• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / في يوم عاشوراء


علامة باركود

خطبة قضايا في يوم عاشوراء

خطبة قضايا في يوم عاشوراء
د. عطية بن عبدالله الباحوث


تاريخ الإضافة: 30/8/2020 ميلادي - 12/1/1442 هجري

الزيارات: 9432

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: قضايا في يوم عاشوراء

 

المقدمة:

الحمـد لله كالذي نقول وخيرًا مما نقول...

الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا...

نحمده تبارك وتعالى حمدًا كثيرًا، ونعوذ بنور وجهه الكريم من يوم كان شره مستطيرًا...

جعل لنا مواسم الخيرات نتقرب فيها بالعبادات لنال الخير من الله والمرضات.

وأشهد أن لا إله إلا الله العزيز الوهاب...

 

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المستغفر التواب... اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى الآلِ والأصحاب... أما بعد:

 

الخطبة الأولى

القضية الأولى: التوحيد منهج الأنبياء:

يوم من الأيام الخالدة سطره الله في بآيات محكمات، يوم كان فيه عظيم الأحداث وجليل العظات، يوم الفرقان بين حزب الإيمان بقيادة النبوة موسى صلى الله عليه وسلم، وبين حزب الطغيان فرعون وجنوده، وفي لحظات فاصل حاسمة وعلى شاطئ النجاة تتوقف الدنيا وتحتبس الأنفاس وبمنطق الماديات كما حكى الله في كتابه: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61] وبمنطق الإيمان والثقة بالعزيز الجبار قال موسى: ﴿ قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62]، فجاء الفرج من الله بضربة عصا فقال تعالى: ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 63]، وتنتهي القضية فينجو موسى ومن معه ويهلك فرعون ومن تبعه، ما أعظم الله على أهل الطغيان فمن حقارتهم عند الله يختار لإهلاكهم أضعف الأسباب إنما هي ضربة من عصا، وهلاك بالماء.

 

القضية الثانية: الشكر على العطاء:

وقد أتى الشكر من موسى ومن معه من أهل الإيمان اعترافاً بالقلب وشكراً باللسان وعمل بالجوارح فصام موسى ومن معه قربة إلى الله وأداء جزء من شكر الله على ما أعطى وتفضل، فالشكر ملازم لمزيد العطايا قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

وأهل الإسلام يحبون الاقتداء بالصفوة الكريمة من الأنبياء يعلمنا في ذلك النبي المصطفى فقال ابن عباس: (أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَدِمَ المَدِينَةَ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيَامًا، يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقالَ لهمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ما هذا اليَوْمُ الذي تَصُومُونَهُ؟ فَقالوا: هذا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللَّهُ فيه مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بمُوسَى مِنكُم فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بصِيَامِهِ )[1].

وقد جعل الشرع لهذا اليوم فضل في صيامه عظيم فعندما: ((( سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فقال صلى الله عليه وسلم " يُكفِّرُ السنةَ الماضيةَ والباقيةَ " قال: وسُئلَ عن صومِ يومِ عاشوراءَ؟ فقال " يُكفِّرُ السنةَ الماضيةَ "))[2].

 

القضية الثالثة: مراحل التكليف بصيام يوم عاشوراء:

والفقه الشرعي في صيام يوم عاشوراء أنه مر بمراحل يمكن سردها على ما يلي:

1- كان يوم عاشوراء يوم تصومه العرب في الجاهلية وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم معهم ففي حديث عائشة: (كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ، في الجَاهِلِيَّةِ وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كانَ مَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ لا يَصُومُهُ)[3].

 

2- فرض صيامه على المسلمين ففي حديث الرُّبيِّعِ بنتِ معوِّذٍ قالت: (أَرْسَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إلى قُرَى الأنْصَارِ: مَن أصْبَحَ مُفْطِرًا، فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَومِهِ ومَن أصْبَحَ صَائِمًا، فَليَصُمْ، قالَتْ: فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ، ونُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، ونَجْعَلُ لهمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ، فَإِذَا بَكَى أحَدُهُمْ علَى الطَّعَامِ أعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حتَّى يَكونَ عِنْدَ الإفْطَارِ)[4].

 

3- بعد فرض رمضان نسخ فرض يوم عاشوراء فهو سنة مستحبة بالإجماع ففي الحديث: (وكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كانَ مَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ لا يَصُومُهُ).

 

القضية الرابعة: مراتب صيام يوم عاشوراء:

ولمعرفة الهدي الأكمل في صيام يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر الله المحرم فقد ورد فيه الأقوال التالية من الأعلى إلى الأدنى وليس في العبادة دنيء:

1- أن يصام يوماً قبله ويوماً بعده لمخالفة أهل الكتاب كما أراد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ورد حديث لكنه فيه ضعف: (صوموا عاشوراءَ، وخالفوا فيهِ اليهودَ؛ صوموا قبلَه يومًا وبعدَه يومًا)[5]، ولكن استحبه العلماء لأنه يدخل في المخالفة وأيضاً يستحب صيام أغلب شهر الله المحرم فقد ورد عند مسلم: (وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ ).

 

2- صيام التاسع مع العاشر لحديث ابن عباس: (حِينَ صَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بصِيَامِهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ إنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ، حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ)[6].

 

3- صوم العاشر مع اليوم الحادي عشر ففي الحديث: (صوموا يومَ عاشوراءَ وخالفوا فيهِ اليهودَ وصوموا قَبلَهُ يومًا أو بعدَه يومًا)[7].

 

4- إفراد العاشر وهذا لا بأس به ولا يكره ولكن صاحبه ترك الأفضل وقد صامه النبي صلى الله عليه وسلم منفرداً والأمر بالمخالفة ليست على الوجوب قال شيخ الإسلام: (صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَلا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ)[8].

 

أقول ما سمعتم واستغفروا الله إن الله غفور رحيم..

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه سبحانه، وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلَّى اللهُ وسلَّم وباركَ عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، أما بعد:

فهذا يوم عاشوراء منة الله على هذه الأمة بصيامه ليعطيهم مزيداً من فضله وإحسانه نوجز منه أمور:

1- ما من ضائقة خصت أو عمت كبرة أو صغرت إلا كان فرجها عند الله سواء مع الأسباب أو ضد الأسباب أو بلا أسباب بقوله: (كن فيكون).

 

2- الشكر عبادة ويكون بعد العبادة فلا يفعل إلا على منهج الشرع فما يقام في يوم عاشوراء من غير عبادة الصيام بدعة وضلال سواء بأفراح أو أتراح.

 

3- مواسم الخير التي يختارها الله لنا إنما هي رحمة من الله زيادة في أعمالنا وبركة في أعمارنا فهذه الأمة مختارة مرحومة.

 

4- لا نترك باباً من الخير ونحن في صحة وعافية إلا وجعلنا لأنفسنا فيه سهماً فإنما هي أعمار وساعات تنقضي وقد لا تعود والأيام إقبال وإدبار.

الدعاء:

اللهم أصلح أحوالنا في الأمور كلها وبلغنا بما يرضيك أمالنا واختم بالصالحات أعمالنا وبالسعادة أجالنا وتوفنا يا رب وأنت راض عنا.

 

اللهمَّ اقسِمْ لنا مِنْ خشيَتِكَ ما تحولُ بِهِ بينَنَا وبينَ معاصيكَ، ومِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنَا بِهِ جنتَكَ، ومِنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَيْنَا مصائِبَ الدُّنيا، اللهمَّ متِّعْنَا بأسماعِنا، وأبصارِنا، وقوَّتِنا ما أحْيَيْتَنا، واجعلْهُ الوارِثَ مِنَّا، واجعَلْ ثَأْرَنا عَلَى مَنْ ظلَمَنا، وانصرْنا عَلَى مَنْ عادَانا، ولا تَجْعَلِ مُصِيبَتَنا في دينِنِا، ولَا تَجْعَلِ الدنيا أكبرَ هَمِّنَا، ولَا مَبْلَغَ عِلْمِنا، ولَا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لَا يرْحَمُنا.

 

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِنا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَانا الَّتِي فِيهَا مَعَاشِنا، وَأَصْلِحْ لِنا آخِرَتِنا الَّتِي فِيهَا مَعَادِنا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِنا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِنا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.


اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمَّتنا وولاةَ أمورنا، واجعل ولايتَنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبُّه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلِح له بِطانتَه يا ذا الجلال والإكرام.

 

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]، سبحان ربِّنا رب العزَّة عمَّا يصِفون، وسلامٌ على المرسلين، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 


[1] رواه مسلم (1130).

[2] مسلم (1162).

[3] أخرجه البخاري (3831) واللفظ له، ومسلم (1125).

[4] أخرجه البخاري (1960) واللفظ له، ومسلم (1136).

[5] أخرجه أحمد (2154)، والبزار (5238)، وابن خزيمة (2095) باختلاف يسير. وصححه السيوطي في الجامع الصغير وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: [فيه] داود بن علي الهاشمي ليس بحجة، وضعفه الشوكاني والألباني والأرناؤوط.

[6] مسلم 1134.

[7] أخرجه أحمد (2154) واللفظ له، والبزار (5238)، وابن خزيمة (2095). قال الهيثمي في المجمع: فيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام‏‏، وحسنه أحمد شاكر في مسند أحمد، وقال الألباني: إسناده ضعيف، وروى موقوفاً وسنده صحيح.

[8] الفتاوى الكبرى ج5.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة