• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / في يوم عاشوراء


علامة باركود

نصر عاشوراء (خطبة)

نصر عاشوراء (خطبة)
د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم


تاريخ الإضافة: 29/8/2020 ميلادي - 10/1/1442 هجري

الزيارات: 10709

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نصر عاشوراء


إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

أما بعد، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ﴾ [النساء: 1].

 

أيها المؤمنون!

عاشوراء يوم ذو شأن في الإسلام؛ إذ جعله يوماً معظَّماً؛ أنجى الله فيه بني إسرائيل من العذاب المهين، الذي عاشوا لحظاته العصيبة متجرعين فيها غصصاً من الذل والاستعباد الذي سامهم به طاغيةٌ تاه في طغيانه حتى قال: أنا ربكم الأعلى! جعل ذلك الطاغية من تلك الأمة المستعبَدة طبقة مستضعَفة؛ يذبِّح أبناءها، ويبقي نساءها في الخدمة والأعمال المهينة، وظلوا على ذلك ردحاً من الزمن حتى أذن الله لتلك الأمة المستضعَفة أن تكون الوارثة لمُلْك الطاغية، وأن يكون تهاوي عرشه على يد من رباه صغيراً في بيته. فصول تلك المعاناة ولحظة الفرج سطرها القرآن في صفحاته حتى غدت أكثرَ قصصه ذكراً، وكان يوم عاشوراء ختام ذلك الاستبداد، ونهاية تلك المعاناة.

 

أيها المسلمون!

أرسل الله - سبحانه - كليمه موسى - عليه السلام - إلى فرعون، وأمدّه بالآيات الواضحات الدالة على صدق نبوته، وكان من أجلاها انقلاب عصاه ثعباناً يبتلع ما ألقاه مهرة السحرة الذين جمعهم فرعون من أنحاء المدائن، وكان ذلك بمشهد أممي من الناس محشورين؛ فأحقَّ الله الحقَّ وأبطل كيد الكافرين، ﴿ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف:120، 121]؛ عند ذلك جنَّ جنون الطاغية، وظن أن قوته لا يغلبها قوة، فتوعّد السحرةَ حين آمنوا بعقوبة المحاربين، كما توعّد أهلَ الإيمان بإجلائهم عن بلادهم، وأطلق ألسن السوء فيهم مجيّشاً عليهم دهماءه وجنده: ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴾ [الشعراء: 54 - 56]، فأوحى الله إلى موسى أن يخرج بقومه في جنح من الليل باتجاه البحر، وأخبره بأنهم متَّبعون، وخرج فرعون بجنده فأدركوهم وقت شروق الشمس عند شط البحر؛ فكان موسى - عليه السلام - وقومه بين فكي كماشة؛ بحرٍ متلاطم الموج أمامهم، وعدوٍ طاغٍ حانقٍ خلفهم، عند ذلك أيقن قوم موسى - عليه السلام - بالهلاك؛ فخاطبوا نبيهم قائلين: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]؛ فنفى كليم الله ظنَّهم نفياً باتاً؛ إذ رأى ببصيرة الإيمان ما لا تراه العيون في الواقع، فقال بلغة الواثق بربه الذي لا تزيده شدة الأحداث إلا طمأنينة وسكينة تملأ فؤاده وتسدد قوله ورأيه: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62] إلى طريق النجاة، وما خاب من أحسن بربه ظناً؛ إذ أوحى الله إليه أن يضرب بعصاه البحر الهادر؛ فانفلق ذلك البحر عن اثني عشر طريقاً يبساً كالجبل الشامخ، وأُمِر موسى - عليه السلام - وقومه أن يسلكوا تلك الطرق غير خائفين من غرق أو درك عدو. فلما رأى فرعون وجنده تلك الطرق، ورأوا موسى وقومه والجين لها؛ غرّهم بريق الواقع؛ إذ ظنوا أنهم قادرون عليه، ناسين الإلهَ الحاكمَ له والمتصرفَ فيه، غير معتبرين بآية انفلاق البحر وقد جرت أمام أعينهم؛ إذ صُرِفت قلوبهم عن الهدى بعد أن كذبوا بآياته حين أتتهم أول مرة، فقادهم بريق الواقع إلى مصرعهم المشؤوم المتواري خلف ستار القدر النافذ، حتى إذا تكامل خروج السلامة لموسى - عليه السلام - وقومه، وتوسط طغاة الجند وقائدهم البحر؛ أوحى الله إلى البحر أن يرجع كما كان، ليريَ بني إسرائيل نهاية هذا الطغيان الذي أرهق حياتهم؛ فكانوا يرون أعداءهم والأمواج تتقاذف بهم رفعاً وخفضاً وقد صاروا جيفاً فيه. أما رأس الطغاة فرعون فقد أفصح عن الحقيقة التي كان يكتمها ظلماً وعلواً، وبات عمرَه محارباً لها ولأهلها حين رأى مصرع الغرق قائلاً: ﴿ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 90]، فلم يك إيمانه نافعاً له بعد معاينته العذاب، وأمر الله بتلك الجثة العفنة التي طالما سامت عباده سوء العذاب أن تُقذف على سِيف البحر؛ لتكون لمن وراءه عبرة على مر الدهور، ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ [يونس: 92]، وصارت أرواحُ أولئك الفجرة معذَّبة منذ ذلك اليوم بعرضها على النار صبْحَ كل يوم ومساءَه، وأشد العذاب مُعدٌّ لهم يوم القيامة كما قال الله - تعالى -: ﴿ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 45، 46].

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

أما بعد، فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله...

 

أيها المؤمنون!

إن نصر عاشوراء ذكرى لأمة الإسلام بأسباب النصر التي أرشد إليها موسى - عليه السلام - بني إسرائيل، والتي من خلال امتثالها صاروا مؤهلين لتنزل النصر الإلهي بعد أن غيروا من أنفسهم وانتصروا عليها. ومن أبرز تلك الأسباب التوكل على الله، والاستعانة به، وملازمة الصبر الذي لا يأس معه ولا استكانة، كما قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [يونس: 84 - 86]، وقال: ﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]. وإقام الصلاة من أعظم أسباب تنزل النصر وزوال الكرب، قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 87]. والدعاء بالنجاة وإهلاك الظالمين من سبل تنزل نصر رب العالمين، بل ربما أذن الله بتنزّل نصره بدعوة رجل صادق، كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 88، 89]. والثقة بوعد الله، وحسن الظن فيه مع بذل الأسباب الممكنة من أعظم أسباب تنزّل النصر، كما قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 61 - 63]. وكل تلك الأسباب من معالم الثبات على الاستقامة التي تخالف اتباع سبيل الذين لا يعلمون حقيقة وعد الله ونصره، كما أرشد الله إليه نبييه موسى وهارون - عليهما السلام - بعد دعوتهما إياه، فقال: ﴿ فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 89].

 

أيها المؤمنون!

إن يوم عاشوراء لنصرة الإيمان ذكرى، وقد شُرع صومه شكراً، مع ما في الصيام من معنى الانتصار على النفوس، ورُتِّب على صيامه أجر عظيم؛ روى ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، وجدهم - أي: اليهود - يصومون يوماً، يعني عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكراً لله، فقال: « أنا أولى بموسى منهم »، فصامه، وأمر بصيامه (رواه البخاري ومسلم)، وقال - عليه الصلاة والسلام -: " صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " (رواه مسلم). وحرص النبي على مخالفة صيام اليهود فيه؛ بصيام يوم قبله (رواه مسلم).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة