• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / رأس السنة الميلادية


علامة باركود

أربع شمعات

أربع شمعات
سعيد بوطاهر


تاريخ الإضافة: 12/1/2014 ميلادي - 10/3/1435 هجري

الزيارات: 8916

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أربع شمعات


لستُ من هؤلاء الذين يدور عليهم العامُ بعد العام، فيُطْفِئون الشموع على رأس كل دورة سنوية، محتفلين بأعياد ميلادهم، وكأنهم لا يشعرون أوْ لا يدركون أن انصرام عام من العمر هو في المقابل دُنُوٌّ من الفناء بمقدار ذلك العام، وأن الأَوْلى بهم الأسفُ والأسى، لا الفرح والحبور، وأنَّ الأجدر أن يقف كل واحد على أطلال زمنه الميت يَبْكيه، وقبل ذلك وبعده يخشاه، فقد أودعه ملايينَ الأنفاس، تبدَّدت في الآثام، وأخرى تبخَّرت في هواء العَبَث.

 

كم فرصًا من البِرِّ أضَعْنا؟ وكم حبالاً من الوُدِّ قَطَعْنا؟ وكم سَفَكْنا للفضيلة في خَلَوَاتنا من دماء، وخرجنا إثرها إلى الناس بأثواب الطُّهْر والصلاح؟!

 

هكذا قررْتُ الليلة أن أحتفل، لا، أن أَنْعَى نفسي إلى نفسي، تحسبونني أهْذِي؟

 

أبدًا، لقد هرول بي العمر ليسلمني إلى الأربعين، والتفَتُّ فلم أجد لي أثرًا يُحمَدُ، ولا فضْلاً يُذْكَر، تفرَّقَت بي السُّبل، فمضيت فيها جميعًا، وما قطعْتُ واحدًا منها إلى آخره، وأردْتُ أن أصَنِّف نفسي بين الناس، فوجدْتُهْم بين حارِثِ دنيا، وزارِعٍ للأخرى، وألْفَيْتُني لا من هؤلاء، ولا من هؤلاء.

 

الليلةَ أطفأْتُ أربعَ شمعات، كل واحدة تختزل عندي عقدًا من زمني الضائع، أطفأْتُها واحدةً واحدة، وتوقفْتُ حينًا قبل أن أطفِئَ الرابعةَ وكأنِّي أريد أن أُمْسِكَ شبابي الأخير من تلابيبه، أجُرُّه إلَيَّ عَنْوَةً، أو أستعطفه ألاَّ يَمْضِيَ، أليس ذاك زمني، أنا منه وهو مني؟

 

لكنْ هيهات، فقد كان بالأمس طَوْعَ أمري، وهو غدًا شاهد على جرائمي.

 

نعم يا سادة، احتفلْتُ ببلوغي أَشُدِّي تفاؤلاً مني أن أُعَمِّر زمني الباقي بصالح العمل، وبكَيْتُ على الماضي منه، فقد كان خزينة ذكريات، هي بين آلام وآمال، وقد كنتُ فيه ذلك الحاضر الغائب، قبعْتُ طوال الوقت هناك بعيدًا، أبعد من ناصية الحياة أَرْقُبها، لم أكن أبدًا أعيشها، كنت أحلمها.

 

الليلةَ أطفأْتُ شَمْع الأربعين، ولن أطفئ شمْعًا من جديد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- Bonne continuation
هشام - المغرب 14-01-2014 03:36 PM

Vous ne méritez que des encouragements et mes applaudissements pour ce .beau article qui reflète votre âme vivante et une conscience eveillée
!Bonne continuation

1- كلنا هذا الكاتب
صباح - المغرب 13-01-2014 09:36 PM

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته,
الشكر الجزيل لك سيدي ما أروع مقالتك " أربع شمعات" التي تجعل القارئ يرى نفسه في روح هذه الكلمات و بين هاته الاسطر. كل منا لديه شمعة بين شمعاتك الاربع, و لكن للاسف لم نقف و نتأمل ماضينا و حاضرنا و مصيرنا و نحن نطفؤها كما فعلت أنت, الأكثر من ذلك قاسمتنا وقفتك هاته لترينا أنفسنا في مقالتك المرآة, فجزاك الله خير الجزاء, و أطلب من الله العلي القدير أن يجعلك من المعمرين و أن يوفقك لتعمر هذا الكوكب بما يحبه و يرضاه إنه ولي ذلك و القادر عليه و السلام عليكم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة