• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / شهر شعبان بين العبادة والبدعة


علامة باركود

ليلة النصف من شعبان وحكم الاحتفال بها

الشيخ فتحي أمين عثمان


تاريخ الإضافة: 4/7/2012 ميلادي - 14/8/1433 هجري

الزيارات: 9454

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ليلة النصف من شعبان وحكم الاحتفال بها


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

 

وبعد:

فإن من ثوابت الإسلام: أن يعبد الله وحده، وأن نعبده بما شرع، لا بما يشرع الناس بأهوائهم، ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

 

ولقد تعرض الإسلام للبدع ومحدثات الأمور في العقائد والعبادات وغيرها، وكان ذلك بتخطيط ماكر نسجته عناكب الملل الضالة، وذهب الماكرون وجاء دور المقلدين الغافلين.

 

ومن المتفق عليه عند أهل العلم والفقه بالدين: أن البدع النابتة تنسي الكثير من السنن، فما يفعله بعض الناس في المواسم طغى على ما وقع فيها من أحداث مهمة من أمور الإسلام، ولقد كان من بين ما أحاطه الناس بالبدع والخرافات ليلة النصف من شعبان، ومما يورث الحسرة أنهم يعضون على تلك البدع بالنواجذ، ويرون الدعوة إلى إعادتهم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم شيئًا غريبًا.

 

ومن ذلك اعتقاد العامة وأشباههم أن ليلة النصف من شعبان ليلة ذات عبادات مخصوصة وأن الاجتماع لإحيائها بالذكر والعبادة والدعاء وقراءة القرآن مشروع ومطلوب، وتبع ذلك أن ابتدع لهم في إحيائها نظام خاص، فهم يجتمعون في المسجد عقب صلاة المغرب ويصلون صلاة خاصة باسم "صلاة النصف من شعبان".

 

يقول الشيخ صفوت نور الدين الرئيس العام السابق - رحمه الله:

1- إن البدع الثابتة تنسي الكثير من السنن، كما أن الحدث الذي يبني عليه الاعتقاد والعمل أولى بالعناية من تحديد تاريخه.

 

2- إن إحياء ما كتبه أهل العلم سابقا فيه فوائد كثيرة، فهو مثوبة لعالم قضى نحبه، وجمع المسلمين المعاصرين مع السابقين، وتثبيت شبان لا يزالون في أول الطريق.

 

يقول الشيخ خليل هراس في مقال له في مجلة الهدي النبوي (عدد 8 لسنة 1386هـ مجلد 31):

"كان صلى الله عليه وسلم وهو بمكة قبل الهجرة يصلى مستقبلا الكعبة بيت الله الحرام، وقيل: إنه كان مع ذلك يستقبل صخرة بيت المقدس، فكان يصلي بين الركنين اليمانيين، لتقع صلاته إلى القبلتين معا، فلما هاجر إلى المدينة تعذر عليه ذلك، فأمره الله عز وجل أن يستقبل بيت المقدس تأليفا لليهود من سكان المدينة؛ لعلهم إذا رأوه يصلي إلى قبلتهم، حملهم ذلك على الإنصاف والإذعان للحق، وترك ما هم عليه من الجحود والمكابرة، فصلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، وذلك لأنه صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة في شهر ربيع الأول، ووقع تحويل القبلة في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، فتكون المدة التي قضاها في التوجه إلى بيت المقدس هي سنة وأربعة أشهر أو خمسة، في حين يذكر الشيخ أبو الوفاء درويش في كتابه" القبلة" أم تحويل القبلة كان ليلة النصف من شعبان.

 

نقل الإمام القرطبي عن أبي حاتم البستي قال: "صلى المسلمون إلى بيت المقدس سبعة عشر شهرا وثلاثة أيام، وذلك أن قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة كان يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وأمره الله عز وجل باستقبال الكعبة يوم الثلاثاء للنصف الأول من شعبان". ا هـ.

 

سريان الأمر بالتحويل وما يستفاد من ذلك:

جاء في صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما الناس في صلاة الصبح بقباء جاءهم رجل فقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم أنزل عليه الليلة قرآن، وأمر أن يستقبل الكعبة؛ فاستقبلوها، وكان وجه الناس إلى الشام، فاستداروا بوجههم إلى الكعبة.

 

ويذكر الشيخ خليل هراس أن العلامة ابن دقيق العيد ذكر في شرحه على "عمدة الأحكام" جملة من الأحكام الأصولية والفرعية عند الكلام على حديث ابن عمر المتقدم، وهي:

1- قبول خبر الواحد وعادة الصحابة في ذلك اعتداد بعضهم بنقل البعض، وورد عنهم في ذلك ما لا يحصى، ومعنى ذلك أن خبر الواحد العدل يفيد العلم بمضمونه، ويجب العمل به خلافا للمتكلمين من المعتزلة وغيرهم.

 

2- استدل الظاهرية بهذا الحديث على جواز نسخ الكتاب والسنة المتواترة بخبر الواحد؛ لأن القوم عملوا به ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم.

 

3- جواز نسخ السنة بالكتاب فإن الصلاة إلى البيت المقدس إنما كان بالسنة، إذ لا نص في القرآن على ذلك، وتحويل القبلة إلى الكعبة إنما كان بالكتاب، والمنقول عن الشافعي رحمه الله خلاف ذلك.

 

4- دل الحديث على أن حكم الناسخ لا يثبت في حق المكلف قبل بلوغ الخطاب له، فإنهم بنوا ما فعلوه من الصلاة جهة بيت المقدس، ولو ثبت الحكم في حقهم قبل بلوغ الخبر إليهم لكانت صلاتهم باطلة، فلا يجوز البناء عليها، بل كان يجب استئنافها.

 

5- قد يؤخذ منه أيضا جواز الاجتهاد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أو بالقرب منه؛ لأنه كان يمكنهم أن يقطعوا الصلاة ويستأنفوها أو أن يبنوا على ما صلوا، فرجحوا البناء.

 

6- وفي الحديث أيضا دليل على جواز مطلق النسخ، لأن ما دل على جواز الأخص دل على جواز الأعم.

 

7- فيه دليل على جواز تنبيه من ليس في الصلاة لمن هو فيها، وأن يفتح عليه القراءة.

 

8- قال الطحاوي: في هذا دليل على أن من لم يعلم بفرض الله تعالى ولم تبلغه الدعوة ولا أمكنه استعلام ذلك من غيره، فالفرض غير لازم له، والحجة غير قائمة عليه.

 

عبرة وحكمة التحويل:

لما كان شأن ذلك التحويل عظيما، فقد كان امتحانا امتحن الله به قلوب المؤمنين والمنافقين وأهل الكتاب والمشركين، وقد ذكر كل من ذلك الشيخ أبو الوفا درويش، والشيخ خليل هراس موقف كل طائفة منهم، يقول الشيخ أبو الوفا درويش، "أما المؤمنون الذين ثبتهم الله بالقول الثابت، فقد اتبعوا الرسول، وصلوا إلى القبلة الجديدة التي ولا هم الله إياها، بغير اعتراض ولا نكير، بل عن رضا وإيمان وتسليم وإذعان".

 

ويتفق الشيخ خليل هراس مع الشيخ درويش في أن المنافقين أخذوا يرجفون بالمدينة يحاولون أن يقذفوا الشك في قلوب المؤمنين يقولون: "ما يدري محمد أين يتوجه، لئن كانت القبلة الأولى حقا لقد تركها وانصرف عنها إلى غيرها باطلا، ولئن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل أول الأمر ثم اهتدى".

 

ثم يحدد رحمه الله حكمة التحويل في عدة نقاط هي:

1- المسلمون خير أمة أخرجت للناس:

يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله، ورسولهم خير الرسل؛ لأنه خاتمهم وبرسالته تم بناء الدين الذي وضع كل رسول سابق لبنة في هيكله، حتى تم على يدي خاتم النبيين وكتابهم خير الكتب؛ لأنه مصدق لها ومهيمن عليها فناسب ذلك أن تكون قبلتهم خير القبل.

 

وخير القبل هي المسجد الحرام الذي هو أول بيت وضع للناس مباركا وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا.

 

2- إن الجهة لا تكون قبلة إلا إذا وجه الله الناس شطرها، فكل وجهة وجه الله الناس شطرها فهي قبلة، ولا فضل لجهة على أخرى في ذاتها، ولكن الجهة تفضل غيرها باختيار الله تعالى إياها كما قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 142].

 

3- أراد الله أن يقطع حجة هؤلاء الذين يزعمون أن صخرة بيت المقدس خير من المسجد الحرام، فولى المسلمين الذين هم خير الأمم بشهادته تعالى شطر المسجد الحرام ليثبت أنه خير المساجد ويدحض حجة المعاندين: ﴿ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 150].

 

4- ومن تمام النعمة على الأمة التي تعد شريعتها متصلة بشريعة إبراهيم ومجددة لها أن تكون قبلتها هي قبلة إبراهيم، لتتم لها الهداية: ﴿ وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 150].

 

5- في تحويل القبلة امتحان لإيمان المؤمنين؛ فإن المؤمن صادق الإيمان يمتثل أمر الله تعالى بغير اعتراض ولا تردد ولا إنكار، ولكن ضعيف الإيمان يساوره الشك، وتعبث بعقله الظنون وقد يحمله ذلك على الردة، ويدفعه إلى المروق من الإسلام: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ﴾ [البقرة: 143].

 

6- في تحويل القبلة تحقيق لرجاء الرسول صلى الله عليه وسلم إذ كان يرجو أن يوليه الله شطر البيت الحرام؛ لأنه قبلة إبراهيم الذي بعث هو لتجديد ملته: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ﴾ [البقرة: 144].

 

7- بيان أن البر لا يقف عند حد تولية الوجه شطر جهة خاصة، فمدار الإيمان على طاعة الله وفعل الخير: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].

 

8- بيان أنه بعد أن بين الله القبلة يكون اتباع غيرها اتباعا للهوى وانصرافا عن الحق؛ لأن القبلة التي بينها الله هي الحق: ﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 145].

 

9- تصديق ما أخبرت به كتب أهل الكتاب من أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى القبلتين.

 

هذا في حين يقول الشيخ شلتوت عن شهر شعبان: والذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وحفظت روايته عن أصحابه، وتلقاه أهل العلم والتمحيص بالقبول إنما هو فقط شهر شعبان كله، لا فرق بين ليلة وليلة، وقد طلب فيه على وجه عام الإكثار من العبادة وعمل الخير، وطلب فيه الإكثار من الصوم على وجه خاص؛ تدريبا للنفس على الصوم.

 

وتعظيم رمضان إنما يكون بحسن استقباله والاطمئنان إليه بالتدريب عليه وعدم التبرم به، أما بخصوص ليلة النصف والاجتماع لإحيائها وصلاتها ودعائها فلم يرد فيها شيء صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعرفها أحد من أهل الصدر الأول". ا هـ.

 

على أنه ينبغي أن يعرف أن تفضيل إنسان أو زمان أو مكان أو جهة عن غيره لا يكون لذاته، إنما يكون باجتباء الله له واصطفائه على ما سواه، فالحذر أن نقع في مصيبة الخلط بين ما يصح الاعتقاد به من غيب الله، وبين ما يظن للعمل به على أنه فضيلة من الفضائل... وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أريد ان أعرف ليلة النصف من شعبان بإ سبانيا
nirmin nasri - españa 04-07-2012 01:23 PM

أريد ان أعرف ليلة النصف من شعبان بإسبانيا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة