول لها، نعم، صحيح أن المجتمعات تفشت فيها هذه الأمور، وللأسف !
حتى بين الملتزمين!
ونسمع نداء خطيب الجمعة، ونقرأ مئات المقالات، ولا تجدي نفعا !

إنا بحاجة لخطوات عملية حقيقية ملموسة بين الشباب، نستشعر فيها خطورة المسألة، ونعمل على حلها يإذن الله، فإن المسألة كما تفضلتم في عنقها أرواح والله المستعان . .

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة