• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / في الاحتفال بالمولد النبوي


علامة باركود

كيف يحيا العمل بالإسلام؟

كيف يحيا العمل بالإسلام؟
الشيخ محمود شلتوت


تاريخ الإضافة: 17/3/2013 ميلادي - 5/5/1434 هجري

الزيارات: 8507

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف يحيا العمل بالإسلام؟


يدخل شهر ربيع الأول ويَذكر به المسلمون ميلاد الرسول - عليه السلام - فينهضون بحُكم العادة إلى الاحتفال بذكراه، فيرفعون الأعلام ويَنصبون الزينات، ويُطلقون المدافع وصواريخ الأفراح، ويأكلون الحلوى ذات الأشكال والألوان، ويستمعون إلى قصة الميلاد، كما استمعوا وقرؤوا كثيرًا من الأحاديث والمقالات التي دبَّجها أصحابها في الإرهاصات التي بشَّرت بميلاده وبعثته، وفي سُمو أخلاقه وشريعته، ويكون ذلك في أسبوع أو أسبوعين، وتنطوي صفحة ربيع، وبانطوائها تُطوَى صفحة هذه الذكرى الكلامية، ولا يبقى سوى ما ألِف الناسُ سماعه من المؤذِّن في كلمات الأذان التي لا يَرفع لها رأسًا إلا قليلٌ من المسلمين.

 

أما عقيدة التوحيد وما أصابها من زَعزعة وتحلُّلٍ، وما غشيها من صور التقديس لغير الله! أما عقيدة البعث، وما صرف الناس عن تمثُّل رَهبته واستحضار آثاره!

 

أما الأخلاق وقد تغيَّرت معالمها في النفوس، وانقلَبت إلى الجشَع والهَلع، والنفاق والكذب، والغش والخديعة، والغدر والخيانة؛ مما أظلم الحياة، وباعَد بينها وبين صاحب الذكرى وشرْعه!

 

أما العقل وقد تملَّكته الأوهام والخُرافات، وأخذت تَقوده إلى مهاوي الشر والظلال!

 

أما المجتمع وقد تفكَّكت عُراه وذابت لَبِناته، وانفصَمت روابطه الإنسانية الشريفة!

 

أما الواجبات الدينية والشعائر الخاصة التي تُميِّز الشخصية الإسلامية عما سواها، ويُغذي بها المسلمُ إيمانه، ويُراقب بها مولاه.

 

أما كلُّ ذلك، فإننا - والأسف يملأ القلب - نرى بُعْد الهُوة بينه وبين المسلمين، نرى انقلابًا عامًّا، وتحلُّلاً شاملاً، نرى دعوة إلحادية سافرة تعمل مأجورة مُجاهرة على غزو قلوب النَّشء الغَض، وصرْفها إلى المظاهر الفاجرة التي تَسوقها إلينا المدنيَّات الكاذبة باسم الحرية والحضارة، ونرى أصوات الترويج لهذه الدعوة الفاجرة تَرتفع من آفاق معاهد التربية والتعليم الإسلامية، التي أُعِدَّت لتهذيب النَّشء وتقويم أخلاقه، وصَوْغه لَبناتٍ قوية، بها وعليها يشاد صرْحُ المجتمع المثالي، الذي يعرف حقَّه وواجبه في الحياة، والذي كان في الرسم القرآني خيرَ مجتمع أُخْرِج للناس.

 

فهل فكَّر المسلمون وقد شغَلوا أنفسهم بالصور والأقوال في مدى صِلتهم بشريعة هذا النبي الكريم التي ختَم الله بها رسالاته إلى خلْقه، وجعَلها عامة خالدة في العالمين؟ هل فكروا في أن مجرد الذكرى الصورية الوقتية لرسول هذه الشريعة، يغني عن العمل الدائم والتوجيه المستمر في سبيل إحيائها في النفوس؟ هل فكروا في أن مجرد الانتساب وإجراء كلمة الشهادة على اللسان، يُنجيهم من خطر المسؤولية التقصيرية فيما أخَذ اللهُ به عليهم العهد والميثاق؛ ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]؟

 

إن كان ذلك أو شيء منه وقَر في نفوسهم، فليقرؤوا: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 123].

 

أيها الأخ الكريم، تسألني: كيف نُحيي العمل بالإسلام؟ وهو سؤال طالما تردَّد في صدري، وطالما تَرقَّبته من شخصية لها حقُّ الاستشارة في وسائل التوجيه، وكم كنت أتمنَّى أن تسألني معك هذا السؤال شخصيةٌ أخرى نِيطَ بها إعداد رجل الدين الذي يَفهم الحياة والإسلام على وجْههما الصحيح، والذي يَجوس خلال الديار، ويَمتلِك - بعلمه وعمله، وحكمته وبيانه - قلوب الناس، فيُهْرَعون إلى مجلسه، ويَمتلئُون إيمانًا بما يقول، كنت أتمنَّى ذلك لأقول لك ولصاحبك: أنتما المسؤولان عن إحياء العمل بالإسلام.

 

فالإذاعة والصحافة والنشر:

وسائلُ - إن أُريد لها أن تَنفَح الناس بريحٍ طيبة، تَجري بهم رُخاءً إلى الكمال - كانت المُوجِّه المفيد، وكانت العُدة القوية في إحياء العمل بالإسلام، وإن أُريد لها - كما نراها اليوم في كثير من مجتمعاتنا عكس ذلك؛ تَنفُث سموم التحلُّل، وتُغري بألوان العبث - كانت المُوجِّه الضار الذي لا ينفع معه تثقيفٌ ولا تهذيب، وكانت العُدة القوية التي لا يَظفر بمثلها خصومُ الإسلام في إماتته عند أهله، وانتزاع مبادئه من قلوبهم.

 

وإذًا يتحتَّم عليك أيها الأخ وعلى إخوانك مستشاري هذه الوسائل في بلادنا الإسلامية؛ أن تجتمعوا وتتشاوَروا في وضْع منهج عام يقضي - على الأقل - بتَنقيتها مما يوجِّه الشباب الغافل نحو الثورة النفسية على الدين وفضائله باسم التجديد والتقدُّم!

 

أما القائمون بإعداد رجل الدين، فهم يعلمون أنهم وقَفوا في إعداده عند مرحلة لا تهيِّئ لكشف غامضٍ، ولا إزالة شُبهة، ولا إظهار حِكمة، عند مرحلة لا تُمكِّن واعظًا ولا مرشدًا من إنفاذ وعْظه إلى القلوب، عند مرحلة قديمة من القول ليس بينها وبين حاضر الناس ما يُنبِّه الشعور، أو يُوقظ الوعي، عند مرحلة رأوا أن فيها كَفافَ عيشهم، فعكَفوا عليها، وبذلك عَمِيت على الناس فضائلُ الدين، وانطمَست أحكامه في عقولهم، وانصرَفوا إلى ما يُلبِّي شهوتهم، أو يُحقِّق لهم ثقافة وافدة عليهم من سماء غير سمائنا.

 

وإذًا فمن الواجب الحتْم على هؤلاء - إحياءً للعمل بالإسلام - إعادة النظر في منهج التكوين لرجل الدين، الذي نراه في جماعة التشريع والتقنين، والذي نراه في مرتبة الاجتهاد واستنباط الأحكام، والذي نراه في ميادين الوعظ والدعوة، يَمتلك على الناس أفْئدتهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وبدافع من واجب الدين يقضي بالتضحية واحتمال المَشاق.

 

وإذا تمَّت لنا وسائل التنقية من السموم المُهلكة المنوطة بكم، وتمَّت لنا وسائل الإعداد لرجل الدين المنوطة برجال المعاهد الدينية - وجَب من جانب ثالث على رجال التربية والتعليم الحكومي، أن يُفسحوا المجال في معاهدهم لبثِّ تعاليم الإسلام الصحيحة، مع الهَيمنة الصادقة والإشراف الفعلي المُثمر.

 

وإذا كان كما يقولون: لا بد لوازع القرآن من وازع السلطان، وهي كلمة حق - وجَب على الهيئات المُنفذة أن تقفَ بالمرصاد لكلِّ مَن شذَّ، أو حاوَل أن يَشِذَّ، وبذلك نكون قد أخذنا على الفساد والتحلُّل جميع المسالك، وعندئذ يَعظُم أملنا في إحياء العمل بالإسلام، وتتحقَّق أُمنية الأخ الكريم، وهي أُمنية كل مؤمن بالله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة