• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / العولمة


علامة باركود

الأخوة في زمن العولمة!!

علي بن محمد سويلم


تاريخ الإضافة: 5/7/2014 ميلادي - 7/9/1435 هجري

الزيارات: 9000

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأخوة في زمن العولمة!!

 

ما أجمل أن يكون لك من بين إخوانك المسلمين أخ صالح قريب منك، تربطك به علاقة حميمة خاصة، ما أجمل أن تجد هذا الأخ الذي يكون قريبًا منك مهما باعدت بينك وبينه المسافات، ما أجمل أن ينعم الله عليك بأخ لا يمكن أن ينساك مهما تزاحَمت عليه مشاغل الدنيا.

 

أخ يعتبرك جزءًا أساسيًّا في حياته، لا يمكن أن يغفل عنه مهما كانت الظروف، أخ يدعو لك كما يدعو لنفسه، بل ربما ينشغل بالدعاء لك عن دعائه لنفسه وأهله.

 

ما أعظمها من نعمة، جعلت الفاروق - رضي الله عنه - من عظمتها يقول مدركًا أهميتها: (ما أعطي عبد بعد الإسلام نعمةً خيرًا من أخ صالح، إذا نسي ذكره، وإذا ذكر أعانه، فمن وجد منكم من أخيه ودًّا، فليتمسك به؛ فإنه قلما يجد ذلك).

 

نعم والله (فإنه قلما يجد ذلك)، فربما تدعو الله بأن يرزقك هذا الأخ، ولا يتحقق دعاؤك إلا بعد سنوات من الله - عز وجل - التضرُّع والإلحاح.

 

وحين يستجيب الله لدعواتك، وينعم عليك بنعمة الأخ الصالح، ربما يأتيك أخ من إخوانك مستفسرًا عن سر اختيارك له أخًا ورفيقًا - كما حدث معي أكثر من مرة - فأظنُّك ستستحضر بعض الأسباب التي دعتك لهذا الاختيار، فتجيب سائلك بفخر واعتزازٍ، وتقول: لقد اخترت أخي هذا لأسباب كثيرة، أضع بعضها بين يديك.

 

ولكن وقبل الدخول في الأسباب، لا بد من التشديد على أمر في غاية الأهمية، اتفق عليه كل العقلاء في كل زمان ومكان، وهو أنه لا يوجد شخص على وجه هذه الأرض - لا في الماضي، ولا في الحاضر، ولا في المستقبل - سالم من العيوب والنقائص - عدا رُسل الله عليهم صلوات الله وسلامه - وإذا أردت أخًا بلا عيب بَقِيت بلا أخٍ، وصدق القائل:

ولست بمستبْقٍ أخًا لا تلمٌّه
على شعثٍ، أي الرجال المهذب!

 

والقائل:

إذا أنت لم تشرب مرارًا على القذى
ظَمئتَ وأيُّ الناس تصفو مشاربه؟!
فعش واحدًا أو صل أخاك فإنه
مقارفُ ذنبٍ تارة ومُجانبه!

 

أما أسباب الاختيار، فهاك يا سائلي طرفًا منها:

• اخترته لدينه، وحرصه على رضا ربه، في مواقف كثيرة، عشتها معه مرارًا وتَكرارًا؛ حيث لا يرانا إلا الله.

 

• اخترته لعقله، وفَهْمه للأمور على ما هي عليه، بدون إفراط ولا تفريط.

 

• اخترته لقدرته على فَهْم ما أقوله فهمًا سويًّا سليمًا، بلا عناء ولا مشقة.

 

• اخترته لشعوري الدائم بأنه قادرٌ على فَهْم ما بداخلي ومن دون أن أتكلم.

 

• اخترته لسلاسته وسهولته، فلا أجد صعوبة أبدًا من جهته في أي موقف من المواقف، فأشعر بارتياح كبير وأنا أتعامل معه.

 

• اخترته لحرصه على ألا نختلف أبدًا، وأن نعيش معًا بتوافق وانسجام، فلا هو بكثير الجدال والمراء، ولا اختلفنا مرة وكان اختلافنا سلبيًّا.

 

• اخترته لحرصه على التماس الأعذار لي، من دون تصيُّد للأخطاء، أو عَدٍّ للزَّلاَّت.

 

• اخترته لحلمه عليّ، وصبره على عيوبي، وعفوه عن زلاَّتي من دون منة ولا تفضُّل.

 

• اخترته لحبه الخير لي كما يحبه لنفسه.

 

• اخترته لحرصه الشديد على ما ينفعني كحِرصه على ما ينفعه، بل ربما آثرني في بعض الأحيان على نفسه.

 

• اخترته لاستعداده الدائم لإعانتي في كل خير، ومواساتي عند كل كربٍ، ووقوفه بجانبي في كل وقت، فما نشدته يومًا في أمر من أمور الدنيا أو الآخرة، إلا وجدته لي ملبيًا بكل سهولة ولين، وبدون جدال ولا مِراء.

 

• اخترته لصفائه وصراحته وتلقائيته التي تريح النفس، وتطمئن القلب، وتزيل الكلفة.

 

• اخترته لحرصه على عدم إخفاء أي أمر من أموره عني، ورغبته في مكاشفتي بما يجول في داخله، وبما يحصل من أمور حياته، من دون تحفُّظٍ ولا تكلُّفٍ، ولا غموض ولا خفاء.

 

• اخترته؛ لأنني لا أشعر معه بأي كلفة أو تحفظ زائد.

 

• اخترته لحرصه على حفظ أسراري كحرصه على أسراره وأسرار أهله.

 

• اخترته لإدراكه قيمة الأخوة التي جمعتنا، وحِرصه الدائم على صيانتها من كل ما يؤذيها من الأقوال والأفعال.

 

• اخترته، واخترته، واخترته.

 

وحين سألتني عن سبب هذا الإخاء، تذكَّرت قول علقمة العطاردي في وصيته لابن له، لما حضرته الوفاة: (يا بني، إن عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة، فاصحَب من إذا خدمته صانك، وإن صحبته زانك، وإن قعدت بك مؤونة مانك.

 

اصحب من إذا مَددت يدك بخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدَّها، وإن رأى منك سيئة سدَّها.

 

اصحَب من إذا سألته أعطاك، وإن سكتَّ عنه ابتداك، وإن نزلت بك نازلة واساك.

 

اصحَب من إذا قلت صدَّق قولك، وإن حاولتما أمرًا أمَّرك، وإن تنازعتما في شيء آثرَك.

 

اصحَب من يكتم سرَّك، ويستر عيبك، ويكون معك في النوائب، ويؤثرك في الرغائب، وينشر حسناتك، ويطوي سيئاتك، فإن لم تجده يا بني، فلا تصحَب إلا نفسك).

 

قال القاضي ابن أكثم: لما سمع المأمون هذا الكلام، قال لناقله: (يا رجل أعطني هذا الصاحب، وخذ مني الخلافة! ولكن أين هو)؟!

 

أنا أُجيبك يا أمير المؤمنين، إنه موجود، وما تفضَّل الله على عبد من عباده بنعمة بعد الإسلام خير منه، والمؤمن الذي عرَف قيمة الصحبة الصالحة لا يستبدل به الدنيا وملكها وخلافتها، وكل ما فيها، ولأجل كل ما سبق، ولغيره الكثير؛ مما يَعجِز قلمي الضعيف عن وصفه، وعجزت لغتي القاصرة أن تعبر عنه، اخترتك يا أخي صديقًا وصاحبًا، وأخًا ورفيقًا.

 

اللهمَّ كما جمعتنا في الدنيا على طاعتك، فاجمعنا في الآخرة في مستقر رحمتك.

يوزن المرء بمن صاحب واختار وليًّا
لم أزَل أحمَد ربي أن لي خلاًّ وفيًّا

 

المصدر: مجلة المستقبل الإسلامي العدد 175





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة